الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفاعل الجينات الوراثية مع البيئة يشكل ملامح السلوك البشري

تفاعل الجينات الوراثية مع البيئة يشكل ملامح السلوك البشري
10 أكتوبر 2011 21:37
لماذا يُصبح بعض ابناء سيئي الخلق والمهملين أو المؤذيين أو غير المسؤولين أشخاصاً سيئين أيضاً، بينما يكون إخوانهم مختلفين عنهم تماماً في سوء الخلق؟ ولماذا ينشأ بعض أبناء الآباء الودودين والمسؤولين والحريصين على حسن تربية أبنائهم في استقامة وصلاح، بينما يكون إخوانهم يطفحون فظاظةً وينضحون كُرهاً للناس؟ بإيجاز، لماذا الآباء الأخيار لا يلدون دائماً أبناءً أخياراً؟ ولماذا الآباء الأشرار لا يلدون دائماً أبناءً سيئين؟ ولماذا يلد بعض الورد أشواكاً؟ ولماذا يلد بعض الأشواك ورداً؟
الجواب عن هذه الأسئلة قد يكون كامناً في الجينات الوراثية، يقول علماء الجينات، خُصوصاً جين نقل السيروتونين الذي يكاد يكون أشهر الجينات، والذي يضبط نشاط السيروتينين الكيميائي في الدماغ والمتحكم في المزاج، والذي يأتي بالأساس في ثلاثة متغيرات جينية. وتُشير الإحصاءات إلى أن طفلاً واحداً من كل خمسة أطفال يُولد بمتغير جيني يجعله حساسا للغاية من سلوكات الآباء المهملين والعنيفين وغير الرؤوفين.

وقد أشارت دراسة نُشرت حديثاً في العدد الأخير من مجلة «الطب النفسي» إلى أن هؤلاء الأبناء أنفسهم قد يكونون مفرطي الحساسية عندما يصبحون آباءً. وقام باحثون بثلاث تجارب اختبروا فيها مجموعةً تتكون من 1,874 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و16 سنةً، وذلك بهدف تحديد أي متغير جيني لديهم، ومعرفة كيف كان متوسط حال مزاجهم، ونوع الرعاية الأبوية التي يتلقونها. فوجدوا أن الأطفال الذين يُرزقون بآباء رؤوفين حنونين وداعمين ويكون لديهم المتغير الجيني نفسه الذي يخلُق لديهم قابلية مسبقة ليكونوا حساسين من الرعاية الأبوية السيئة هم قابلون ليصبحوا سُعداء جداً وذوي شخصيات متوازنة. وبصيغة أخرى، معظم الأطفال لديهم جينات تُحصنهم من التأثر بالرعاية الأبوية السيئة التي قد يتلقونها. غير أن طفلاً واحداً من كل خمسة أطفال ممن لديهم إحدى نسختي الحمض النووي من جين نقل السيروتونين يكونون أكثر قابليةً للتأثر سلباً أو إيجاباً بنوعية الرعاية الأبوية التي يتلقونها.

وتُوضح هذه البحوث الجينية العناصر الطبيعية التي قد تؤثر سلباً أو إيجاباً على شخصيات الأبناء، لكنها توضح في الوقت نفسه أن النصر لن يُحالف أياً من الطرفين. فعندما يتعلق الأمر بتشكيل سلوك الشخص وشخصيته، تتفاعل الجينات مع البيئة. وبالنسبة لبعض الملامح السلوكية، بما فيها الهشاشة والعلل النفسية، يمكن للبيئة الطبيعية المحيطة أن تكون ذات تأثير قوي من الدرجة الأولى، لكن العوامل البيئية المحيطة - مثل عيش طفولة قاسية - يُفترض أن تقدح شرارة انعكاس ذلك على الشخصية. وكما أن هناك آباءً سيئين وآباء خيرين، فإن هناك جينات تجعل الأطفال حساسين أكثر أو أقل للرعاية التي يتلقونها من آبائهم.

عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©