الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آسيا: تأجيل رحلة أوباما... واتساع نفوذ الصين

آسيا: تأجيل رحلة أوباما... واتساع نفوذ الصين
5 أكتوبر 2013 22:09
يطرح قرار أوباما بتعليق زياراته القصيرة لبعض دول آسيا التي كانت مقررة خلال الشهر الجاري أسئلة إقليمية كثيرة حول المصير?،? الذي آلت إليه خطة واشنطن التي تستمر عامين لإعادة التوازن في العلاقات السائدة في المنطقة، وهي الخطة التي حظيت بمباركة حلفاء أميركا مثل اليابان والفليبين بسبب التألّق المتزايد لنجم منافستهما الكبيرة الصين وتعاظم نفوذها في آسيا. وعقب الإغلاق الجزئي للوكالات الحكومية الفيدرالية هذا الأسبوع، عمد أوباما إلى إلغاء زيارتيه للقاء كل من رئيسي ماليزيا والفليبين. ولا زال في حيرة من أمره حول ما إذا كان سيشارك في اللقاءات الاقتصادية التي ينتظر تنظيمها في بعض دول آسيا الأخرى. وقد أعربت كل من ماليزيا والفليبين عن تفهّمهما لمبررات هذا التغيير الطارئ على الأجندة، إلا أن المحللين الإقليميين يقولون: إن إلغاء الزيارة هو بمثابة رسالة واضحة المعاني تفيد بأن رئيس الولايات المتحدة لم يعد يهتم بنفوذه في تلك المنطقة، ولا مانع لديه في تقديم الدعم لدور الصين فيها. واعتبر سين كينج النائب الأول لرئيس شركة «بارك ستراتيجيك» في نيويورك وتايبيه: «لا يشكل هذا القرار فرقاً استراتيجياً كبيراً بالنسبة لماليزيا، ولكنه يمثل ضرراً عظيماً للفليبين طالما أن مانيلا ما فتئت تلعب دور محور العجلة في النفوذ الأميركي في آسيا. ولاشك أن إلغاء الزيارة هو فرصة ضائعة». ومن أجل التعميم والتوضيح أكثر، يمكن لدول قوية وحليفة للولايات المتحدة في المنطقة وصامدة في وجه النفوذ الصيني مثل اليابان وكوريا الجنوبية، أن تفهم إلغاء زيارة أوباما على أنه يمثل إشارة جديدة على تراجع اهتمامه باستعادة النفوذ الأميركي والتوازن الاستراتيجي في آسيا عقب بروز قضايا محلية عاجلة أخرى جعلت أضخم قارة في العالم لا تحظى بالأولوية في اهتمامات إدارة أوباما. ويرى محللون أن دول آسيا لم تعد متأكدة من أن النفوذ الأميركي في القارة يمكن أن يفعل فعله المباشر في وجه تمدد النفوذ الصيني. ولاشك أن هذا التحول يصبّ في مصلحة تعاظم نفوذ أضخم كيان عسكري واقتصادي في آسيا (الصين) التي يتابع زعماؤها باهتمام مظاهر التراجع المتواصل للطموحات السياسية الجغرافية لواشنطن. ويقول «لين تشونج- بين» أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة تامكانج في تايوان: «إن عودة الأميركيين إلى آسيا لا يمكن أن تستمر إلى الأبد بسبب عدم وضوح الرؤى الاقتصادية والسياسية المحلية في الولايات المتحدة. والآن يتحتم على الدول الجارة للصين أن تعيد تقييم أوضاعها. ولاشك أنها ستفعل ذلك على نحو متدرّج وبالاتجاه الجديد». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون قد أوعزت عام 2011 بضرورة الدفع نحو استعادة النفوذ في آسيا من أجل تقوية التحالفات العسكرية والاقتصادية في المنطقة. وهي خطة ساد الاعتقاد وقتئذٍ بأنها تستهدف جس نبض القوة الصينية المتعاظمة. وما لبث الصينيون أن احتجّوا على هذا التدخّل السافر من طرف صنّاع القرار السياسي في الولايات المتحدة في شؤونهم الإقليمية. وبعد كلينتون عبّر جون كيري، مطلع العام الجاري عن اهتمامه بقضية استعادة التوازن الاستراتيجي في آسيا من خلال شهادته في الكونجرس. والآن يقول الخبراء إن يدي أوباما باتتا مشلولتين. وحتى لو قرر إعادة تركيز اهتمامه على آسيا، فإن تعقيدات الصراع السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على جلّ اهتماماته. وأدت الانقسامات داخل الكونجرس بشأن مشروع القرار المتعلق بضمان الرعاية الصحية إلى التوقيف المؤقت لخدمات الوكالات الحكومية الفيدرالية يوم الثلاثاء الماضي لأول مرة منذ 17 عاماً. وتقول مصادر البيت الأبيض: إن أوباما ألغى رحلته إلى آسيا بسبب هذه التطورات المحلية الخطيرة.وتقرر في نهاية المطاف أن يقوم كيري بزيارة إلى ماليزيا والفيليبين بدلاً من أوباما. يحدث هذا في وقت لا يزال فيه أوباما يفكر فيما إذا كان سيتمسك بحضوره هذا الشهر في مؤتمري «التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادي» الذي سيعقد في إندونيسيا، و«مؤتمر زعماء جنوب شرق آسيا» الذي سيعقد في بروناي. ولا شك أن بوادر انحسار النفوذ الأميركي في آسيا ستشجع بعض دول جنوب شرق آسيا مثل فيتنام، على تمتين علاقات التعاون مع الصين. وعلى رغم أن فيتنام لا تثق ببكين إلا أنها لا تتوقف عن إجراء المفاوضات معها حول العديد من القضايا المهمة. ويقول خبراء: إن هذا التحول قد يرسم رؤى مستقبلية جديدة تبرز فيها بكين كطرف تمكن من انتزاع دور واشنطن في مجال تمتين الروابط مع الدول المجاورة، وهو ما يمثل انتشاراً لنفوذ دولة شيوعية في المنطقة. ويلخص كارل بيكير مدير البرامج في منتدى المحيط الهادي للدراسات الاستراتيجية والدولية كل ذلك بكلمة واحدة، حيث يقول: «يبدو وكأن الصين تقول لنا: نحن على ثقة تامة بما نفعله». رالف جينينجز محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©