الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كناوة» موسيقى تروي تاريخ العبيد على أنغام «البوب»

«كناوة» موسيقى تروي تاريخ العبيد على أنغام «البوب»
23 أكتوبر 2014 23:55
سكينة اصنيب (الرباط)استثمر فنانو المغرب التراث الغني للبلد وروافده المتعددة في تجديد الألحان التقليدية واجتذاب الفرق لإحياء موسيقى الأرياف العريقة، عبر «كناوة» التي تعود إلى آلاف السنين وتتسم بالألحان الحزينة والكلمات الشجية، وأصلها يرجع إلى العبيد الذين أتوا من مناطق جنوب الصحراء الافريقية واستوطنوا المغرب وأقاموا فرقاً من بينها أساتذة موسيقى وعازفو آلات تسمى الصنج. وموسيقى كناوة وفقاً لما أوضحه الباحث في الموسيقى ياسر الهاروني، مزيج موسيقي إفريقي وعربي وبربري، وتسمية «الكناوة» أو «الغّْناوة» كما نطقها بعض سكان غينيا، الذين جاؤوا إلى المغرب نهاية القرن 16 ميلادي حاملين تراثهم وموسيقاهم وتقاليدهم، واندمجوا في المجتمع المغربي، خاصة في مناطق الصويرة ومراكش وسوس. والطريقة الغناوية متواجدة حاليا في العديد من المدن والقرى المغربية، لكن مدينة الصويرة تحظى بمقام المدينة الأساس لهذه الطائفة لأن الميناء البحري للمدينة كان نقطة تبادل تجاري مع أوروبا وإفريقيا ومنه كان العبيد يفدون إلى المغرب. إيقاعات موسيقية الهاروني أشار إلى أن موسيقى غناوة تتميز بالرقصات والموسيقى القوية حيث كانت فرقها تطوف الأحياء حاملة الدفوف والطبول لجمع الهبات بلباسها الفلكلوري المميز ذي الألوان الحية، خصوصا الحمراء والزرقاء، موضحاً أن إيقاعات موسيقى غناوة قوية وغنية ومحملة بثقل الأساطير والمعتقدات الموغلة في القدم، ومشحونة بالإرث الافريقي مما أسهم في اكسابها شهرة تجاوزت الحدود المغربية، حيث كان النجاح حليف فرق عصرية مزجت بين موسيقى كناوة ونغمات البوب العالمية، لأن هذين النوعين الموسيقيين، يغرفان من الأصول الإيقاعية نفسها، حيث تجمعهما أصول العشائر الزنجية المجتثة قسرا من جذورها، والحاملة بقلوبها أقسى درجات المعاناة الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©