الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وضاح الشعبي: عملي في حقل التعليم يسهم في بناء أجيال المستقبل

وضاح الشعبي: عملي في حقل التعليم يسهم في بناء أجيال المستقبل
10 أكتوبر 2011 21:35
يمتلك وضاح الشعبي شخصية ذات جوانب عدة ومتميزة، فقد عمل خطيب مسجد، وواعظاً ومأذوناً، ومحفظ قرآن، ومقدم برامج دينية، ولكن في هذا الحوار، آثرنا الحديث عن عمله كنائب مدير إحدى المدارس الخاصة بالشارقة. لكونها وظيفة تربوية تتصل بأبنائنا الطلاب دون التقليل من الجوانب الأخرى لاسيما الدعوة إلى الله فهي الأحب إليه.

يعود بنا الشعبي إلى الوراء ويتحدث عن مشواره العلمي قبل الجامعة في وطنه اليمن، ويقول :» كنت منذ صغري متفوقا في دراستي والأول على أقراني في الدراسة النظامية بالمدارس اليمنية.

خطيب وواعظ

ويضيف: أقبلت على حلقات العلم الشرعي المختلفة في المسجد وحفظ للقرآن، حتى تغيرت نظرتي لنفسي ولمستقبلي ولمن حولي وزاد الخير الذي كان موجوداً عندي، وعزمت على التفقه في ديني ونفع مجتمعي وغيرت كثيرا من نمط حياتي، نتيجة لذلك فكرت بأن أدرس الشريعة في الجامعة، موضحا: حاولت إتقان العلوم الشرعية ما هيأني بحمد الله لأن أكون خطيب الحي الذي أسكن فيه وأتولى التدريس في مسجدنا قبل مجيئي للإمارات.

ثم تقدمت لدائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة كإمام وخطيب مسجد واجتزت الامتحان بدرجة امتياز وعينت إماماً لجامع أحمد بن حنبل، واستمررت في طلب العلوم الشرعية ودرست الشريعة في جامعة الشارقة وكنت الأول على دفعتي بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وشرعت بعدها في إتمام الماجستير في الدراسة، وأتمنى ألا أتوقف إلا بالحصول على شهادة الدكتوراه».

علاقته بالمعلمين

ويبين الشعبي أهمية وجود نائب مدير لكل مدرسة بقوله: «يكفي أن نعرف أن نائب المدير يقوم بكل مهام مدير المدرسة في حالة انشغال المدير أو تغيبه وهو المنفذ لجميع تعليمات المدير والوزارة والمتابع لها، وهو عين المدير في المدرسة والمسؤول الأول عن إبلاغه بكل ما يدور فيها من خلال التقارير المكتوبة أو الحديث المباشر وبدونه سيجد المدير صعوبة في الجمع بين الجانب الأكاديمي - وهو عمله الأساسي- والجانب الإداري والإشرافي الذي يتولاهما غالباً النائب، والذي يجب أن يتابع كل صغيرة وكبيرة في المدرسة ويتابع التقيد بالقوانين واللوائح التي لابد على الجميع الالتزام بها وتهيئة المدرسة لمراحلها المختلفة من دراسة وامتحانات وغير ذلك من المهام المعروفة».

بتواضع شديد يرفض أن يعتبر نفسه متميزا عن غيره في هذه المهنة معتبرا نفسه لا يزال في بداية الطريق ويتعلم ممن حوله، لكن ما نعتبره نحن مميزا في وضاح أنه يجتهد في كونه يحرص على علاقته بالمعلمين والإداريين ليكون قوام هذه العلاقة الأخوة قبل أن تكون علاقة مسؤول بموظفيه، ما جعله يتمتع بقبولهم واحترامهم وباتوا أكثر تعاونا وتنفيذا لتعليماته التي تصب في النهاية في مصلحة العمل التربوي الذي يحتاج لنجاحه للعمل بروح الفريق الواحد.

تربية أجيال المسلمين

ويصف الشعبي مهنة نائب مدير المدرسة بأنها مهنة ذات قيمة كبيرة تعين على تربية أجيال المسلمين وخدمة المجتمعات، وهي في نفس الوقت وظيفة صـعبة وأمانة ثقـيلة لمن اسـتشعر أنها مسـؤولية أمام الله أولاً وأخـيراً.

فيكفي أن نعرف أن النائب مسؤول عن كل طالب وكل معلم وعن كل شيء في المدرسة طيلة 9 ساعات تقريباُ طيلة العام ما يعطيها صعوبة نفسية وبدنية قبل صعوبة الأداء وإتمام المهام، لكنها في نفس الوقت وظيفة رائعة للإنسان إذا استشعر أن الطلاب هم أبناؤه والمعلمين هم إخوانه وأن المدرسة هي أسرته الثانية، وأنه بعطائه ينفع مجتمعه وينشئ أجيالاً تحمل لواء المستقبل.
ويرد الشعبي على سؤاله عن مدى قدرة أي شخص أن يعمل في مهنة نائب مدير المدرسة بقوله: «نائب المدير وظيفة رسمية كبقية الوظائف الأخرى لها شروط معينة تطلبها الوزارة من ناحية المؤهلات والخبرة والمواصفات المطلوبة..

ونصيحتي لمن يريد أن يعمل في وظيفة كهذه أن يكون طويل البال وواسع الصدر والصبر، وأن يكون صاحب رسالة نبيلة ومقدرة عالية على إدارة الأزمات التي سيواجهها بشكل يومي وبصور مختلفة، وأن يطور نفسه كثيرا بالدورات الإدارية والتربوية والنفسية ما سيعينه في عمله. والأهم في هذا كله توكله على الله واستشعار أنها أمانة ثقيلة».

التغيير للأفضل

كما أن لكل مهنة وجهها المشرق فإن فيها أيضا صعوبات، وبهذه المناسبة أقول إن أي إدارة مهما كانت متميزة فإن نجاحها يتوقف بدرجة كبيرة على الكادر التعليمي الذي يعمل تحتها لوائها. فإذا كانت إدارة متميزة زادها هذا الكادر الكفء تميزاً وإبداعاً وإذا كانت إدارة ضعيفة أعانها هذا الكادر المتميز على النجاح وتجاوز كثير من الضعف. وقد تعاني الإدارة كثيراً من المعلم الضعيف من جهة إدارته للفصل وإفهام الطلاب وتأثيره عليهم وبسببه تزيد الأعباء على الإدارة، وتصبح مهددة بالفشل. ومع هذا فالإدارة الموفقة هي التي تقوم بخطط علاجية لتقوية جوانب الضعف لدى موظفيها».
وقد يستغرب البعض لو علم أن نائب مدير المدرسة قـد يلعب أحـــيانا دور الأخصائي فقد أفادنا أن مهام الأخصائي أحياناً قد يتولاها نائب المدير، ومشاكل الطلاب كمشاكل الأبناء في البيت يمكن حلها بعدة أمور أهمها استشعار كل من يتعامل مع الطالب أنه كأحد أبنائه، فيمتلئ قلبه حباً له وشفقةً عليه وحرصاً على مساعدته وتغييره للأفضل.


غياب القدوة الصحيحة

قال وضاح الشعبي عن أهم المحاور التي تدور حولها مشاكل الطلاب: «بالتأمل في مشاكلهم نجدها تتمحور في عدم وجود القدوة الصحيحة في البيت منذ الصغر وإهماله في مرحلة الطفولة، وبالتالي عدم احترامه بعد ذلك لمعلميه وعدم الاستفادة منهم. وإهمال الأهل للجانب التربوي والإيماني واهتمامهم فقط بالأكل والشرب والملبس ونحو ذلك.
ويضيف: «كثير من المدارس قد تتسبب أيضاً في بعض المشاكل من جهة زيادة عدد الطلاب في الفصل بما لا يناسب حجم الفصل وطاقة المعلم، وإهمال الجانب الأخلاقي في العملية التعليمية والتركيز فقط على الجوانب الأكاديمية وتعاكس التطبيق العملي للمدرسة مع الرؤية المعلنة لها».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©