الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنظيم الميزانية مفتاح الاستقرار الأسري

تنظيم الميزانية مفتاح الاستقرار الأسري
10 أكتوبر 2011 21:34
ميزانية الأسرة قد تسير دون تخطيط، وقد يتم تخطيطها، لكنها تظل مستمرة التقلب والتحرك مهما كانت الظروف، والأسر الناجحة هي التي تعي وتدرك مفهوم تنظيم الميزانية، حيث تسعى إلى تخطيط ميزانيتها، واضعة نصب عينيها الماضي المتمثل في الديون والأقساط، واللحظة الراهنة المتمثلة في الاحتياجات اليومية، والمستقبل الذي قد يأتي متمثلاً في بيت ملك ومدخرات.

وعن كيفية ترتيب الميزانية وتنظيمها، تقول فائدة الكثيري، استشارية أسرية في برنامج “شاور” في التنمية الأسرية بأبوظبي، إنه لا بد في البداية من التعرف إلى كيفية إدارة ميزانية العائلة؛ لأن نجاح أو فشل أي مشروع يعتمد بالدرجة الأولى على الميزانية، معرفة الميزانية بأنها خطوة من خطوات إدارة الدخل المالي، تهدف إلى الموازنة ما بين حاجات الأسرة ومصروفاتها ودخلها، حيث تطلق كلمة موازنة على كل تخطيط من شأنه توزيع الموارد المتوافرة على الاحتياجات المتعددة، وإعطاء كل بند من بنود الإنفاق حقه كاملاً دون إسراف أو تقتير”.

وتوضح الكثيري أن “الكثير منا ينفق أكثر مما يكسب في الكماليات، ولا يستغل ذلك الرواج التجاري أو الزيادات الطارئة بما يعود بالنفع على أسرته على المدى الطويل. وجراء ذلك، تحدث الكثير من المعوقات التي تجعل بعض الناس يحجمون عن عمل الميزانية من ضمنها عدم الرغبة في التغيير، وغياب الخبرة والعلم بالتخطيط وتنظيم الميزانية، والخوف من تأثير ذلك على مصاريف العائلة، وغياب التخطيط في شتى النواحي خاصة المورد المالي الذي يسوده الارتجالية والعشوائية في الإنفاق، وعدم التخطيط للمستقبل خاصة مرحلة التقاعد ما يجعل الإنسان يتعرض من أزمة مالية إلى أخرى، فيلجأ بعض الناس إلى الديون والقروض للخروج من أزماتهم، وهم لا يعلمون أنهم يعقدون مشكلتهم”.

وتتابع “على الأسرة التكيف مع الظروف المعيشية الحالية بأسلوب منهجي، ووعي بطريقة الاستهلاك وصرف الدخل وخلق توازن ما بين المصروفات الشهرية والدخل الشهري، بحيث لا يحتاج الفرد في آخر الشهر للاستدانة من مصادر تمويلية ترهقه وتثقل كاهله بالديون وحتى يستطيع خلق ذلك التوازن يجب عليه أن يوظف دخله الشهري توظيفاً صحيحاً وسليماً، يقوم بتوزيعه بالتوازن إلى ثلاث قنوات مثل ثلث للمصروف الشهري، وثلث للطوارئ، وثلث لمصاريف آخر الشهر للربط بين نهاية الشهر وبداية الشهر الجديد”.

وبالنسبة للأبناء، يجب إشراكهم في وضع ميزانية الأسرة، في هذا السياق، توضح الكثيري “الغاية من ذلك هو تعليمهم كيف يتعودون على تحمل المسؤولية والاستغناء عن الأشياء غير الضرورية والإنفاق في ضوء المبلغ المخصص لهم. كما يجب تعويد الأبناء على الادخار من مصروفهم الشخصي للاستفادة منه وقت المدارس في شراء احتياجاتهم الخاصة، فيكون لهم دور فعال في مواجهة أعباء السنة الدراسية المالية، وتعليمهم عدم الإسراف في المطالب المادية، وتربيتهم على القناعة، وعدم الإسراع بتوفير جميع طلباته”.

وتتابع الكثيري “من جانب آخر، لا بد من التفريق في إدارة الميزانية بين (الضروريات) التي يقصد بها النفقات الضرورية اللازمة لقوام المخلوقات، وتحقيق المقاصد الشرعية، ولا تستقيم الحياة دونها كالمأكل والمشرب والملبس. وبين (الحاجيات) التي تعني ما ينفقه الفرد على ما يحتاجه لجعل الحياة أكثر ميسرة، وتخفف من المشاق، ولا يجب الإنفاق على الحاجيات إلا بعد استيفاء الضروريات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©