ألارديس: منتخب إنجلترا ضحية «الثلاثي القاتل»

(دبي) - أكد الانجليزي سام ألارديس المدير الفني لفريق وست هام يونايتد أنه لا أمل للمنتخب الإنجليزي في الخروج من النفق المظلم، مشيراً إلى أن منتخب الأسود الثلاثة سوف يستمر على صورته النمطية، حيث النتائج السيئة في المباريات المهمة، والبطولات الكبيرة، وعلى الرغم من تأهله إلى نهائيات “يورو 2012”، إلا أن ألارديس وغيره ممن يتحدثون بواقعية شديدة عن المنتخب الانجليزي لا يتأثرون بسقف الطموحات “المجنون” الذي يتمسك به الملايين من أنصار المنتخب قبل كل بطولة، وفي كل مناسبة “تقريباً” يكون الفشل والخروج المبكر المشفوع بأداء غير مقنع هما مصير “الأسود الإنجليزية” وفي حواره مع صحيفة “الميرور” قال ألارديس “56 عاماً”: “أعتقد ان اللعب للمنتخب الانجليزي يأتي في المرتبة الثالثة بقائمة أولويات اللاعبين، لأنهم غالباً يهتمون بالدوري الإنجليزي، ودوري الأبطال الأوروبي قبل أن يحرصوا على الدفاع عن ألوان المنتخب على المستوى الدولي، وهو الأمر الذي يؤثر في الأداء والنتائج في البطولات القارية والعالمية”. وأضاف المدير الفني السابق لأندية بولتون، ونيوكاسل، وبلاكبيرن: “لا أقول إنهم لا يهتمون بالانضمام للمنتخب بشكل مطلق، بل هم يحرصون أكثر على الظهور بصورة براقة مع أنديتهم في البطولات المهمة، وأي شخص يتولى تدريب المنتخب الانجليزي عليه أن يتعامل مع هذه الحقيقة ويحاول أن يجد حلاً لهذا الخلل الواضح، كما أن هناك بعض النجوم الذين لا يمكنهم التحرر من الضغوط التي تقع على كاهلهم في البطولات الكبيرة حينما يدافعون عن ألوان المنتخب، الأمر الذي يعني أننا أمام مشكلة حقيقية، فهناك عدد كبير يهتم بالتألق مع النادي أولاً قبل المنتخب، وهناك فئة أخرى تحرص على الظهور بصورة جيدة في المباريات الدولية، ولكنهم لا يستطيعون التحرر من الضغوط، وفي الحالين تصبح حظوظ المنتخب متراجعة في تحقيق إنجاز كبير”. شراء الأجانب كما تحدث ألارديس عن أحد أهم المؤثرات التي تنال من قوة المنتخب الإنجليزي على المسرح الكروي العالمي، حيث أكد أن كثرة اللاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي، وتألق غالبيتهم واعتماد أنديتهم عليهم بصورة شبه مطلقة، يتسبب هو الآخر في تراجع مستويات اللاعبين الذي يدافعون عن ألوان منتخب الأسود الثلاثة، وشدد على ذلك بقوله: “إذا عدنا للخلف 10 سنوات فقط، سوف نجد أن غالبية أندية الدوري الإنجليزي تعتمد على أغلبية من اللاعبين الانجليزي، أتذكر أن عددهم كان يصل إلى 225 لاعباً في الأندية الكبيرة، والآن تغيرت الصورة تماماً، حيث لا يتجاوز عدد اللاعبين الإنجليز الذين يشاركون مع أنديتهم في البريميرليج 75 لاعباً، ولا يمكننا إلقاء اللوم على الأندية الكبيرة التي تعتمد على النجوم الأجانب من أجل ضمان الظهور بصورة جيدة في دوري الأبطال، حيث لا مجال للمنافسة على هذه البطولة إلا بالاعتماد على الأسماء الكبيرة من اللاعبين الأجانب”. ولكن هل هناك حلول عمليه لتلك المشكلة؟ يرى ألارديس أن الواقع يفرض نفسه في هذه القضية، ويجب التعامل معه كما هو، مضيفاً:”لا يمكننا شراء اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة لكي نضمهم إلى المنتخب، نحن نفعل ذلك في الأندية، ولكن لا يمكننا أن نفعله مع المنتخب، ومن ثم يجب على مدرب المنتخب أن يعمل جاهداً على رفع مستويات التجانس بين اللاعبين المحليين حينما يضمهم للمنتخب، وأن يفعل كل ما يستطيع من أجل رفع مستوياتهم، كما يجب علينا جميعاً التخلي عن سقف طموحاتنا الكبير قبل البطولات الكبيرة، والتحلي بالواقعية، الأمر الذي قد يساهم في تحرر بعض اللاعبين من الضغوط”. المدرب الوطني وعن تأثير المدرب في نتائج وصورة المنتخب الانجليزي على المستوى الدولي، وما إذا كان هناك تأثير لجنسيته قال ألارديس الملقب بـ”بيج سام”:”لا أدري لماذا يسيطر على البعض هذا الهوس الغريب بالمدرب الأجنبي ؟ من قال ان المدرب الأجنبي هو الأصلح للمنتخب الانجليزي ؟ بالنسبة لي أعتقد ان المدرب الوطني الانجليزي هو الحل، أتذكر ان الاتحاد الانجليزي لكرة القدم منح ستيف ماكلارين الفرصة لتدريب المنتخب في مرحلة سابقة ليس ثقة في المدرب المواطن، بل لأنهم فشلوا في إقناع البرازيلي سكولاري بقبول العرض للجلوس على مقعد الإدارة الفنية للمنتخب، وفي بعض الأحيان ألتمس العذر لاتحاد الكرة لأنه لا يجد مدرباً مواطناً بعمل في الأندية الكبيرة، حيث يتولى تدريب آرسنال، ومان سيتي، وتشيلسي مدربون أجانب، ومن ثم لا يحصل المدرب الانجليزي على فرصة حقيقية في الأندية الكبيرة، الأمر الذي يقلص من حظوظه في تدريب المنتخب، ولكن يجب أن تكون هناك ثقة في بعض الأسماء الانجليزية حتى لو كانوا يتولون تدريب أندية من خارج المربع الذهبي للدوري”. يذكر أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بصدد البحث من الآن عن المدير الفني القادم للمنتخب الانجليزي، خاصة أن مهمة الإيطالي فابيو كابيللو سوف تنتهي بنهاية بطولة أمم أوروبا التي تقام الصيف المقبل في بولندا وأوكرانيا، وهناك توجه الكبير يقضي بالعودة إلى المدرب المواطن، ومن الأسماء المرشحة بقوة هاري ريدناب المدير الفني الحالي لفريق توتنهام، وإن كان البعض يطرح على فترات متباعدة بعض الأسماء الأخرى، ومن بينها ألارديس.