السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريا تهدد بإجراءات إزاء أي اعتراف بـ «المجلس الوطني»

سوريا تهدد بإجراءات إزاء أي اعتراف بـ «المجلس الوطني»
10 أكتوبر 2011 10:16
حذرت سوريا أمس من أنها ستتخذ “اجراءات مشددة” ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري الذي يضم عدة تيارات معارضة، بينما اكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العمل جار في الوقت نفسه على استكمال “الإصلاح السياسي” و”إنهاء المظاهر المسلحة” في البلاد. وأشار الأسد إلى أن “الإصلاحات لاقت تجاوبا كبيرا من الشعب السوري”، مؤكدا أن “الهجمة الخارجية على سوريا اشتدت عندما بدأت الأحوال في الداخل بالتحسن لأن المطلوب من قبلهم ليس تنفيذ إصلاحات بل أن تدفع سوريا ثمن مواقفها وتصديها للمخططات الخارجية للمنطقة”. وأكد الأسد “ان عملية الاصلاح مستمرة وهي تتم بناء على قرار سيادي غير مرتبط بأي إملاءات خارجية ومن أي جهة كانت”. وتأتى تصريحات الأسد خلال استقباله وفدا من دول تجمع الالبا من بينه وزير خارجية فنزويلا ووزير خارجية كوبا ووزير الاتصالات والإعلام البوليفي ونائب وزير الخارجية الاكوادوري ونائبة وزير خارجية نيكاراجوا. وأكد أعضاء الوفد “رفض بلدانهم الكامل لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية”. كما نقل أعضاء الوفد الى الأسد “تضامن ودعم رؤساء وشعوب دولهم الى سوريا وعبروا عن استنكارهم للحملة السياسية والإعلامية التي تتعرض لها بسبب مواقفها مؤكدين ان دولهم ستبقى دائما تقف الى جانب سوريا في جميع المجالات وفي المحافل الدولية”. وأشار أعضاء الوفد الى “انهم لمسوا من خلال هذه الزيارة الفرق الكبير بين ما تبثه وسائل الاعلام حول الأحداث فى سوريا وبين الواقع الحقيقي على الارض”. واكد أعضاء الوفد “رفض بلدانهم الكامل لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية”. ويضم “التحالف البوليفاري” (البا) اضافة الى كوبا وفنزويلا, بوليفيا والاكوادور ونيكاراجوا وثلاث دول من الكاريبي هي الدومينيكان وسانت فنسنت اي لي غرينادين وانتيجوا وباربودا. كما استنكر الوفد الاغتيالات وأعمال التخريب التي تحدث في سوريا. وأدان الوفد “محاولات الإمبريالية للتأثير في حرية الشعب السوري وسيادته وكرامته”، وعبر عن دعمه للشعب السوري في جهود الحوار الوطني وكذلك عن رفضه للتشويه الإعلامي والكذب الذي يحاول من خلال وسائل الإعلام أن يسوق صورة مختلفة عن سوريا. وأضاف: “نحن ندافع عن السلام وعن السيادة والدفاع عن سوريا هو دفاع عن شعوبنا جميعا ضد اعتداءات الامبريالية، الاعتداء على سوريا هو اعتداء على دول الألبا وعلى شعوب أمريكا الجنوبية”. بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزراء خارجية دول منظمة “الألبا” التي تضم دولا في اميركا اللاتينية إن “اي دولة ستعترف بهذا المجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها اجراءات مشددة”. وجدد المعلم اتهام “مجموعات إرهابية مسلحة” بالوقوف وراء “ما يجري من عنف في سوريا”. وأضاف انها “تقوم بعملياتها وتهرب الى القرى المجاورة للمدن والبساتين والحقول”، لافتا الى انه “لا توجد دولة في العالم تقبل السكوت عن مثل هذه المجموعات التي تقوم بأعمال إرهابية ضد مواطنيها”. وتابع “كثيرون في الغرب يقولون انها ثورة سلمية وان التظاهرات سلمية ولا يعترفون بوجود جماعات إرهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتأمين السلاح لها”، مؤكدا ان قوات حفظ النظام “ستواصل التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة”. وفي هذا السياق، اتهم المعلم “مجموعة ارهابية” باغتيال المعارض الكردي البارز مشعل تمو “الذي وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي”. واعتبر أن الهدف من وراء اغتياله “إحداث فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طيلة الأزمة نموذجا للتعايش والإخاء بين سكانها”. وأشار المعلم الى ان “الموقف السوري المبدئي سيستمر وسنقوم نحن بالمقابل بما التزمنا به من برنامج إصلاح شامل وبالحوار الوطني”، داعيا المعارضة للمشاركة فيه. كما وجه المعلم تحذيرا مبطنا الى تركيا لدى إجابته عن سؤال حول موقفها من الأحداث الجارية في سوريا قائلا ان “سوريا ليست مكتوفة الأيدي ومن يرميها بوردة ترميه بوردة”. وأضاف المعلم أن “زيارة وزراء خارجية مجموعة ألبا تؤكد عمق علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين سورية وبلدان ألبا، معربا عن شكره لمواقفهم التضامنية مع الشعب السوري، قائلا إن وجودهم في دمشق يؤكد أنهم بلدان تنتهج سياسة مستقلة وليسوا كما تعتبرهم الولايات المتحدة الأميركية بأنهم حديقة خلفية لها”. وفي رد على “عمليات التخريب” التي باتت تشمل البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج، قال المعلم: “كما أعلم أن دول الاتحاد الأوروبي لديها تشريعات تنظم التظاهر السلمي بحيث لا تخرج تظاهرة أو تجمعات دون موافقة مسبقة، والسؤال الذي نحتاج إلى إجابة عليه هو هل حصلوا على إذن مسبق لاقتحام سفاراتنا، هناك اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية التي توجب على الدول تأمين الحماية للبعثات الدبلوماسية لديها ولأعضائها”. وأضاف: “وأقول بصراحة إذا كانوا لا يلتزمون بتنفيذ بنود هذه المعاهدة وتأمين الحماية لبعثاتنا سنعاملهم بالمثل، سفاراتنا في أوروبا والولايات المتحدة لديها مهام أساسية وهي تحسين العلاقات مع هذه البلدان ليس كما تفعل بعض سفاراتهم في دمشق، نحن لا نتدخل في شؤونهم الداخلية كما يفعل بعضهم في دمشق”. وحول موقف سوريا من زيارة وفود المعارضة إلى موسكو وإمكانية الوساطة الروسية بين الحكومة السورية والمعارضة، جدد المعلم شكره للموقف الروسي والصيني الذي برز في مجلس الأمن، مؤكدا أنه “لا علم لنا عن نية روسية بالوساطة في هذا الصدد”. وأوضح “نحن مع الحوار الوطني والمعارضة مدعوة للمشاركة لكي تكون مشاركة في بناء مستقبل سوريا”، مضيفا “نحن واثقون وعلى اتصال مستمر مع القيادة الروسية فيما يتعلق بالوضع في سوريا، من الواضح أن روسيا تدعو دائما لعدم التدخل الخارجي بشؤون سوريا وتدعو إلى حوار وطني تشارك فيه المعارضة والسير في تنفيذ برنامج الإصلاحات الشامل وروسيا تتخذ موقفا في ضوء هذه السياسة “. وقال “نحن مع الحوار الوطني الشامل ومع مشاركة المعارضة في هذا الحوار ومع السير في برنامج الإصلاح الشامل”. وحول سؤال عن نية سوريا بعقد مؤتمر وطني تدعى إليه معارضة الداخل والخارج بعد عمليات الاغتيال التي جرت لشخصيات علمية وسياسية موالية ومعارضة، أجاب المعلم: “أريد أن أسأل هل تعتقد أن هذه المجموعات الإرهابية المسلحة تريد عقد حوار وطني؟ هل هذه المجموعات التي تغتال رجال الفكر والعلم تريد إصلاحات في سوريا؟ هذه المجموعات تقتل الناس بالأجرة ولذلك لا أرى ربطا بين ما تفعله هذه المجموعات وبرنامج الإصلاح والحوار المنوي تنفيذه. وقلت إن الحوار الوطني والمعارضة الوطنية مدعوة للمشاركة فيه لكي تشارك في بناء مستقبل سوريا”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©