الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثنائيات الثقافة الإماراتية تنطلق من الواقع وتمتلك بعداً تاريخياً

ثنائيات الثقافة الإماراتية تنطلق من الواقع وتمتلك بعداً تاريخياً
7 مارس 2016 22:17
محمد عبدالسميع (الشارقة) استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمقره في الشارقة أمس الأول الناقد العراقي د. عبد القادر جبار في محاضرة بعنوان (جدل الأنساق في الثقافة الإماراتية وأثرها في القصيدة المعاصرة)، أدارتها الشاعرة ساجدة الموسوي، وقدم جبار خلالها عرضاً تاريخياً عن تطور الثقافة الإماراتية من واقع متابعته للأدب الإماراتي، وانشغاله به، وكتابته عنه، وعن أثر الغوص في حياة الإماراتيين وعمقه في تكوين الثقافة الإماراتية، كاشفاً عن البنيات التي ارتكز عليها التطور الأدبي تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً. وتوقف الباحث عند عنوان المحاضرة مشيراً إلى أن الجدل يعني علاقة بين طرفين تتسم بالاختلاف والتعارض يحاول كل طرف نفي الآخر ليفسح المجال لعملية التطور، وأن الجدل هو آلة التطور وآليته. والنسق هو العلاقة الدالة بين طرفين أو مجموعة أطراف تنتج المعنى وقابلة للتأويل والتفسير، أما الثقافة فالمعني بها مجمل الانتاج المادي والروحي لمجتمع معين. وتناول الباحث الثنائيات التي تسود الثقافة الإماراتية موضحاً أنها تنطلق من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري، وأنها تمتلك بعداً تاريخياً. ومن هذه الثنائيات العلاقة بين الإنسان والبحر والإنسان والصحراء، فقد حققت الجغرافيا فاعليتها في العلاقة الأزلية بين الطبيعة والإنسان، وكان البحر رديفاً مكملاً للصحراء في تحقيق امكانات استمرار الإنسان في الوجود. وواصل جبار عرضه التاريخي فقال إن الإنسان في هذه المنطقة عرف مهنة الغوص منذ بداية القرن الخامس قبل الميلاد، وتوسعت هذه العلاقة بعد ظهور الإسلام. منوهاً أن ثقافة الغوص تمثل العمق التاريخي الأصيل في تكوين الشخصية الإماراتية، وثنائية الماء والصحراء أسهمت بجعل الثقافة الإماراتية القديمة ثقافة مسافرة راحلة، بحثاً عن أسباب الحياة، وكان الرحيل والشجن هو الايقاع الذي ميز هذه الثقافة. فالبحر يعني البحث في المجهول عن الحياة، ويعني الغربة والمغامرة وترك الأهل والعيال، والصحراء مثلت دورة الرتابة في الحياة والرحيل إلى حيث الماء وأسباب الوجود. وأضاف: انتجت تلك الرحلات لغتها وإيقاعها في حداء القوافل وأغاني البحر، وشكلت ثنائية العلاقة مستويين الأول سطحي بين الإنسان والصحراء، والثاني عميق بين الإنسان والبحر. وفي ظل هذه الثنائية أنتجت الشخصية الإماراتية فنونها وآدابها. وأكد جبار أن جدلية الرمل والماء أي الاستواء والعمق كانت المحرك الرئيسي للأنماط الإبداعية وطريقة تشكيلاتها. وأن البحر كان المعادل الموضوعي لجدب الرمال ويمثل الأفق المنفتح أمام الرغبات والأحلام والأرزاق بسبب نقله الفعالية الاقتصادية من الاستواء (الرمل) إلى العمق (الغوص) في البحث عن مرتكزات الحياة. وقال إن هذه الجدلية ساهمت وساعدت على استمرار وانتشار القصيدة العمودية حتى مرحلة الحداثة، وفي هذه المرحلة (الحداثة) شهدت القصيدة أول زحزحة للنمط الموروث في الثقافة ونقله إلى عمارة قصيدة التفعيلة، كما أظهرت قصيدة النثر قدرة على التوسع والانفتاح على الشعرية الحديثة. في ختام المحاضرة دارت حوارات ومداخلات تناولت أثر البيئة الثقافية على الشعر، وتحفظ البعض على المنهج المستخدم في التحليل الثقافي، على اعتبار لو فسرنا الجانب الثقافي في أي مجتمع ضمن بيئته وقوانينه سننتهي إلى رؤى ميكانيكية ونتائج جاهزة. وأن الابداع فيه جدل ومتغيرات ومؤثرات في وعي الإنسان وهي أمور لم تكن واضحة في المحاضرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©