على خطى هاملت بتقنية جديدة على مسرح الحكواتي في القدس

بتمويل من مؤسسة التعاون الايطالي وفي اطار مشروع الوسائط المتعددة تعرض على مسرح الحكواتي بمدينة القدس المحتلة مسرحية ''على خطى هاملت'' في رؤية جديدة لنص وليم شكسبير من اخراج المخرج الفلسطيني كامل الباشا الذي يقول عن هذا العرض: أقدم هذا العرض اهداء لروح زملائي الراحلين ممن أثروا الحركة المسرحية الفلسطينية أمثال مازن غطاس ويعقوب اسماعيل، أقدم لهم هذا الجيل الجديد من المسرحيين وهو الجيل الرابع، وأقدم التحية للجيلين الراحلين مع احتفاظي بالألقاب لهم جميعا آملا أن نسير على خطاهم حيث رحلوا ولم يكتمل حلمهم· ويعتبر هذا العرض المسرحي هو إحدى خطوات برنامج أعده المسرح الوطني الفلسطيني بالتعاون مع المؤسسة الإيطالية، حيث قام المسرح بتدريب طلاب المدرسة الصيفية من خلال ورشات تدريب على الدراما وغيرها من الفنون وقدموا عرضاً بعنوان ''أبوك يالخوف'' والذي مثل هموم الشباب الفلسطيني من تأليف الكاتب الفلسطيني محمود شقير· وفي ذكرى الأربعين لرحيل الشاعر محمود درويش قدم الطلاب عرضاً لأشعاره بطريقة رائعة تعبيرا عن حبهم وتقديرهم للشاعر الكبير· كما وتم اختيار 13 شاباً وفتاة من أصل 31 للمشاركة في بينالي فينيسيا ''البندقية'' حيث تم تقديم عروض لعدة فرق مسرحية من ضمنها فرقة طلاب المدرسة الصيفية التابعة لمسرح الحكواتي، وقد حضر هذه العروض القنصل الإيطالي في القدس ومدير المسرح الوطني المغربي· ولذا يأتي هذا العرض ليكون خطوة ضمن برنامج التعاون بين المسرح الوطني الفلسطيني والمؤسسة الإيطالية· ومسرحية ''على خطى هاملت'' من تمثيل ريم تلحمي وفراس فراح وحسام أبو عيشة وعبدالسلام عبده وغيرهم من ممثلي المسرح الفلسطيني، وقد قامت بالتدريب الحركي رشا جهشان مستخدمة تقنية جديدة، فالقصة أصلاً ليست جديدة وعرضت سابقا في معظم أنحاء العالم، وهي تتناول قصة حياة الأمير الدانماركي هاملت الذي يريد الانتقام لقاتل أبيه، فتختلط عذاباته النفسية والجسدية، وقد برعت المعالجات السابقة في تصوير تلك العذابات، ولكن التقنية الجديدة التي تستخدمها مدربة الحركة الفلسطينية والمعروفة بـ''سكيرا'' والتي ابتكرها الفنان الايطالي جابريل فايتشيس ويستخدمها المخرج كامل الباشا ليحول المسرحية من نص شعري إلى عرض يبرز معاناة الشباب من غربة في مجتمعهم وما يعيشونه من صراعات مع آبائهم وأمهاتهم وحتى أجدادهم· و''السكيرا'' تتمثل في ثماني خطوات تبدأ بالقدم اليمنى وبعد الخطوة الثامنة يستدير الممثلون في اتجاه آخر لثماني خطوات أخرى، انها طريقة مذهلة لتدريب الممثلين حيث تتحول جميع التنظيرات الفنية للممثل إلى لغة جسدية· وترتكز ''السكيرا'' على مبادئ أساسية أهمها الصمت والوعي والتركيز والانضباط والفعل المسرحي وتنويعات الإيقاع الحركي والصوتي وغيرها· انها نظرية تلخص كل ما سبقها من نظريات وتقنيات ابتداءً من ستانسلانسكي ومروراً بميرهولد وانتونين ارتو، بريشت، غروتوفسكي، حتى بيتر بروك لتنتج شكلاً مسرحياً حقيقياً يهدف إلى استعادة اللحظة المسرحية الحقيقية ويحول الممثل من مؤد للحدث إلى صانع لحظي له· ويتحول العرض المسرحي من عرض مكرر كل ليلة إلى عرض مبتكر لا تتكرر فيه الأحداث بل تعاش لحظة بلحظة· ويتطلب هذا من الممثل أن يكون تحت التمرين لحظة بلحظة حتى أثناء العرض وإلا تحول العرض من عرض حي إلى عرض ميت لا حياة فيه· يشار إلى أن المسرح الوطني الفلسطيني تأسس في الشتات على يد فنانين درسوا المسرح أكاديمياً أمثال حسين عويني وخليل طافش ونائلة الأطرش وحسين الأسمر، كما نشأت العديد من الفرق المسرحية في الثمانينات من القرن الماضي كفرقة الدلال وفرقة الكواكب وفرقة الحكواتي وفرقة المسرح الفلسطيني وفرقة الجوال وفرقة سنابل وفرقة الرواة وفرقة خراريف، مع العلم بأن معظم هذه الفرق قد توقفت لعدة اسباب أهمها عدم وجود مصادر تمويل، باستثناء فرقة سنابل وفرقة الرواة وفرقة الورشة الفنية ومسرح القصبة حيث ما زالت تمارس العمل المسرحي إلى يومنا هذا· أما كامل الباشا مخرج العرض فهو من مواليد القدس عام ،1962 درس المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد بين الأعوام 1980 ـ 1983 ثم تابع دراسته في مدرسة المسرح التشكيلي وتخرج منها متخصصاً بالتمثيل والاخراج عام ،1991 هو عضو مؤسس في رابطة المسرحيين الفلسطينيين كما انه عضو عامل في اتحاد الكتاب الفلسطينيين، شارك في العديد من الاعمال الفنية كاتباً وممثلاً ومخرجاً مع العديد من المسارح منذ العام 1987 ولا يزال، حيث مثل في 25 مسرحية اهمها: القميص المسروق قضية المدعو (س)، الزير سالم، موتى بلا قبور، قصص تحت الاحتلال، القيامة··· واخرج 14 مسرحية اهمها: كلهم ابنائي، الاشباح، امرأة سعيدة، ابو جابر الخليلي، تاجر البندقية، درويش، خرب الباص·· يكتب ويخرج ايضاً لمسرح الطفل حيث نالت اثنتان من مسرحياته جائزة افضل نص مسرحي من وزارة الثقافة الفلسطينية وهما: حديدون والغولة ومسرحية المفتاح (ديك الجن)· كما شارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية·