الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار الفحم يثير لعاب المستثمرين

20 يناير 2007 22:46
يبدو أن المستثمرين في جميع انحاء أوروبا الغربية باتوا يراهنون على تحقيق النجاح في صناعة تعدين الفحم التي طالما فشلت الحكومات في تطويرها ولعقود طويلة· وهذه الجهود انما تعكس عودة الاهتمام بمكامن الوقود الأحفوري داخل الأراضي الإقليمية على الرغم من الضغوط السياسية الرامية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الوقت الذي تتطلع فيه أوروبا للبحث عن سبل جديدة لانتاج الطاقة بسبب الطلب المتنامي· لذا فإن ارتفاع أسعار الطاقة قد أدى الى إقناع العديد من رجال الأعمال لاستثمار مئات الملايين من اليورو في مشاريع كانت لا تعتبر ذات جدوى اقتصادية قبل أعوام قليلة من الآن· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن فرنسا قد عمدت الى تأميم صناعة الفحم بعد الحرب العالمية الثانية ثم أغلقت آخر منجم للفحم في أراضيها قبل ثلاثة أعوام بعد ان اقتنعت بأن هذه الصناعة الملوثة للبيئة وعلو التكلفة لم يعد بإمكانها منافسة الفحم الرخيص الثمن القادم من جنوب أفريقيا وكولومبيا· اما الآن فإن شركة ايه تي اتش ريسورسز الصغيرة الحجم في مجال تعدين الفحم والمسجلة في لندن باتت تعتقد بأن بمقدورها أن تحقق ارباحاً مجزية عبر تعدين 4,5 مليون طن من الفحم في غضون العقد المقبل من أحد المناجم الذي تم اغلاقه قبل 40 عاماً بالقرب من قرية بيرثولين التي تبعد حوالي 660 كليومتراً الى الجنوب من باريس· وكما يقول ايان كرونشو المحلل في وكالة الطاقة الدولية: ''إن ارتفاع أسعار الطاقة أخذ يلقي بآثاره على اقتصاديات الانتاج وبخاصة مع التقدم الذي أحرزته التكنولوجيا· كما ان الفحم في أوروبا سواء الذي يتم انتاجه محلياً أو المستورد بات بإمكانه ان يوفر فوائد قيمة فيما يختص بالتوازن أو التنوع في امدادات الطاقة''· والى ذلك فإن مشروع شركة ايه تي اتش الذي لم يحصل بعد على المصادقة الحكومية النهائية والتي ربما تستغرق اسابيع يعتبر الأكثر تقدماً في العديد من المحاولات التي تستهدف إعادة انعاش عمليات تعدين الفحم في فرنسا· وتتضمن هذه المبادرات ايضاً خطة قيمتها 1,4 مليار يورو يقودها أحد كبار التنفيذيين السابقين في شركة سويز اس ايه لتعدين أحد مكامن الفحم البكرة بحجم 250 مليون طن في منطقة لوسيني على بعد 450 كيلومتراً من باريس لتشغيل إحدى محطات الطاقة بسعة 1000 ميجاواط تعمل بدورها على بيع الطاقة الى الزبائن في سوق الجملة· ولكن بعض الحكومات والمسؤولين في الصناعة بدأوا يشككون في مدى الجدوى الاقتصادية التي يمكن ان تحققها هذه الخطط الجديدة· وكذلك فإن السكان المقيمين في بيرثولين ومواقع التعدين المقترحة الأخرى بدأوا يعربون عن معارضتهم للفكرة بسبب تخوفهم من تأثر وانهيار موارد أرزاقهم المعيشية التقليدية بهذه الأنشطة· أما الحكومة الفرنسية التي ضخت مئات الملايين من اليورو في شكل مساعدات لمناطق التعدين من أجل تطوير اقتصادياتها الخاصة منذ أن قررت اغلاق الصناعة في عام 1994 ''فلم يعد بإمكانها اتخاذ قرار نهائي حول المسألة'' كما يقول وزير الصناعة الفرنسي فرانسيس لوس ولكنه شدد على الفوائد الاقتصادية التي يمكن استدرارها· ويذكر أن فرنسا تعتمد على الطاقة النووية في أكثر من 80 في المئة من انتاجها للطاقة ولكنها تستورد حوالي 20 مليون طن متري من الفحم من جنوب أفريقيا واستراليا وكولومبيا من أجل توفير 50 في المئة من احتياجاتها السنوية من الطاقة· أما البقية فقد تأتي عادة من الطاقة الكهرومائية ومشاريع الطاقة المتجددة الأخرى بالإضافة الى مشاريع الغاز الطبيعي القليلة في الدولة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©