الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أفلام تخوض في التجاذبات الراهنة بقراءات مشهدية

24 أكتوبر 2014 00:42
محمود عبدالله (أبوظبي) في ظل التجاذب بين المهرجانات، فإن «أبوظبي السينمائي الدولي» برع في البقاء كحدث عالمي تصاغ نشاطاته على أساس النّوعية والقيمة الفنية، أكثر مما هي منوال لعناوين صحفية، وهو بذلك يفعل حسنا بسياسة النأي بالنفس عن «حروب المهرجانات»، معنيا أكثر بسلسلة من الأعمال التي تستحق القراءة والمتابعة، وبخاصة أفلام السينما العربية، التي وصلت إلى 91 فيلما من أصل 197، هي إجمالي التظاهرة في دورتها الثامنة، التي يتصدرها العرض الافتتاحي «من ألف إلى ياء» للإماراتي علي مصطفى، والاختيار مبنيّ على قناعة الجودة والسّوية الفنية الرفيعة كما ذكر علي الجابري مدير المهرجان غير مرة. ومواضيع الأفلام المختارة موزعة على عناوين عامة وخاصة، تناقش الراهن: الأصولية الدينية، القمع والاستلاب، الفساد السياسي والاجتماعي بأنواعه، بدءا من «ذيب» (مسابقة آفاق جديدة) لناجي أبو نوّار، وهو انعكاس لمستوى صناعة الصورة في السينما الأردنية، إلى «صمت الرّاعي» وهو أول روائي طويل للعراقي رعد مشتت، معيدا للسينما العراقية حضورها، من خلال توغله في ثنايا الاستبداد الحاكم والديكتاتورية عبر فكرة الصمت، ويجاوره «ذكريات منقوشة على حجر» (الروائية الطويلة) للكردي شوكت أمين كوركي، مستعيدا فيه مجزرة الأنفال 1988، ساردا فصولا من لحظتها الدموية، وفي تنويعات البصرية واللغة السينمائية تتواجد السينما الموريتانية بفيلم عميق وأنيق متفرد في لغته وإيقاعه الهادئ بعنوان «تمبوكتو» لعبد الرحمن سيساكو، مصورا بشاعة التعصب الديني وثقافة العنف، عبر حضور «القاعدة» في حاضرة صحراوية وتحويلها إلى طفس إرهابي، وله «في انتظار السعادة» ضمن عروض السينما العربية في المهجر، إنتاج 2002، وأحداثه في قرية ساحلية منعزلة عن الانتماء واللانتماء والزوال. ويقدّم اللبناني غسان سلهب فيلما عن فقدان الذاكرة، والقسوة الفردية، وتجارة المخدرات، بعنوان «الوادي»، ضمن اشتغالات مميزة على النص ولغة السرد السينمائي، فيما ينفرد المصري إبراهيم البطوط في فيلمه «القط» في الكشف عن حقائق فظيعة عن تجارة الأعضاء البشرية للمراهقين والأطفال، وبروز «مافيا» وعصابات تعمل في هذا الحقل اللاإنساني، ويدخل المغربي هشام عيوش بفيلمه «حمّى» الخط الفاصل بين الراهن والذاكرة. ومن الواضح أن اختيار المهرجان للثلاثي (سلهب، البطوط، عيّوش) كان موفقا، على اعتبار أنهم يشكلون حالة سينمائية خاصة وتجديدية في السينما العربية، ومعهما مرزاق علواش بفيلمه «أهلا ابن العم» ضمن عروض البرامج الخاصة، دون أن ننسى في السياق فيلم «الوهراني» للجزائري لياس سالم صاحب فيلم «مسخرة» إنتاج 2008. وناقش سالم في الوهراني فكرتي النضال والبطولة، والتساؤلات العديدة عن معنى النضال وصولا إلى نتئج عكسية عن خيبات الأمل حول مفاهيم البطولة الفردية، وفيلم «يوم جديد في صنعاء القديمة» لليمني بدر بن حرسي (يحمل الجنسية البريطانية)، والحائز على جائزة الصقر الفضي في مهرجان الفيلم العربي بروتردام، ضمن عروض السينما العربية في المهجر، حول قصة حب تدور أحداثها في صنعاء القديمة وتطبعها بشكل كبير العادات والتقاليد والتفاصيل اليومية، لتنتصر التقاليد في النهاية على العشق والهوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©