الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار يحررون 3 مواقع استراتيجية في سرت

الثوار يحررون 3 مواقع استراتيجية في سرت
10 أكتوبر 2011 10:16
عواصم (وكالات) - حققت قوات النظام الليبي الجديد أمس اختراقاً كبيراً في مدينة سرت مسقط رأس العقيد الهارب معمر القذافي باستيلائها بنسبة 100% على مركز وأجادوجو الحصين للمؤتمرات الذي شيده النظام المخلوع لاستضافة القمم الأفريقية والعربية، وشكل هدفاً أساسياً لقوات المجلس الوطني الانتقالي منذ شن الهجوم على المدينة الساحلية منتصف سبتمبر الماضي. كما استولى الثوار في ذات الوقت، على جامعة سرت بالكامل، بعد يومين من القتال الضاري، وانتزعوا المستشفى الرئيسي في المدينة، حيث أعلن أيضاً عن أسر على عبد الرحمن عبدالحميد ابن شقيقة العقيد القذافي، الذي كان يقود إحدى الكتائب الموالية للنظام السابق، إضافة إلى ما يزيد على 10 من القناصة الذين كانوا يستخدمون المباني لإطلاق قذائف المورتر والصاروخية. وعلى الجبهة القريبة من طرابلس، أعلن قائد ميداني للمجلس العسكري التابع للنظام الجديد، أن قواته سيطرت أمس على مطار بني وليد الواقعة على بعد 170 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة، حيث باتت قواته على بعد كيلومتر واحد من المعقل الرئيس الآخر المتبقي لقوات العقيد القذافي. بينما نقلت قناة “ليبيا الحرة” عن مصدر عسكري تابع لـ”ثوار17 فبراير” قوله إن مقاتليه مستمرون في عملية الحشد العسكري حول بني وليد، حيث حققوا تقدماً كبيراً على جبهة القتال في مناطق وضواحي المدينة، موضحاً أن مقاتلي المحور الشمالي سيطروا على منطقة تيتيناي وسط المدينة، بينما سيطرت قوات المحور الشمالي على مخازن القريعة. وأكدت قوات الثوار أنها سيطرت على مبان مهمة في طريقها إلى وسط سرت لكنها أرجأت هجوماً على الميدان الرئيسي لإتاحة الفرصة أمام المدنيين للفرار. ومكاسب الأحد الميدانية في سرت تجعل قوات المجلس الوطني الانتقالي قريبة جداً من حسم المعركة في مسقط رأس زعيم النظام المخلوع، بينما يعني الاستيلاء على مدينة بني وليد، الإعلان عن تحرير كامل التراب الليبي من قبضة النظام السابق. وذكرت قناة “ليبيا الحرة” التابعة للنظام الجديد أن المقاتلين المناوئين للقذافي سيطروا تماماً أمس، على مركز مؤتمرات مدينة سرت المعروف بـ”مجمع قاعات وأجادوجو” بعدما تحصنت فيها القوات الموالية للقذافي على مدى الأسابيع الماضية واتخذته مركزاً لقصف الثوار. وقد دمرت غارات حلف شمال الأطلسي “الناتو” نصف القصر حسب ما قال مقاتلو المجلس، وشوهدت مجموعة من الرجال يهشمون لافتات للقذافي بينما كان آخرون خارجه يطلقون صواريخ جراد على المدينة وآخرون يأخذون قسطاً من الراحة في الظل. كما سيطر الثوار أيضاً على مستشفى ابن سيناء المركزي وسط سرت والتي أفيد بأن قوات القذافي كانت تستخدمه لتنسيق خططها القتالية. ونقلت القناة عن القائد ميداني للثوار محمود فياض قوله إن “الطريق بات مفتوحاً للسيطرة على مدينة سرت بالكامل”. وأكدت “ليبيا الحرة” أن الثوار تمكنوا من إلقاء القبض على عبد الرحمن عبد الحميد ابن شقيقة العقيد القذافي، ومن خلال تحقيقات أولية أدلى بالعديد من المعلومات “الهامة”. ومنذ الساعات الأولى صباح أمس، أقام الثوار نقاط تفتيش حول سرت لمنع القوات الموالية للقذافي من الفرار منها. ويعتقد الثوار أن مسؤولين كبارا من النظام السابق بينهم نجل القذافي المعتصم لا يزالون يتحصنون في المدينة المطلة على البحر المتوسط. وكان محمود بايو وهو قائد لإحدى فصائل الثوار إلى الجنوب من سرت قال في وقت سابق أمس، “أحرزنا تقدماً كبيراً..دخلنا مركز مؤتمرات وأجادوجو.. هناك قتال يدور لكنه تحت سيطرتنا”. بدوره، أكد شاهد لرويترز أن قوات المجلس الانتقالي بسطت سيطرتها على المستشفى الرئيسي وأسرت أكثر من 10 من المقاتلين الموالين للقذافي الذين استخدموا البناية لإطلاق قذائف المورتر والقذائف الصاروخية. وقال صلاح مصطفى أحد قادة قوات الحكومة الجديدة، “نحاول إجلاء المرضى والمصابين...معظم كتائب القذافي فرت وبعضها تنكر في زي أطباء. علينا التحقيق”. واقتيد نحو 15 من الموالين للقذافي خارج المستشفى وتعرض أحدهم للضرب على رأسه عندما عثر على صورة الزعيم الليبي المخلوع في جيبه. وقال بايو إن قوات المجلس الانتقالي وصلت بالفعل إلى الساحة الرئيسية في سرت لكن لم تتقدم بعد في انتظار خروج المدنيين من المنطقة. وذكرت قوات الثوار أن هدفاً مهماً آخر في سرت وهو الجامعة تمت السيطرة عليه منذ الليلة قبل الماضية لكنها تعرضت لنيران مكثفة صباح الأحد مما دفع بعض المقاتلين للتراجع. وقال مقاتل انسحب من موقعه “الليلة الماضية كنا نائمين داخل الجامعة وتعرضنا صباح الأحد لقصف عشوائي هناك...لدينا شهداء بالداخل ونحاول إخراجهم”. وكانت هناك جثتا مقاتلين في مستشفى ميداني بضواحي سرت مجاور نسف وجه أحدهما. وقال زملاء لهما إنهما أصيبا من طلقات مدفع مضاد للطائرات لدى محاولتهما إجلاء مرضى من مستشفى في الخط الأمامي. وانتظرت صفوف من الشاحنات المحملة بالأسلحة الثقيلة التحرك لمهاجمة قناص كان السبب في تعطيل زحفها. وفر آلاف المدنيين من سرت مع اشتداد القتال وتحدثوا عن ظروف بائسة لمن هم ما زالوا داخل المدينة. وليست هناك كهرباء في حين أن مياه الشرب والمواد الغذائية بدأت تنفد وتحدث الناس عن انتشار رائحة الجثث المتحللة في مستشفى المدينة. وقال محمد الفياض القائد العسكري الميداني للمجلس الانتقالي “نستعد للسيطرة على وسط سرت..في غضون ساعات”. وتابع “لم يعد الأمر رهناً سوى بالتنسيق بين الجبهة الغربية للمقاتلين من مصراتة والجبهة الشرقية للمقاتلين من بنغازي..المسألة مسألة وقت حتى ننسق في ما بيننا”. وفي بني وليد، قال قائد بالمجلس لفرانس برس، إن قواته سيطرت على مطار المدينة وتخوض الآن مواجهات عنيفة على بعد كيلومتر واحد من وسطها. وأضاف القائد موسى يونس أن كتائب معمر القذافي تقصف بالمدفعية الثقيلة قوات المجلس الانتقالي. وأضاف يونس متحدثاً لفرانس برس عبر الهاتف، أن اشتباكات عنيفة جرت أمس، بين قواته وكتائب القذافي على بعد كيلومتر من وسط بني وليد بينما نزح كثير من السكان من مناطق القتال. وتتواصل المفاوضات مع زعماء قبائل بني وليد من أجل السماح بدخول الثوار إلى المدينة سلمياً، دون إراقة دماء. وقال قادة عسكريون إنه تم إرسال تعزيزات عسكرية إلى مشارف المدينة لدعم القوات المناوئة للقذافي في حال فشلت المفاوضات. ولكن مكاسب الثوار في معركة سرت وبني وليد جاءت بتكلفة باهظة. فقد فاجأت ضراوة المقاومة التي أبدتها قوات القذافي في سرت وبني وليد النظام الجديد، حتى أن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل اعترف بأن القتال كان “شرساً جداً”، متوقعاً إعلان تحرير كامل التراب الليبي خلال أيام. ولم ترد تقارير على الفور عن الخسائر بين المقاتلين جراء القتال أمس، بينما تحدثت مصادر طبية السبت عن 23 قتيلاً من الثوار ونحو 330 جريحا منذ شن مقاتلو النظام الجديد ما وصفوه بـ”الهجوم الأخير” على معقل القذافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©