الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«وجوه وحكايات» يعرض صوراً تحتشد بالمعاني والدلالات الإنسانية

«وجوه وحكايات» يعرض صوراً تحتشد بالمعاني والدلالات الإنسانية
4 أكتوبر 2013 23:56
إبراهيم الملا (الشارقة)- في معرض «حكايات ووجوه» الذي تحتضنه جمعية الإمارات للتصوير الضوئي بمقرها في منطقة الرماقية بالشارقة حاليا، يقدم ستة عشرة مصوراً ومصورة من الإمارات والدول العربية ثلاثين صورة فوتوغرافية، مزجو فيها رؤيتهم الشخصية مع الثيمة العامة لعنوان المعرض، حيث اقتناصهم لتلك اللحظة التأملية الفارقة في توثيق الزمن أو ترويضه بالأحرى داخل كادر بصري يحتشد بالمعاني والدلالات الإنسانية المتخلّصة من أسر الهوية أو الثقافة الواحدة والنمطية. وجاءت أغلب أعمال المعرض الذي يستمر حتى العشرين من الشهر الجاري، وكأنها تشتبك مع حقل تعبيري آسر وقريب من الصمت والمعاناة في حدهما الأقصى، وهذا التضامن والتشابك الإيحائي مؤسس أيضاً على السيرة البشرية المشتركة والمتجاوزة لحدود الجغرافيا واشتراطات الوقت، خصوصاً من حيث راهنيته المبتورة والمنفصلة عن الماضي والمستقبل أيضاً. اعتمدت معظم أعمال المعرض على البورتريه والصور المقربة لعمال بسطاء يعملون في مهن مختلفة، ولكنها لا تخلو من البساطة، التي يمكن أن تقودهم كذلك إلى منطقة التهميش وضراوة الإنعزال النفسي والإنهاك الجسدي، وعطفاً على ذلك فإن الوجوه ستكون هي دفتر الملامح أيضاً، التي يمكن من خلالها قراءة التعب في لحظته الصادمة والصادقة دون ريب. وتكشف أعمال أخرى في المعرض عن بهجة مستترة واحتفالية مضمرة مسكونة بتفاصيل المكان، وما ينتجه هذا المكان بالذات من حكايات تؤثر وتتأثر بالشخوص الشاغلين لها، ليس باعتبارهم عناصر جامدة ومالئين لفراغ الصورة فقط، ولكن- وهذا الأهم بالنسبة لرؤية الفنان مقارنة بعدسة الكاميرا- لأنهم شخوص قادرون على بث الحياة والصخب والحوارات المفعمة بالجدل حول ماهية الزمان والمكان مقارنة بالروح الإنسانية المشتعلة والمضيئة بشعريتها ودهشتها المتدفقة. هواجس الحنين وللتعرف أكثر على الرؤى الذاتية والتقنيات الفنية المحتشدة في هذه الأعمال، التقت «الاتحاد» بعدد من الفنانين المشاركين في المعرض، حيث يشير الفنان الشاب ناصر علي ناصر، الذي قدم ثلاثة أعمال للمعرض، إلى أنه اختار الذهاب إلى السوق القديم في مدينة دبي لالتقاط صور تعبر عن هواجس الحنين والاغتراب المطبوعة على ملامح العمال الآسيويين البسطاء في المكان، وأضاف ناصر: إنه لجأ في أعماله للون المحايد (الأبيض والأسود) كي يمنح عمله فضاء تعبيرياً يتسم بالعمق والإنصات لصوت العذابات الخافية في أعماق هؤلاء العمال، فبالرغم من ابتسامتهم العابرة- كما وصفها ناصر- إلا أنها ابتسامة غير مكتملة وتخبئ وراءها الكثير من الشقاء اليومي والتعب غير الملاحظ. ونوه ناصر إلى أن الألوان المحايدة في أعماله تخلق ما يشبه العلاقة الحذرة والمتوترة بين الضوء والظل، وهي العلاقة التي تعكسها- كما أوضح- التجاذبات والتمايزات الحسية بين العامل وبين البيئة المحيطة به. أنس السنين أما الفنان إبراهيم شبيب فيشرح أسلوب عمله مع الصورة التي قدمها للمعرض بعنوان «أُنس السنين»، بأنه أسلوب يعتمد على استخدام الصورة الخام والتقنيات الكلاسيكية، لأنه أسلوب- كما أشار- لا يقوم على التكلّف والتصنّع والتزيين الجمالي المبالغ به، ولكنه يعتمد أساساً على عفوية اللقطة، واقتناص اللحظة الإنسانية المليئة بالإشارات والإيحاءات التي تتحدث عن ذاتها وعن الحميمية التي تربط بين الفنان وكاميرته وبين موضوع الصورة. وأضاف إبراهيم: إنه قدم في العمل المشارك في المعرض حالة مكثفة لذاكرة الآباء والأجداد الذين عانوا ونحتوا في صخرة التعب قبل اكتشاف النفط وقبل قيام دولة الاتحاد، وقال: إن الشخصية التي قدمها في عمله تختصر كل هذا الزمان وكل تقلباته في ملامح وتجاعيد مسكونة بالوداعة والصبر والمحبة التي تفيض على الآخرين، حتى وإن لم ينطق لسان الشخص بذلك. «الحياة على القارب» وتشير الفنانة نغم الشرعة إلى أنها التقطت صور أعمالها المشاركة، اعتماداً على زياراتها لميناء الشارقة القديم، وتواصلها عن قرب مع البحارة واستماعها لحكاياتهم وقصصهم المليئة بالمواقف المفرحة والمحزنة التي تشبه تقلبات ومفاجآت البحر ذاته، وقالت الشرعة: إن أعمالها المعروضة هي جزء من سلسلة أو مشروع فني أطلقت عليه مسمى: «الحياة على القارب» بحيث تقدم هذه السلسلة في إطار بصري يحاكي الإطار السردي لكل شخصية على حدة، ومع وجود خيط متصل وجامع يربط كل هذه الحكايات في فضاء تعبيري مشترك. ملامح الناس وأخيرا تقول الفنانة مريم أبوبكر: إنها التقطت الصورة المشاركة في المعرض أثناء زيارتها للهند، حيث يمكن للفنان هناك أن يعثر على الكثير من المواضيع المثيرة للانتباه والمغرية لتوثيقها في عمل فوتوغرافي يرصد ملامح الناس وانشغالاتهم وخصوصاً الباعة المتجولين الذين يكملون نسيج الحياة الضاجة والمزدحمة، ولكن يمكن للفنان- كما أوضحت- أن يصطاد اللقطة المميزة التي تعكس العالم الخاص للفرد وسط المجموع، حيث إن كل كائن بشري يملك تفسيراً خاصاً به للوجود، وأن ملامحه وانفعالاته هي جزء ظاهر ومعبر أيضا عن هذه الخصوصية والفرادة والاستقلال عن الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©