الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عسكريون منشقون يروون فظائع القمع في سوريا

عسكريون منشقون يروون فظائع القمع في سوريا
10 أكتوبر 2011 10:16
بيروت (ا ف ب) - قرر الملازم أول أمين، الانشقاق عن الجيش السوري بعدما رأى بعينيه وحدات عسكرية تساندها فرق “الشبيحة” تقتحم مسقط رأسه في محافظة حمص وتطلق النار على مدنيين عزل، فسارع إلى إخراج والديه واشقائه من سوريا ثم تسلل إلى لبنان. ويقول الضابط الشاب “دخل عناصر الجيش منزل ناشط واطلقوا النار على قدمي زوجته وابنته حتى تخبرا عن مكانه”. وأضاف أمين (25 عاما) الذي كان في إجازة قصيرة في بلدته خلال شهر يونيو لدى حصول عمليات الدهم “اثناء عمليات التفتيش، كان الشبيحة ينهبون المنازل ويحطمون محتوياتها”. وتابع “تركت لأرضي ضميري. فأنا دخلت الكلية الحربية لأحمي وطني وشعبي، وعلى اعتبار ان جيشنا سيحرر الجولان وليس حمص ودرعا”. وأمين واحد من كثيرين فروا من الجيش واجهزة الامن السورية ولجأوا الى لبنان المجاور عبر مسالك جبلية وعرة غير قانونية، أو إلى تركيا التي هرب اليها اول الضباط المنشقين المقدم حسين هرموش في يونيو واعلن منها في وقت لاحق انشاء “الجيش السوري الحر”، قبل ان يقع في قبضة السلطات السورية مجددا. وعلى غرار أمين، قرر المساعد في الاستخبارات العسكرية رامي (40 عاما) ترك جهازه “قبل أن أقتل احدا (تلبية لأوامر رؤسائه) أو أتعرض للقتل في حال رفض الاوامر”. وتحدث رامي من مكان اقامته السري في لبنان عن حالة من “الهرج والمرج والارباك” تصيب عناصر الامن والجيش في سوريا لدى تلقيهم أوامر بإطلاق النار على متظاهرين، وتدفع الكثيرين منهم الى “التواري في الاحياء الداخلية عن عيون الضباط” إلى حين انتهاء المهمة. وقال رامي الذي وصل الى لبنان في شهر يونيو ان “العسكريين الذين كانوا يثيرون شكوك قيادتهم كانوا يوضعون في الصفوف الأمامية لاطلاق النار على المتظاهرين لاختبار ولائهم، أو تتم تصفيتهم ويقال لعائلاتهم انهم سقطوا برصاص العصابات المسلحة”. وروى المجند الفار يوسف (21 عاما) انه حاول مرة أن يناقش رفاقا له في عدم صدقية مقولة السلطات حول انتشار “العصابات الارهابية، وعلى الاثر، جاءني تهديد بالقتل من ضابط”، وقال يوسف الذي شارك في مهام عدة لقمع المتظاهرين، “كنا نتلقى تعليمات بإطلاق النار بشكل عشوائي على متظاهرين وغير متظاهرين”. وأشار الى ان عناصر كتيبته اطلقوا النار في إحدى مناطق حمص على رجل خمسيني “مزارع على الارجح كان على دراجة هوائية”، من الخلف ومن دون سبب يذكر، وظل الرجل ملقى على الارض أمام باب منزله ينزف لساعات من دون أن يسمح لافراد عائلته بإسعافه، حتى فارق الحياة. وكان يوسف يخدم في صفوف كتيبة بدأت الشبهات تحوم حولها، لأن عناصرها لم يكونوا يطلقون “اكثر من اربعة ألاف طلقة في كل عملية”، وقال “تلقينا انذارا من العقيد قائد الكتيبة الذي قال لنا غدا ممنوع على أي عسكري أن يعود ومعه طلقه واحدة”. ويؤكد العسكريون الفارون انهم يعيشون متخفين في لبنان، وفي خوف مستمر من ان يتم استهدافهم من اأجهزة أمنية معينة او مجموعات لبنانية موالية للنظام السوري. ويؤكدون أن رفاقا لهم يقولون ان “اعدادهم بالآلاف” تركوا الجيش ويتجمعون داخل المدن والقرى السورية استعدادا لمواجهة مع القوات الموالية للنظام. وقال ماهر، وهو عضو في تنسيقيات محافظة حمص فر إلى لبنان الشهر الماضي بعدما صار مكشوفا للاجهزة الامنية “الكثيرون لا يصرحون عن انشقاقهم خوفا على أهلهم”. واضاف “اذا كان المجتمع الدولي يريد حقا ان يحمي الشعب السوري من دون ان يتدخل عسكريا، فليرسل ذخيرة إلى الجنود المنشقين قبل ان ترتكب عصابات النظام مجازر جديدة”. وكان ماهر يساعد مع رفاق له جنودا على الفرار عبر ايجاد مأوى لهم وتأمين ملابس مدنية وطعام.، وقال “تمكنا من ادخال مجموعات كبيرة من المنشقين إلى مناطق آمنة في حمص. بينما قتل غيرهم بأبشع الاساليب، وقد رأيت ثلاثة يموتون دهسا تحت المدرعات”. ويجمع الخبراء على ان حالات الانشقاق في الجيش لا تزال محدودة وتقتصر على افراد ومجموعات صغيرة تخوض اشتباكات مع الجيش، على غرار ما جرى في الرستن في محافظة حمص في الايام الماضية. ويفسر أمين ذلك بأن “النظام لا يحرك الالوية كاملة، انما كتائب متفرقة من ألوية عدة يجمعها في مكان واحد، فلا تعرف كل كتيبة ولاء الاخرى ويسود الخوف وانعدام الثقة بينها”. كما يشير الى ان “الضباط الموجودين على رأس الفرق معظمهم من العلويين ويثق النظام بولائهم التام”. ويتحدث العناصر المنشقون بأسى عن تمييز في معاملتهم، حتى قبل الاشتباه بولائهم، لمجرد انتمائهم الى منطقة شهدت تظاهرات أو إلى طائفة غير الطائفة العلوية. وينقل أمين عن زميل له انه نهره قائلا “قد تكون ضابطا منشقاً، فالكل في منطقتك خونة”. غير انه يؤكد في الوقت نفسه أن العديد من الضباط والعناصر العلويين “يتضامنون مع الثوار ويرفضون تنفيذ أوامر اطلاق النار”. ورغم معاناتهم واستمرار اعمال القمع في بلادهم، يحتفظ العسكريون الفارون بالامل. ويقول امين، واسمه مستعار على غرار اسماء الآخرين الذين التقتهم فرانس برس “بدأ النظام يفقد صوابه، كنا محبطين قبل تشكيل المجلس الوطني (الذي جمع اطياف المعارضة)، لكن الآن عاد التفاؤل الينا”. واكد يوسف “أريد ان اعود إلى سوريا قريبا، قبل سقوط النظام. أنا لم أهرب، أريد أن أقوم بواجبي وأن أقاتل من يعتدي على شعبي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©