الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلمى.. كفيفة لا تعرف الظلام

سلمى.. كفيفة لا تعرف الظلام
24 أكتوبر 2014 00:16
مريم محيي الدين (أبوظبي) «ستحققين ما عجز عن تحقيقه شباب وشابات مبصرون، وستكونين علامة مهمة في حياة الآخرين بعد تخرجك، فعليك بالصبر والاجتهاد، وعليك أن تتعودي تحمل المسؤولية وأعباء الحياة بمفردك حتى تستطيعي مواجهة أعباء الحياة». هذه الكلمات هي آخر ما سـمعته خبيرة دمج المعاقين سلمى علي الكعبي من والدها وهو على فراش المرض، حيث اتخذت منها بعد وفاته دستوراً ونبراساً تسير عليه حتى تحقق أهدافها خلال دراستها الجامعية، وفي الحياة العملية في ما بعد. رحلة كفاح سلمى الكعبي، مراقبة دمج المعاقين في المؤسسات التعليمية، تستحق أن تكتب وتروى ليطلع عليها الآخرون، فهي صاحبة مسيرة ناجحة في تحدي الإعاقة منذ طفولتها.. فعندما أصابتها الحمى الشوكية هي وشقيقتها مريم التي تكبرها بعامين وشــقيقها الأصغر ســعيد، كان عمرها 4 سنوات، بذل والدها وأسرتها جهوداً كبيرة لعــلاجهم لكن النهاية لم تكن ســـعيدة، حيث فقد الأشقاء الثلاثة بصرهم، وبدأت رحلة التحدي، وأصر والدها على تعليمها وأشقائها حتى يســـتطيعوا أن يعيشــوا حياتهم الطــبيعية ويواجــهوا أعباء الحياة في المستقبل، وقرر إلحاقهم بمعهد النور في البحرين. عانت وهي طفلة فقدان البصر ولكنها لم تفقد العزيمة والبصيرة فبعد أن ظلت في البحرين 11 عاماً طلباً للعلم هي وشقيقها وشقيقتها، عادت إلى الإمارات وأصرت على الالتحاق بالمدارس العادية للمبصرين، ونجحت بأن تحتل مقعداً وتنهي الثانوية العامة بتفوق، وحصلت على شهادة البكالوريس عام 1997 في جامعة حلوان بمصر، التي أهلتها لأن تصبح معلمة بمركز تأهيل المعاقين بالفجيرة. وظفت كل جهودها من أجل دمج طلابها وطالباتها المكفوفين في المدارس العادية، وكثيراً ما كللت جهودها بالنجاح، فمنهم الآن من تفوق، وهناك من وصل إلى الجامعة، وآخرون التحقوا بســـوق العمل مع أقرانهم الأسوياء، كل ذلك يشعر سلمى الكعبي بالسعادة والنجاح لأنها استطاعت أن تكون سلاح المكفوفين في مواجهة الظلام. سلمى الكعبي التي فازت بجائزة شـــمسة بنت سهيل للنســـاء المبدعات تواصل رحلة كفاحـــها في درب الإبداع والتميز إيماناً منها بأن الزرع الجيد لابد أن يأتي بحصاد جيد، وتـقوم بدورها في العمل والبيت وتراعي شؤون أســرتها على أكمل وجه، وتهتم بأبنائها وتتابع معهم تحصيلهم الدراسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©