الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة اليمنية تتهم صالح بالاستعداد لشن حرب

المعارضة اليمنية تتهم صالح بالاستعداد لشن حرب
10 أكتوبر 2011 14:14
اتهمت المعارضة اليمنية، أمس، الرئيس علي عبدالله صالح بأنه يستعد “لشن حرب” ضد معارضيه، السياسيين والعسكريين، لقمع الاحتجاجات الشعبية المناهضة له، منذ منتصف يناير الماضي، فيما توقع مراقبون ومحتجون شباب، أن يُشكل صالح “خلال أيام” مجلسا عسكريا لإدارة شؤون البلاد. وكان الرئيس اليمني أعلن، السبت، أنه سيتخلى عن السلطة خلال الأيام القادمة، لكنه أكد أنه لن يسلمها إلى المعارضة، التي تتزعم حركة الاحتجاجات الشعبية المنادية بإسقاط نظامه الذي يحكم اليمن منذ أكثر من 33 عاما. وقال رئيس مركز أبعاد للدارسات الاستراتيجية، محمد عبدالسلام، لـ«الاتحاد»: “يبدو أن صالح يسعى إلى نقل السلطة إلى مجلس عسكري من أجل أن يحافظ على بقاء نظامه، واستمرار تواجد أقاربه”، الذين يسيطرون على أهم مفاصل المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. ولفت إلى أن تشكيل مجلس عسكري “يخالف جوهر خطة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي”، المقدمة أواخر أبريل الماضي، وقال :” المبادرة الخليجية تنص على نقل السلطة من صالح إلى نائبه الفريق عبدربه منصور هادي وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة”. وتوقع عبدالسلام أن يرأس نائب الرئيس هادي المجلس العسكري، “الذي سيضم قادة عسكريين مواليين لصالح”، مؤكدا أن هذا المجلس “سيكون مجلس حرب لإخراج النظام من أزمته الراهنة”، حسب قوله. وحذر من اندلاع مواجهات عسكرية بين “الجيش المؤيد للثورة والجيش الموالي لصالح” خلال أيام قليلة. من جانبه، قال عضو المركز الإعلامي لـ”شباب الثورة اليمنية”، عارف أبو حاتم، لـ«الاتحاد» إن صالح هدف من إعلانه تخليه عن السلطة خلال أيام، “صرف الأنظار عن الناشطة والمعارضة توكل كرمان التي حازت جائزة نوبل للسلام” يوم الجمعة الماضي، باعتبارها “أحد أبرز وجوه الثورة الشبابية” المناهضة له. وأضاف: “ألمح صالح في خطابه إلى تشكيل مجلس عسكري عندما قال إنه سيسلم السلطة إلى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. عسكريين ومدنيين”، معتبرا أن هذا الإجراء يشير إلى عدم ثقة صالح بنائبه “خصوصا أن مجلة تابعة لوزارة الداخلية تحدثت الشهر الماضي عن إحباط محاولة انقلاب لنائب رئيس الجمهورية”، قبل أن يسارع مكتبه بنفي هذه الأنباء والتوجيه بالتحقيق حول “مصادر” تلك المجلة. وأشار أبو حاتم إلى أن المجلس المرتقب “سيضم” نجل وشقيق الرئيس اليمني، العميد الركن أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري، والعميد الركن محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، مشيرا إلى أن تشكيل مجلس عسكري “سيقوض دور نائب الرئيس”، و”سينسف المبادرة الخليجية”. ورفض صالح ثلاث مرات، وفي اللحظات الأخيرة، التوقيع على المبادرة الخليجية، التي من المفترض أن تنهي الأزمة اليمنية بتشكيل حكومة وطنية برئاسة المعارضة، ونقل السلطة إلى نائب الرئيس اليمني، ثم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون ستين يوما. من جهتها، اتهمت المعارضة اليمنية الرئيس صالح، الذي نجا مطلع يونيو الماضي من محاولة اغتيال استهدفه داخل مجمعه الرئاسي بصنعاء، بالاستعداد لشن حرب ضد معارضيه العسكريين والسياسيين والشباب. ويعاني الجيش اليمني من انقسام حاد داخل صفوفه منذ إعلان القائد العسكري الأبرز اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، تأييده لمطالب المحتجين الشباب بإسقاط النظام الحاكم. وقال الناطق الرسمي باسم ائتلاف اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان، في تصريح صحفي،: “على العالم أن يدرك أن الرئيس صالح يعد لحرب ونطلب من أشقائنا (الخليجيين) رفع الحرج عنا”، مؤكدا أن قوى المعارضة قادرة على “إسقاط بقايا النظام خلال ساعات”. وأضاف: “نحن منحنا أشقاءنا فرصاً لتنفيذ المبادرة الخليجية وتحاشينا أن نكون عقبة في تنفيذها وقبلنا آلية مبعوث الأمم المتحدة وقبلنا بالمبادرة بعد تعديلاتها، وجلسنا للحوار مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية لكي لا نكون عقبة أمام هذه الجهود، لكننا نعتب على إخواننا وأشقائنا في الخليج لعدم تحديدهم موقفاً من الطرف الذي تسبب في عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية”. وفي تصريح منفصل لـ«الاتحاد» قال قحطان، ردا على سؤال حول موقف المعارضة من نقل صالح السلطة لمجلس عسكري: “نقبل بنقل السلطة إلى نائب الرئيس تحت أي صيغة”، لكنه أكد أن المعارضة “ستسقط العائلة تحت أي مسمى” في حال ضم هذا المجلس أقارب للرئيس علي عبدالله صالح. من جانبه، قال نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، لرويترز، إن إعلان صالح تخليه عن السلطة خلال الأيام المقبلة، أظهر التزامه بالمبادرة الخليجية، لكن لا توجد نية للاستقالة أو نقل الصلاحيات قبل الموافقة على اتفاق والتوقيع عليه حتى لا تسقط البلاد في حالة من الفوضى أو حتى الحرب. وقال الجندي إن الرئيس اليمني “مستعد لترك السلطة خلال أيام لكن هل سيحدث هذا في الأيام أو الأشهر القادمة .. هذا سيعتمد على نجاح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق”. بدوره، اعتبر اللواء المنشق علي محسن الأحمر، أن الرئيس صالح “لم يتعظ من سلمية الثورة” المناهضة له، مشددا على “إصرار شباب وشابات ساحات الحرية والتغيير وكل جماهير الشعب على التمسك بسلمية” احتجاجاتهم المستمرة منذ أكثر من ثمانية شهور. وذكرت صحيفة “أخبار اليوم” اليمنية الأهلية، والمقربة من اللواء الأحمر، في عددها الصادر أمس الأحد، أن القائد العسكري المنشق، دعا خلال لقائه، السبت، سفير الاتحاد الأوروبي لدى صنعاء ميكيليه سيرفونه دورسو، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الإنسانية “تجاه معاناة أبناء الشعب” اليمني جراء بقاء صالح في الحكم.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©