الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

برونزية الغافري

10 أكتوبر 2011 22:53
تركت البرونزية التي حصدها نجم منتخبنا للسباحة محمد الغافري في منافسات الجولة الأولى لكأس العالم فينا- أرينا التي استضافتها الإمارات مؤخراً، في مجمع حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الأبواب مفتوحة أمام تحقيق المزيد من الإنجازات في الألعاب الفردية والجماعية، خاصة السباحة الإماراتية التي فتحت بهذا الإنجاز أبواباً كانت مقفلة ومغيبة بفعل فاعل، وإمكانية وقدرة أبناء الإمارات على المنافسة وتحقيق إنجازات ليس فقط على المستوى الخليجي والعربي، وإنما على المستوى الآسيوي والعالمي متى ما آمن القائمون على الرياضة بقدرات ابن الإمارات، وإذا ما توافرت أمام اللاعبين الموهوبين الفرصة لتقديم ما يعتقده البعض مستحيلاً.
لقد عانت رياضة الإمارات باستثناء كرة القدم طوال العقدين الماضيين التهميش وقلة الدعم وعدم الثقة فيها، وظل فاقدو الثقة من الإداريين والمسؤولين يبثون الإشارات السلبية إلى أجيال متلاحقة من الرياضيين، وأوهموا الجميع بأنه لا مجال أمام الموهوبين من اللاعبين لمقارعة اللاعب في أوروبا أو في شرق آسيا مثلاً، بحجة الفوارق الجسدية والبدنية، وغيرها من المؤثرات السلبية التي أفقدتنا الثقة في أنفسنا، وفي قدرات أبنائنا، لا بل ذهب البعض إلى وجهات نظر متطرفة وتدخل في الجينات الوراثية الضعيفة لابن الإمارات، ونسي أو تناسى كيف بنى ابن الإمارات دولته في 40 سنة، وتجاوز بها دولاً وحضارات عمرها يصل إلى آلاف السنين وهنا تكمن المعجزة الحقيقية والإنجاز الحقيقي.
لقد عشنا سنوات طويلة غير قادرين على أن نحلم ونخطط بالشكل الصحيح، أو نأمل في يوم من الأيام أن يحصد نجم من نجوم الإمارات ميدالية أو مركزاً متقدماً أو مكاناً بارزاً على منصات التتويج، فأصبحنا على الهامش ودون تفاصيل تساعدنا على إعادة رسم الحلم من جديد، وتاهت رياضة الإمارات بأيدي الخبراء والمسؤولين الفاشلين قاصري النظر المتعلقين بكراسيهم في الاتحادات والأندية وكذلك في الهيئة واللجنة الأولمبية، وما يزيد الطين بلة تلك التصنيفات العقيمة التي تتخذها الهيئة الموقرة وكذلك اللجنة الأولمبية في الإمارات، كشرط للمشاركة بالنسبة للألعاب والاتحادات باستثناء كرة القدم، وهي نتائج المنتخبات التي على ضوئها تحدد مشاركة كل لعبة في البطولات ابتداء من البطولات العربية صعوداً إلى الآسيوية ومن ثم العالمية، وعلى ضوء تلك النتائج تصرف الميزانيات للاتحادات التي لا تكاد تغطي مصاريف لعبة جماعية، إذا ما قررت المشاركة في بطولة من بطولات مجلس التعاون.
إن برونزية الغافري العالمية في بطولة العالم للسباحة، هي صفعة قوية في وجوه الخبراء المنتفعين وقبلها صفعة لعلها تكون إيجابية في وجه المسؤول الذي لا يستطيع أن يدرك أن التخطيط السليم والأفكار العظيمة، وبناء الرياضيين بدنياً ونفسياً والمحاولات الجادة قادرة على تحقيق الإنجازات حتى لو كانت على المستوى العالمي.
إن ميدالية واحدة على المستوى العالمي قادرة على إعادة النظر في نقاط عديدة، أولاها أن تكون الإدارة الجيدة في المكان المناسب وأن لا يترك الحبل على الغارب، حتى لو كلفنا هذا إعادة النظر في شكل الانتخابات الرياضية لاتحاداتنا الرياضية.


إبراهيم العسم | alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©