مكين يسحب تصريحه بأنه سيخسر الانتخابات بسبب العراق

سحب المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الاميركية في شهر نوفمبر المقبل جون ماكين مساء أمس الأول تصريحاً قال فيه إنه سيخسر أمام منافسه الديمقراطي إذا لم يقنع الأميركيين بأن جيش بلادهم يحقق نجاحاً في حرب العراق، فيما يركز الديمقراطيون على تكاليف العمليات العسكرية كي يهزموه· وقال لصحفيين يرافقونه في حملته الانتخابية ''من غير المعتاد ان أسحب تصريحا أدليت به· لم أقصد أنني سأخسر الانتخابات بل قصدت أن الحرب قضية مهمة لدى الناخبين الأميركيين''· وفيما يدعو المرشحان المتنافسان على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي الأميركي المعارض لانتخابات الرئاسة باراك أوباما وهيلاري كلينتون الى سحب القوات الاميركية من العراق، كرر ماكين تحذيره من أن سحبها قبل الاوان سيكون بمثابة ''استسلام للمتطرفين''· وذكَّر بأن هناك قوات أميركية متمركزة في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية منذ نهاية منتصف القرن الماضي· وصرح بأن العراق حقق خطوات مهمة على طريق الامن والاستقرار السياسي منذ زيادة تلك القوات العام الماضي· وقال ''سننجح في العراق وسيتولى العراقيون مسؤولياتهم· سينسحب الامريكيون، لكن قد يكون ترتيب أمني للمستقبل البعيد في العراق مثلما هو الحال في دول عديدة أخرى''· من ناحية أخرى طلب الحزب الديمقراطي المعارض من الحكومة الاميركية التحقيق فيما إذا كان مكين المرشح قد انتهك قوانين تمويل الحملة الانتخابية بتخطي السقف المحدد بنحو 50 مليون دولار الذي وافق على الالتزام به حين تقدم العام الماضي للحصول على دعم مالي من الدولة· كما بدأت المنظمات والجماعات الديمقراطية حملة إعلانات وجهود شعبية تكلفتها 20 مليون دولار لهزيمة ماكين في انتخابات الرئاسة بالتركيز على تكاليف الحرب المتصاعدة وتأثيرها على الاقتصاد الأميركي المتدهور· قال منسق الحملة عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون إدواردز في مؤتمر صحفي عبر الأقمار الصناعية من ولاية كارولاينا الشمالية ''لا يفهم الناس سبب إنفاقنا 500 مليار دولار على العراق والرقم في تزايد، فيما يوجد 40 مليون أميركي بلا تغطية صحية ويعيش 37 مليون أميركي تحت حد الفقر''· وأضاف ''هذا موضع قلق كبير وذعر ينتشر بين معظم الأميركيين بشأن أمنهم الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بأسعار البنزين والصحة والدراسات الجامعية والقروض العقارية''· وأضاف ''سيكون أمام الشعب الاميركي خيار واضح جداً في الخريف المقبل: إما ديمقراطي يضع نهاية لهذا الشيء أو السناتور جون ماكين الذي سيواصل الحرب''· وقال مؤسس جماعة من قدامى المحاربين معادية للحرب يُدعى جون سولتز إن جماعته ستعمل بكل جدية لكى تضمن عدم انتخاب ماكين لأن ''سياسته تجاه العراق لا تختلف عن سياسة (الرئيس الأميركي) جورج بوش''· وتشمل ''حملة العراق ''2008 بث رسائل وإعلانات عن كلفة الحرب وأثرها على المستوى المحلي في جميع أنحاء الولايات المتحدة· في غضون ذلك توقعت وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' أن يكون لها 140 ألف جندي في العراق في شهر يوليو المقبل بعد سحب 5 ألوية مقاتلة، أي إبقاء 8 آلاف جندي من التعزيزات الإضافية المرسلة العام الماضي والبلغ قوامها 30 ألف جندي· وسيكون هذا العدد أكبر من عدد القوات الامريكية قبل أن تبدأ واشنطن في إرسال قوات إضافية هناك العام الماضي· وقال مدير العمليات في رئاسة أركان الجيوش الأميركية المشتركة اللفتنانت جنرال كارتر هام خلال مؤتمر صحفي في واشنطن ''إن مستويات القوات تعتمد فعليا على الظروف وتحددها متطلبات المهمة وتقييم القادة على الأرض·'' وكان هناك نحو 132 ألف جندي في العراق قبل أن يأمر بوش بإرسال نحو 30 ألف جندي إضافي·