الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استنفار الجيش اللبناني لمواجهة أي اضطرابات

استنفار الجيش اللبناني لمواجهة أي اضطرابات
27 فبراير 2008 03:36
انعكست تداعيات فشل اللقاء الثالث لممثلي الأكثرية والمعارضة برعاية أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في البرلمان اللبناني في التوصل إلى تسوية للأزمة اللبنانية توتراً أمنياً وسياسياً وسط تحذيرات خارجية متتالية من مخاطر انزلاق الوضع المتأزم في لبنان إلى صدامات دموية في الشارع· فما ان غادر موسى بيروت حتى اضطرب الشارع اللبناني ووقعت صدامات متفرقة بين أنصار فريقي الأكثرية والمعارضة في أكثر من منطقة، سارعت وحدات الجيش التي وضعت في حالة طوارئ دائمة الى التدخل والعمل على تطويقها، وفرضت حظراً على تداولها إعلامياً، خصوصاً ان البلاد تغلي على نار الفتنة الطائفية حيناً، وعلى تفاقم أزمة الغلاء وانفلات الأسعار بدون حسيب أو رقيب حيناً آخر· وذكرت مصادر عمالية مسؤولة لـ''الاتحاد'' أن النقابات العمالية تعد العدة لتحرك واسع خلال شهر مارس المقبل تحت شعار ''الدفاع عن لقمة العيش'' وأوضحت ان التحرك قد لا ينتهي إلا بإسقاط الحكومة الحالية· وعلمت ''الاتحاد'' ان القيادات السياسية العليا أخذت التحذيرات العمالية على محمل الجد، وقد تبادر الحكومة الى تلبية بعض المطالب للنقابات خصوصاً تلك التي تتعلق بالرغيف والكهرباء لتنفيس الاحتقان· وحذرت مصادر دبلوماسية عربية من جهتها من خطورة الوضع القائم في لبنان، وأكدت لـ''الاتحاد'' أن لا حل للازمة اللبنانية ما لم تسوَّ العلاقات بين عدد من الدول العربية، ونبهت إلى ان فشل القمة العربية المقبلة قد يكون مفصلاً أساسياً في تفاعل الوضع في لبنان· وقال عضو تكتل ''التغيير والإصلاح'' النائب نبيل نقولا (معارضة) ان الاجتماعات الرباعية حددت الأمور الخلافية، لافتاً الى ان فريق الموالاة غير ناضج لأن يشارك أحداً في الحكم· واستبعد حل الازمة قبل القمة العربية، معتبراً ان هناك من لا يريد قمة عربية نظراً لوجود خلافات عربية - عربية ليس للبنان علاقة بها· وكشفت مصادر شاركت في ''اللقاء الرباعي'' لـ''الاتحاد'' أن الاجتماعين اللذين رعاهما موسى، عمّقا الخلافات وأضافا الى عقد الحل، تفاصيل لم تكن في الحسبان، ففضلاً عن توزيع عدد الوزراء مثالثة بين الفريقين، نشب خلاف آخر حول توزيع الحقائب الوزارية السيادية وهي (الخارجية، المالية، الدفاع، الداخلية) حيث أضيف الى هذه الحقائب (العدل والتربية)، ثم ما لبثت أن اتسعت رقعة الخلاف الى قانون الانتخاب، وثار نقاش حاد حول ترجمة قانون 1960 الذي ينص على اعتماد القضاء دائرة انتخابية· من ناحيته أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط مجددا عن حرص مصر البالغ على إنهاء وتسوية الازمة اللبنانية في أقرب وقت ممكن بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة لاسيما في ضوء الاهمية التي يكتسبها هذا الموضوع وارتباطه بنجاح القمة العربية المقبلة مشيرا الى انه من المهم ان تتهيأ الأجواء الملائمة لعقد قمة يتم خلالها بعث قضايا أخرى بعد ان تكون الأزمة اللبنانية قد وجدت طريقها الى الحل· وأكد أبوالغيط لوزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة خلال لقائهما أمس بالقاهرة دعم مصر للجهود المخلصة التي تبذلها الحكومة اللبنانية ورئيسها والجيش اللبناني للحفاظ على الاستقرار في لبنان· كما أكد أهمية تحلي كافة الأطراف بضبط النفس وعدم الانزلاق الى اية أعمال قد تؤدي الى المواجهة أو التصعيد· وحول العقبات الحالية أمام التوصل لمخرج للأزمة السياسية في لبنان قال حمادة ان القضية ليست مسألة حسابات أو رياضيات سياسية وانما قضية مصير لبنان· واعتبر ان المعارضة اللبنانية ومن ورائها سوريا وايران تحاول وضع اليد على آخر المؤسسات الشرعية اللبنانية· فبعد ان أصبحت الرئاسة شاغرة وبعد ان أقفل مجلس النواب تحاول الان وضع اليد على الحكومة بأساليب مختلفة منها ما يسمى بالثلث الضامن ومحاولة فرض شروط على رئيس الجمهورية وتحويله الى مجرد صنم في التركيبة الحكومية الرئاسية في لبنان وهو ما لا يمكن ان تقبله الاكثرية فضلا عن كونه لا يتلاءم مع المبادرة العربية·وحول مصير المبادرة العربية قال حمادة لانزال نعول كثيرا على هذه المبادرة وعلى جهود الأمين العام للجامعة الذي أتعبناه كثيرا وكذلك على جهود الدول العربية الحريصة على استقلال لبنان·
المصدر: بيروت-القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©