الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القبة البيضاء» تدعم التصويت لجزيرة بوطينة

«القبة البيضاء» تدعم التصويت لجزيرة بوطينة
11 أكتوبر 2011 09:41
بين مياه شاطئ أبوظبي الزرقاء ورمالها الممتدة على شواطئها، تموضعت قبة بيضاء فريدة من نوعها أقامتها هيئة البيئة في أبوظبي للترويج لجزيرة بوطينة وأطلقت عليها اسم “استكشفوا بوطينة”، تفتح أبوابها مجاناً لاستقبال الجمهور يومياً من الساعة العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساءً حتى نهاية الشهر الحالي، وأقيمت القبة بغرض التعريف بالقيمة الفريدة لجزيرة بوطينة بما تحتويه من تنوع بيولوجي نادر يجعلها في مقدمة الأماكن المرشحة لتكون ضمن عجائب الطبيعة السبع.


تسعى الإمارات إلى إدراج جزيرة بوطينة على قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، عبر الوصول إلى أعلى نسبة تصويت تؤهل الجزيرة لحجز مكانها على القائمة التي تسهم في زيادة الجذب السياحي للمنطقة. إلى ذلك، قال ثابت آل عبدالسلام، مدير قطاع التنوع البيولوجي بهيئة البيئة- أبوظبي، إن القبة تحتوي على معرض بيئي كبير يضم مجموعة من الفعاليات دعماً لحملة التصويت لصالح جزيرة بوطينة.

نموذج مصغر

يعتبر المعرض الذي تحتويه القبة نموذجاً مصغراً للحياة على جزيرة بوطينة، حيث يضم مشاتل لأشجار القرم ومركز لإعادة تأهيل السلاحف، بالإضافة إلى العروض التفاعلية التي تتناول قضايا المحافظة على البيئة البحرية، والجهود الذي تبذلها هيئة البيئة بالتعاون مع شركائها. وتعرض السينما البيئية بالمعرض سلسلة جديدة من الأفلام البيئية الوثائقية التي تتناول البيئية الإماراتية والتي أُنتجت بالتعاون المشترك بين هيئة البيئة وعلي آل سلوم.

ومن المتوقع أن يزور المعرض حوالي 80,000 – 100,000 زائر، ويضم هذا العدد الكثير من طلبة المدارس وذلك التنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم.

وأشار آل عبدالسلام إلى أن التصويت لاختيار عجائب الطبيعة السبع سينتهي في تمام الساعة 11:11 صباحاً، يوم 11 نوفمبر. ويعتبر المعرض هو المرحلة الأخيرة في حملة التصويت لصالح جزيرة بوطينة، كما يهدف إلى زيادة التوعية بالتراث الطبيعي لدولة الإمارات، ويوضح التحديات التي تواجه البيئة المحلية، ويبرز الدور الذي تلعبه هيئة البيئة – أبوظبي لمواجهة هذه التحديات.

ويضم المعرض لوحات تصور الحياة البحرية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرض مشاريع الهيئة للمحافظة على البيئة البحرية (تشمل إدارة مصائد الأسماك)، كما يلقي الضوء على الجهود التي يقوم بها شركاء الهيئة مثل جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة (مثل برنامج إعادة تأهيل السلاحف البحرية، وحملة “اختر بحكمة”).

وأوضح أن الإضاءة تلعب دوراً فاعلاً في إمتاع الزائرين بهذا النموذج المصغر للجزيرة. ويضم المعرض نماذج بالحجم الطبيعي للكائنات التي تعيش بالجزيرة (مثل أبقار البحر)، بالإضافة إلى لوحات المعلومات التفاعلية. ويتيح جناح التصويت لصالح بوطينة الفرصة للزوار لمشاهدة الأفلام عن الجزيرة، والتصويت عبر الموقع الإلكتروني.

محمية طبيعية

لدى الدخول إلى القبة تجد على يمينك حوضاً لإعادة تأهيل السلاحف وأشجار القرم الطبيعية، وفي الواجهة مجسم ضخم للجزيرة، يأخذك في جولة دائرية تتعرف من خلاله على جزيرة بوطينة التي تقع قبالة ساحل أبوظبي، وتمثل محميّة طبيعية للمحيط الحيوي البحري، تتميز بطبيعتها الخلابة التي تزدهر بغناء بيئاتها الطبيعية.
 
وقال آل عبد السلام إن التنوع البيولوجي الفريد لجزيرة بوطينة ما كان له أن يزدهر دون حمايةِ بيئتها المتميزة، والمحافظة على موائلها الطبيعية والأنواع التي تتخذ من الجزيرة ملجأً لها. وتعد جزيرة بوطينة أحد الكنوز الوطنية لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، واستطاعت وحدها من منطقة الخليج العربي أن تصل إلى المرحلة النهائية من مسابقة عجائب الطبيعة السبع الجديدة.

ومن خلال الجولة حول مجسم الجزيرة نجد في البداية شكل لطائر الـ”الفنتير” أو الفلامنجو، التي قال عنها عبد السلام إنها عادةً ما تتواجد في البحيرات القلوية أو المالحة، أو في البرك ومصبات الأنهار، حيث المياه العذبة والمالحة والأراضي الرطبة الاصطناعية من غربي البحر المتوسط وحتى سريلانكا. تقضي هذه الطيور فترة الشتاء في دولة الإمارات أثناء ترحالها من الشمال إلى الجنوب، مشيرا إلى أن هيئة البيئة -أبوظبي تنفذ برنامجاً بحثيا لتتبع بعض طيور الفلامنجو في الإمارات، بهدف التعرف على المزيد من المعلومات حول هذه الطيور والأخطار التي قد تتعرض لها.

سلاحف نادرة

بعد ذلك نجد مجسماً لسلاحف منقار الصقر، حيث أوضح آل عبدالسلام أن جزيرة بوطينة تعتبر موطناً لنوعان من السلاحف البحرية الأكثر عرضة لخطر بالانقراض في العالم. وتعد سلاحف منقار الصقر من الأنواع المدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ضمن الأنواع المهددة بخطر الانقراض. ويتم اصطياد العديد من سلاحف منقار الصقر سنوياً للاستفادة من أصدافها في صناعة الحلي لأنها تملك أحد أكثر الأصداف جمالاً في العالم. وتتخذ سلاحف منقار الصقر من مياه أبوظبي ملجأَ للتغذية والتكاثر.
وتعشش سلاحف منقار الصقر في ثمانية عشر جزيرة في أبوظبي، منها جزيرة بوطينة. يتم تتبع بعض هذه السلاحف عبر الأقمار الصناعية، وبعد دراسة البيانات الناتجة تبين أن سلاحف منقار الصقر توقفت عن الترحال خارج الخليج العربي واكتفت بالتنقل في المنطقة بحثاً عن الغذاء. والنوع الثاني من السلاحف الذي يتواجد في جزيرة بوطينة هو السلاحف الخضراء. وتتنقل هذه السلاحف في مياه أبوظبي بحثاً عن الغذاء حيث تأكل الأعشاب والطحالب البحرية، ولكنها لا تعشعش هناك. يتم صيدها بشكل غير قانوني في جميع أنحاء العالم لاستخدامها كغذاء، كما تتسبب أيضاً المشاريع العمرانية والإنشائية غير المراقبة على شواطئ التعشيش في تدمير مواقع تعشيش هذه السلاحف.

الحيوانات الذكية

الدلافين تقع في المحطة التالية لسلاحف منقار الصقر، إلى ذلك، قال آل عبدالسلام إنه تتواجد في مياه دولة الإمارات ثلاثة عشر نوعاً مختلفاً من الدلافين، منها ثلاثة أنواع متواجدة بكثرة: الدولفين قاروري الأنف، الدولفين الأحدب، والدولفين الشائع.

وتعرف محلياً باسم “الدقس”، وتعتبر الدلافين حيوانات ذكية جداً وتتمتع بمهارات تواصل خاصة ومتميزة. والدلافين قارورية الأنف تتواجد في عدة موائل حول إمارة أبوظبي، بدءاً من المياه المفتوحة والمياه الساحلية إلى الشعاب الصخرية، وهي مخلوقات اجتماعية جداً وتبحث دائماً عن صحبة أنواع الدلافين الأخرى أو البشر.

ثم نرى طائر الغاق السوقطري، وذكر آل عبدالسلام أنه على الرغم من أن الموطن الأصلي لطائر الغاق السوقطري هو الجزيرة العربية إلا أنه تم اكتشافه للمرة الأولى في سوقطرة وهي أرخبيل مكون من أربع جزر في المحيط الهندي، ومن هنا حصل على اسمه الذي اشتهر به، وتم التأكد عام 2005 بأن هذه الطيور تتكاثر على الجزيرة.

ويعتبره الصيادون وباء ويتشاءم الكثير منه، ولكن هذا الطير الجميل الذي يكسوه السواد صُنِّف الآن على أنه من الطيور المهددة بخطر الانقراض طبقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. لم يتبق إلا 14 من أصل 28 موقعاً تعشيش معروف لهذه الطيور، وتعتبر جزيرة بوطينة أحد هذه المواقع. وتسببت أعمال التنمية العمرانية التي كانت تتم بالقرب من مواقع التعشيش إلى تعريض هذه الطيور السوداء إلى خطر كبير.

تالياً نجد أبقار البحر، وأوضح عبد السلام أن جزيرة بوطينة تحتضن أحد أفضل مجموعات أبقار البحر وأكثرها حيوية في العالم. وتقضي حوالي 3000 من أبقار البحر فصل الشتاء في مياه أبوظبي، 65% منها تجول باحثةً عن الطعام داخل وحول جزيرة بوطينة. وتعد هذه أكبر كثافة عددية لأبقار البحر في العالم، مع ذلك فإن أبقار البحر مصنّفة على أنها مهددة بالانقراض.

صقر البحر

في نهاية الجولة حول مجسم جزيرة بوطينة يوجد شكل لواحد من طيور العقاب النساري، والذي قال عنه آل عبدالسلام إنه يعرف أيضاً باسم “صقر البحر” أو “نسر السمك”، وهو موجود في جميع القارات ما عدا القارة القطبية الجنوبية، ولكن يصعب تحديد موطنها الأصلي حيث أنها تتكاثر فقط في البحر الأحمر، والخليج العربي، وخليج عمان. وتعد جزيرة بوطينة أحد المعاقل الأساسية لطيور العقاب النساري في دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
كما يتضح من الأسماء الأخرى له، تعتبر طيور العقاب النسارية صائداً ماهراً للسمك، وتقضي معظم حياتها على السواحل تحوم أو تدور على ارتفاعات متوسطة، ثم تهبط بأقدامها أولاً لتخطف السمك من على سطح الماء، ما يضطرها أحياناً أن تنغمر في الماء كلياً قبل أن يتسنى لها الإمساك بفريستها بمخالبها الطويلة، ثم الطيران إلى منطقة جافة لتستمتع بطعامها، وعلى الرغم من طبيعتها القاسية والمفترسة فإن طيور العقاب النساري تتزاوج وتعيش مع أزواجها مدى الحياة، وتعتبر مخلوقات اجتماعية جداً مقارنة بمثيلاتها. ويشار إلى أن أكثر من 75% من طيور العقاب النسارية في منطقة الخليج العربي موجودة في أبوظبي.

وعند انتهاء الجولة يمكن للزائر التوجه إلى قاعة السينما البيئية والتي تعرض أفلاماً قصيرة لا تتجاوز مدتها خمس دقائق، وتقدم لأشكال الحياة البيئية المختلفة داخل الجزيرة. والتصويت لجزيرة بوطينة عبر الشبكة العنكبوتية يتم بمساعدة المتطوعات داخل القبة، أو عبر إرسال رسالة نصية قصيرة تحتوي على كلمة “بوطينة” إلى الرقم 3888.

المتأهل الوحيد

تعتبر جزيرة بوطينة، الواقعة على بعد نحو 130 كيلومتراً غرب أبوظبي، من المناطق الأساسية ضمن محمية مروح للمحيط الحيوي البحري بحسب ما حددتها منظمة اليونسكو، علماً بأنها أول محمية للمحيط الحيوي البحري في المنطقة. وتقع جزيرة بوطينة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، وهي مغلقة أمام الجمهور. وقد كان هذا الأمر عاملاً حاسماً في حمايتها من الآثار السلبية لأنشطة التنمية وغيرها من التدخلات البشرية، والسماح لها بأن تزدهر بسلام. كما تعد بوطينة موطناً طبيعياً لبعض أنواع الشعاب المرجانية الفريدة، وأشجار القرم، وسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، وأبقار البحر، والدلافين، وطيور العقاب النساري والغاق السقطري. وهي المتأهل الوحيد إلى نهائيات مسابقة اختيار عجائب الطبيعة السبع الجديدة من منطقة الخليج العربي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©