الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مواجهات بين الشرطة ومتشددين في تونس

مواجهات بين الشرطة ومتشددين في تونس
10 أكتوبر 2011 10:18
تونس (وكالات) - استخدمت الشرطة التونسية أمس الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 300 من المتشددين هاجموا بالحجارة والهراوات والمدي، محطة تلفزيونية خاصة لبثها فيلما فرنسيا-إيرانيا اعتبروا أن فيه تجسيدا للذات الإلهية. وأدانت حركة النهضة الإسلامية الحادث ووصفته بالعمل المعزول وقالت إنها ضد العنف. وقال نبيل القروي رئيس محطة “نسمة”: هاجم ثلاثمائة شخص مكاتبنا وحاولوا إحراقها”، مشيرا إلى تلقي تهديدات بالقتل بعد بث فيلم “برسبوليس” مساء الجمعة وهو فيلم رسوم متحركة عن إيران في حقبة الخميني من منظور فتاة عاصرت التحولات خلال تلك الحقبة. واندلعت أحدث جولة من الاضطرابات أمس الأول عندما حاول متشددون اقتحام جامعة في سوسة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوبي تونس. وكانت الإدارة رفضت التحاق طالبة منقبة بالجامعة تنفيذا لقرار حكومي. وقال القروي “بعد بث فيلم برسبوليس الجمعة الماضي صدرت دعوات على فيسبوك لإحراق نسمة وقتل الصحفيين”. وأضاف “نحن معتادون على التهديدات ولكن الأمر الخطير هو أنهم نفذوا تهديداتهم هذه المرة..إن نسمة قناة الحداثة للمنطقة المغاربية ولن ندعهم يرهبوننا وسنواصل بث الأفلام كما نريد. لم نطرد ديكتاتورا ليحل محله آخر”. وتجمع مئات المحتجين المتشددين أمام الحرم الجامعي الرئيسي في تونس العاصمة ثم تحركوا إلى حي الجبل الأحمر الشعبي شمالي وسط المدينة حيث بدأت الاشتباكات مع الشرطة. وكان في المكان نحو مئة عربة للشرطة وعدة مئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب . وشوهد أفراد من الشرطة يركضون هربا من المحتجين. وسد المحتجون وأغلبهم من الشبان طريقا رئيسيا يؤدي إلى المنطقة ورشقوا العربات التي تحاول المرور بالحجارة وهم يكبرون. وذكر هشام المؤدب المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية “اتجه نحو مائتي سلفي انضم اليهم نحو مئة شخص آخرين إلى قناة نسمة لمهاجمتها.. تدخلت قوات الأمن وفرقت المهاجمين” ، مشيرا إلى اعتقال نحو مئة شخص. وكانت هذه المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم برسبوليس باللهجة التونسية في البلاد. وقالت مسؤولة في القناة طلبت عدم كشف اسمها “سيعاد مبدئيا بث هذا الفيلم مساء غد الثلاثاء”. وأضافت “آمل في أن تدفع مثل هذه الحوادث بالتونسيين المترددين إلى المشاركة في اقتراع 23 أكتوبر لأن الخطر (الأصولي) قائم”. وتمركزت شاحنتان تابعتان للشرطة أمام محطة التلفزيون وأقيمت حواجز أمام مدخل المبنى. وأعرب عدد من صحفيي التلفزيون عن قلقهم وعن خشيتهم من تعرض مكاتب أخرى تابعة للتلفزيون لهجمات أيضا. وجاء هجوم السلفيين في تونس بعد يوم من اقتحام مسلحين لكلية الآداب في سوسة بجنوب البلاد بعد رفض تسجيل طالبة منقبة بها. كما يأتي قبل أقل من 15 يوما من أول انتخابات تنظم في تونس بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير. وفي وقت لاحق أدان مسؤول في حركة النهضة الهجوم على قناة نسمة واعتبره “عملا معزولا”. وقال سمير ديلو عضو المكتب السياسي لحركة النهضة “لا يمكن إلا إدانة هذا النوع من الحوادث. ينبغي عدم خلط الأوراق وعلى الناس التزام الهدوء”. وأضاف “إذا كان للناس انتقادات ضد نسمة، عليهم أن يعبروا عن انفسهم في الصحافة وألا يستخدموا العنف”. وتابع ديلو “لم أشاهد برسبوليس وأتحفظ عن إبداء رأيي”. وكرر ديلو “إنها أعمال معزولة” معتبرا أن “لا داعي للقلق”. وقال أيضا “حيال هذا النوع من الحوادث ينبغي العمل على تطبيق القانون. يجب عدم القلق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©