الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«العراقية»: العملية السياسية على حافة الانهيار

«العراقية»: العملية السياسية على حافة الانهيار
10 أكتوبر 2011 10:17
هدى جاسم، رويترز (بغداد) - أكد مستشار “القائمة العراقية” هاني عاشور أن العملية السياسية في العراق على حافة الانهيار نتيجة “إقصاء شركاء العملية فيها بمختلف الأساليب، من أجل استحواذ طرف واحد على السلطة” في البلاد. في حين قال رئيس الوزراء نوري المالكي أن “مطلبنا النهائي الذي نسعى إليه هو إقامة دولة المواطنة وصيانة جميع الأصوات”، مشدداً على رفض أن يكون هناك صوت ذهبي وآخر برونزي. وفي تطور آخر، أبلغ رئيس عمليات حقل الرميلة العراقي أمس، أن انتاج حقل جنوب الرميلة عاد لمستوى 460 ألف برميل يومياً بعد تفجيرين تعرض لهما خط الأنابيب ليل الجمعة السبت، وأن من المتوقع أن يعاود الحقل مستوى الانتاج الطبيعي البالغ 650 ألف برميل يومياً اليوم الاثنين. في حين ألقت عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية سوزان السعد باللائمة في استهداف أنابيب النفط على مديرية حماية المنشآت النفطية بمحافظة البصرة التي تعاني من عجز واضح عن حماية أنابيب نقل النفط، قائلة إن عمليات التفجير تدل على عجز واضح في آلية عمل فرق الحماية لمنشآت هذه السلعة الاستراتيجية. وقال عاشور في بيان أمس، إن الحل للأزمة السياسية وتداعياتها الأمنية في العراق، يكمن في المشروع الوطني الذي يعتمد أساس المواطنة والكفاءات وإنهاء المحاصصة ومحاربة الفساد وتعميق الشراكة الوطنية، وأضاف مستشار العراقية بزعامـة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، أن تخلي هذا الأخير عن منصب مجلس السياسات الاستراتيجية جاء بعد أن شعر بأن هناك قصداً بإقصاء بعض رموز العملية السياسية وطعن الشراكة الوطنية والانقلاب على نتائج الانتخابات، مما سيؤدي إلى انهيار العملية السياسية التي بدأت تأخذ منحى آخر بعيداً عن روح الشراكة الحقيقية في البناء والتنمية”. وأوضح عاشور أن تخلي القيادي في “المجلس الأعلى الإسلامي” عادل عبد المهدي قبل هذا الوقت، عن منصب نائب رئيس الجمهورية وانكفاء كتل أخرى عن المشاركة في اتخاذ القرارات واشتعال الأزمات السياسية بشكل دائم بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية، وبالخصوص بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان وخرق الدستور ونقض الاتفاقيات السياسية، وحملات النقد التي تصدر من السياسيين للأداء الحكومي واستشراء الفساد، جميعها تعد مؤشرات إلى أن هناك شعوراً بأن العملية السياسية آخذة طريقها إلى الانهيار مع تردي الأمن والخدمات”. وأشار عاشور إلى أن جميع تلك الأمور تدعونا إلى صياغة مشروع جديد من قبل المشاركين في العملية السياسية لإنقاذها من الانهيار بعيداً عن المحاصصة الفئوية والحزبية والفساد، انطلاقاً لبناء عراق أساسه المشروع الوطني”. من ناحيته، قال المالكي في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز للأنباء ستبث في وقت لاحق،”إننا نقف ضد فكرة استمرار نظام الحزب الواحد وندعم الحكومات التي يشكلها المواطن لا الحكومات التي تشكل في الغرف المقفلة، موضحاً أنه ليس من حق أحد أن يقف بوجه إرادة الشعوب في التغيير والمطالبة بتحقيق العدالة”. وأكد المالكي حرص العراق على إقامة علاقات طيبة مع جميع دول العالم لا سيما دول الجوار، فمسألة تواجد منظمات مصنفة ضمن التنظيـمات الإرهـابية تتخـذ من الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول مجاورة، بات أمراً مرفوضاً، ولا نسمح لأي منظمة إرهابية تحاول استهداف دول الجوار من الأراضي العراقية، بالمقابل، نرفض الاعتداء أو التجـاوز على أرضـنا. وبـين أن للعـراق لجنة مشتركة مع الجانب التركي شكلت منذ فترة لمعالجة تواجد حزب العمال الكردستاني، وهناك لجنة ستشكل مع إيران لإنهاء تواجد “حركة الحياة” في إقليم كردستان. بالتوازي، قالت سوزان السعد عضو لجنة النفط والطاقة النيابية إن عمليات تفجير أنابيب نقل النفط في محافظة البصرة تؤشر إلى عجز واضح في آلية عمل فرق حماية المنشآت النفطية، لاسيما أن استهداف هذه الأنابيب الذي يتزامن عادة مع أي زيارة يقوم بها مسؤول رفيع المستوى في قطاع النفط، يدل على قدرة المسلحين على مهاجمة هذه المنشآت في أي وقت. وأضـافت السـعد أن هـذا التقصير هو أحد أهم أسباب تفشي عمليات تهريب النفط بين المحافظات، وما بين التفجيرات وعمليات التهريب تكون المحصلة النهائية ضياع الملايين من الدولارات التي كان يفترض أن تخصص للقطاعات الحيوية التي تتعلق بشكل مباشر بحياة المواطن. وأوضحت أن مهمة حماية المنشآت يجب أن لا تكون مقتصرة على دوام روتيني وحمل البنادق والتمركز في نقاط معينة، فالأمر بحاجة إلى تقنية متطورة كأجهزة السونار والعمل الاستخباري عالي المستوى الذي قد يساعد في منع الهجمات قبل حدوثها، مطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين. وكان مصدر في شرطة نفط الجنوب بمحافظة البصرة قال في ساعة متأخرة ليل الجمعة الماضي، إن حزمتي أنابيب ناقلة للغاز والنفط الخام تمتد من حقل الرميلة الجنوبي إلى مستودع الزبير، اندلعت فيهما النيران عند نقطتين ما أدى إلى تضرر الأنابيب واحتراقها، مبيناً أن الحادثين وقعا في منطقة شبه صحراوية غير مأهولة بالسكان قريبة من ناحية سفوان، نحو 60 كم غرب البصرة، ورجح حينها أن يكون الحادثان ناجمين عن عمل تخريبي مزدوج. وأعلنت شركة نفط الجنوب أن المحطات الإنتاجية في حقل الرميلة بمحافظة البصرة توقفت عن العمل بعد تعرض أنابيب ناقلة للنفط والغاز إلى تفجيرين بعبوتين ناسفتين، معتبرا أن ما حصل سببه “صراع إرادات” داخلية وخارجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©