السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيادٍ ناعمة تروض الطيور الجارحة

أيادٍ ناعمة تروض الطيور الجارحة
24 أكتوبر 2014 00:06
لكبيرة التونسي (العين) اعتمدت جواهر الشامسي على حبها للطيور فبرعت في ترويض الجارحة منها بحديقة الحيوانات في العين، وتقديم استعراضات تستقطب الزوار لتبهرهم بحركتها وخفتها في التعامل مع الطيور، وتوثقت علاقتها بطيورها من التدريب إلى المشاعر والأحاسيس، حيث تتشابه في شكلها لكنها تختلف في طبيعتها وميولها. جواهر أول إماراتية «مدربة طيور» تمتد مهمتها إلى التعامل مع العقبان والنسور والبوم، رغم تنوع تلك الطرق من طائر إلى آخر، فهي دائمة التطلع لاقتحام مجالات لم تطرقها البنات قبلها، لذا تتخذ قرارها بالسعي لتحقيق الهدف. وبمجرد التحاق جواهر بالعمل في حديقة الحيوانات كمدربة للطيور، استندت على حبها لهذه الحيوانات، وذكرياتها في الحديقة، وزياراتها لهذه الطيور التي تستمتع برؤيتها، أثناء الدراسة بمعهد الجاهلي. مفاجأة وصقلت الشامسي مهاراتها ببرامج مكثفة استغرقت ثلاثة شهور، وبعد ذلك بدأت في تدريب الطيور وانخرطت في عوالمها لتحتفظ بقصص، بعضها عن مواقف طريفة، منها في بداية عملها، حين كانت بصدد تقديم فقرة أحد النسور الكبيرة، والمفروض أن يطير من خلفها، لكنه فاجأها بطيرانة اتجاهها وشعرت بالخوف والرهبة وأخذ يطاردها بينما هي تهرب منه، وفي النهاية اتضح لها أنه  يريد «المايكروفون»، الذي في يدها معتقداً أنه عظمة مثل التي كنت تستخدمها لتدريبه. أول مدربة وتقول الشامسي إنها أول إماراتية تعمل بمسمى «مدربة طيور» وتعمل في مركز مخصص لتدريب الطيور وتهيئتها لتقديم عروض يومية داخل الحديقة وأحياناً خارجها للمشاركة في الفعاليات، مشيرة إلى أنه من المهام، التي تقوم بها إخراج الطيور من الأقفاص وأخذ وتسجيل أوزانها بشكل يومي، لأنه من الضروري مراقبة وزن الطير حتي يسهل عليه تقديم الاستعراضات والحركات المهارية، ويلعب ذلك دوراً كبيراً في خفته ونشاطه وأدائه بالعرض، بالإضافة إلى عمليات التدريب داخل وخارج المركز، التي تختلف من طائر إلى آخر، وبعد ذلك تتم تهيئة الطيور وقت العرض. ولم تنكر أنها ترددت في البداية لكونها مهنة غير مألوفة على المجتمع كفـــتاة تخـوض هذا المجال، وكان هذا بالنسبة لها أكبر تحدياً في حياتها وبدعم أهلها والأصدقاء، أثبتت لنفسها ولمن حولها بأنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة والإصرار، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية بفضل الرعاية ظهرت قدرتها على العطاء في مختلف المجالات. ولذا فإنها تشعر بالفخر كونها أول مدربة طيور إماراتية تعمل في هذا المكان. ولا تقتصر مهمة جواهر الشامسي على تدريب الطيور بل يتعداه إلى تقديم معلومات للجمهور، عن كل طير أثناء تأدية الفقرات، كما تقدم فقرات تثقيفية للزوار وطلاب المدارس عن طبيعة عيش أو صيد كل طائر في طبيعته الأم، حيث استطاعت معرفة شخصية كل طير وربطتها علاقات بهم، حيث تحب الحيوانات منذ صغرها وكانت تربي العديد منها في المنزل، ورغم مواجهتها بعض الصعوبات في مركز الطيور بحديقة حيوان العين في بادئ الأمر، حيث كانت الطيور غير معتادة على وجودها، خاصة مع لبس العباءة السوداء، لكن مع مرور الوقت وقضاء ساعات معها وإطعامها والاعتناء بها، استطاعت كسب ثقتها والتقرب منها وتدريبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©