السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجابر: الإمارات حريصة على مواجهة تحديات الطاقة وتغير المناخ

الجابر: الإمارات حريصة على مواجهة تحديات الطاقة وتغير المناخ
11 أكتوبر 2011 09:36
جنيف (وام) - بدأت أمس أعمال الدورة الثالثة من “المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل 2011” بمشاركة “مصدر”، والتي افتتحها فخامة ميشلين كالمي ري رئيسة الاتحاد السويسري، بحضور وفود من أبوظبي وعدد من الدول الأوروبية، وذلك في مركز بال إكسبو بجنيف في سويسرا. حضر حفل افتتاح المنتدى، الذي يعقد تحت شعار “تمكين الابتكار من أجل عالم مستدام”، الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”، وبيير فرانسوا أونجر مستشار الاقتصاد والصحة نائب رئيس مجلس الدولة في جنيف، وفابريسيو هيرنانديز بامبالوني وزير الدولة لشؤون الطاقة في إسبانيا، وعبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الامارات لدى الأمم المتحدة في جنيف. وأكد الجابر، في كلمته بالمنتدى، أن دولة الإمارات، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، حريصة على المساهمة في تعزيز الحوار والتعاون على المستويات كافة، وذلك بهدف رفع كفاءة الاستجابة العالمية للتحديات التي نواجهها على صعيد الطاقة وتغير المناخ. وأوضح الجابر أنه على مدى العقود الخمسة الأخيرة، رسخت دولة الإمارات مكانتها كأحد أهم مزودي الطاقة عبر تصدير النفط والغاز، مساهمةً بذلك في دعم النمو الاقتصادي وازدهار الأمم في مختلف أنحاء العالم. وأضاف “اليوم، تسعى من خلال (مصدر)، إلى مواصلة هذا الدور الاستراتيجي في المستقبل، وذلك عبر المساهمة في تطوير حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة”. وقال الجابر “المنتدى يجمع تحت مظلته الخبراء وصانعي القرار من مختلف القطاعات، بما فيها الحكومية والصناعية والمالية، لتبادل المعارف والتجارب وتعميق أواصر التعاون في ما بينهم، سعياً لإيجاد حلول للتحديات الملحة التي تواجهنا على صعيد ضمان أمن الطاقة والتصدي لتداعيات تغير المناخ، ونتطلع قدماً إلى مساهماتكم القيّمة، وكلنا ثقة من أنها ستثري الحوار الذي سيدور خلال الأيام الثلاثة المقبلة. وأضاف الجابر “العالم شهد الكثير من التطورات في الآونة الأخيرة، وأمامنا الآن عدد من التحديات الجديدة التي ينبغي دراستها بتمعن، بما في ذلك حادثة مفاعل فوكوشيما، والصعوبات الاقتصادية التي تواجه العديد من الأسواق العالمية، وفي ضوء هذه المستجدات، تكتسب جهودنا مزيداً من الأهمية سواء في هذا المنتدى أو في “القمة العالمية لطاقة المستقبل”. فقد آن الأوان كي نكثف جهودنا المشتركة، وأن نعزز العمل وصولاً إلى الحلول المنشودة”. وأشار إلى الجهود التي تبذلها العديد من الحكومات، لا سيما في أوروبا، لإعادة التوازن إلى ميزانياتها، وذلك من خلال خطوات تشمل تحديد الأولويات وخفض الإنفاق. واستدرك بالقول “لكن ينبغي الانتباه إلى أن تقليص الإنفاق وحده لن يؤدي إلى الغاية المطلوبة، إذ إن أي خطة فعّالة يجب أن تركز أيضاً على تحقيق النمو، وهنا تحديداً، يتبين الدور الحيوي لقطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، فمن خلال التركيز على مزيج متنوع من مصادر الطاقة والاستثمار في تطوير التقنيات النظيفة، يمكننا ضمان أمن الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في آن معاً، فضلاً عن إيجاد المزيد من فرص العمل وتعزيز النشاط الاقتصادي”. وأضاف الجابر “علينا المساهمة في تقديم حلول فعّالة تستجيب للتحديات الاقتصادية والبيئية على حد سواء، كما توجد أمامنا فرصٌ مهمة لتحقيق استثمارات مجدية، فقد شهدت الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2010 زيادةً بنسبة 35% في حجم العائدات العالمية من الوقود الحيوي والطاقة الشمسية وطاقة الرياح”. واكتسب القطاع اهتماماً متزايداً في أنحاء العالم كافة، حيث أخذت مختلف الدول بالتحرك للاستفادة من المزايا الاقتصادية لأسواق الطاقة المتجددة. وقال الجابر “يمكن للحكومات القيام بدور فاعل من خلال تطوير السياسات والتشريعات المحفزة لنمو القطاع، وذلك بما يشجع استثمارات القطاع الخاص في مجال الأبحاث والتطوير والابتكار، حيث إن تحقيق التقدم التكنولوجي يساعد المناطق التي ترتفع فيها تكاليف الإنتاج، مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، على الاستفادة من المزايا الاقتصادية الناجمة عن تصنيع التكنولوجيا المتقدمة”. وأضاف “بدأ الإحساس بالمسؤولية والواجب تجاه العمل على بناء مستقبل الطاقة يكتسب زخماً إضافياً، وازداد الوعي بأن مستقبل الطاقة يرتبط مباشرة بالجهود التي تبذلها كل من الحكومات والقطاع الخاص، ورغم التقدم الذي أحرزناه حتى الآن، لا يزال أمامنا الكثير من العمل”. وأكد الجابر أن دولة الإمارات، وبفضل الرؤية السديدة للقيادة الحكيمة، تركز دوماً على مدّ جسور التعاون والتواصل، إذ إن اعتماد نهج الحوار وتضافر الجهود، كفيلٌ بتحقيق الأهداف والغايات المنشودة. وشارك دانيال كالديرون رئيس قسم تطوير الأعمال في مصدر للطاقة بجلسة حوارية بعنوان “استكشاف أقصى حدود الإبداع.. عصف الأفكار”، تحدث خلالها مسؤولون عن محطة “خيماسولار” التي نفذتها “توريسول إنرجي” المشروع المشترك بين “مصدر، وسينير” والتي تعد أول محطة تجارية للطاقة الشمسية المركزة في العالم. كما شارك في الجلسة إنريكه سينداجورتا جومينديو رئيس توريسول إنرجي، وقامت “مصدر” بإلقاء الضوء على اثنتين من شراكاتها مع قادة التكنولوجيا النظيفة مشروع توريسول إنرجي المشترك الذي باشر في مايو 2011، وتشغيل محطة “خيماسولار” للطاقة الشمسية المركزة في إشبيلية بإسبانيا بطاقة إنتاجية تبلغ 19,9 ميجاواط وشراكتها مع “دونج وإي أون” في مشروع” مصفوفة لندن” الذي يجري العمل حالياً على إنجاز المرحلة الأولى منه بطاقة إنتاجية تبلغ 630 ميجاواط عند مصب نهر التيمس. ويقوم “صندوق مصدر الأول للتقنيات النظيفة 1” بتسليط الضوء على استثماراته الاستراتيجية في شركات الطاقة المتجددة “يوروبلازما” في فرنسا وسولتكتشر” في ألمانيا. واستمع المشاركون في اعمال المنتدى الى شرح مفصل حول محطة خيماسولار” للطاقة الشمسية المركزة في إشبيلية بإسبانيا التي افتتحها جلالة الملك خوان كارلوس الاول عاهل اسبانيا والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤخراً، بهدف الإسهام الفاعل في تعزيز أمن الطاقة العالمي عبر تعميم جدوى الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وبما يحقق توازن المصادر واستدامة الموارد اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية كافة. وأشاد العديد من المشاركين في المنتدي بإنجاز محطة “خيماسولار” للطاقة الشمسية المركزة والتي تعد أول محطة للطاقة الشمسية في العالم قادرة على إمداد الشبكة بالكهرباء على مدار 24 ساعة دون انقطاع في مدينة إشبيلية في إسبانيا. ووصفوا الإنجاز لدولة الإمارات بانه انجاز مهم لخدمة قطاع الطاقة المتجددة مع عدد من بلدان العالم وبالشراكة مع المؤسسات الدولية ذات الخبرة والسمعة العالمية في مجال الطاقة من أجل تكريس قدرة دولة الامارات على ان تكون مركزاً عالمياً لمستقبل حلول الطاقة النظيفة. واكدوا اهمية نجاح “مصدر” بالعمل مع الآخرين لإيجاد مصادر مستقبلية للطاقة، وقالوا ان مبادرة “مصدر” مهمة جدا في تعزيز العلاقات الدولية في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والجهود الهادفة لضمان أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ. وتم خلال المنتدى إلقاء الضوء على شركة توريسول للطاقة التي تأسست بوصفها مشروعا مشتركا بين “مصدر” وسينير، باعتبارها تكنولوجيا متقدمة ومبتكرة للطاقة الشمسية كخطوة في هذا المشروع غير مسبوقة وبحقوق ملكية فكرية خاصة لاستخدام هذه الحلول على نطاق تجاري عالمي. واستمع المشاركون في المنتدى الى شرح مفصل عن الخصائص التشغيلية والأهمية التكنولوجية للمحطة وموقعها الممتد على مساحة 185 هكتاراً مكونا من 2650 مرآة تعكس أشعة الشمس إلى برج مركزي بارتفاع 140 مترا، قدمها ممثلون عن شركتي مصدر وتوريسول إنرجي. ونالت شركة “توريسول إنرجي” التي تقوم بالتطوير التجاري وإدارة الإنشاءات وتشغيل محطات الطاقة الشمسية المركزة حول العالم بتعرفة مضمونة لمدة 25 عاماً من قبل الحكومة الإسبانية، كما تقوم بتطوير محطتين إضافيتين هما “فالي 1” و”فالي 2” بالقرب من مدينة قادش الاسبانية وستعتمد المحطتان واستطاعتهما 50 ميجاواط على عاكسات القطع المكافئ. ومن المتوقع أن تقدما إنتاجاً صافياً من الطاقة الكهربائية يبلغ 160 جيجاواط سنويا، أي ما يعادل معدل استهلاك 40 ألف منزل وستساعد هاتان المحطتان على الحد من انبعاثات 90 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، ومن المقرر أن تباشرا العمل بنهاية العام الحالي. وستساعد المحطتان اسبانيا على تحقيق أهداف خطة “أوروبا 2020 للمناخ والطاقة”، التي ترمي إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بمعدل 20 بالمائة وزيادة استخدام الطاقة من الموارد المتجددة بمعدل 20 بالمائة وخفض الاستهلاك الرئيسي للطاقة بمعدل 20 بالمائة عبر تعزيز كفاءة الاستهلاك. وتم في عام 2008 ترتيب تمويل بقيمة 171 مليون يورو عبر السوق المفتوح لإنشاء محطة خيماسولار، وتم ذلك بقيادة “بانكو بوبيولار” و”بانيستو” وإنستيتو دي كريديتو أوفيسيال. وقدم بنك الاستثمار الأوروبي 90 مليون يورو من حجم التمويل، كما تم ترتيب مبلغ 540 مليون يورو من قروض تمويل المشاريع لإنشاء محطتي “فالي1” و”فالي2”. ويؤكد جمع هذه المبالغ لصالح تكنولوجيا تعد الأولى من نوعها، وبهذا المستوى التجاري على ما توفره شركة “مصدر” من إمكانات عبر تعاونها مع شركاء تكنولوجيين يتمتعون بالقوة والجدارة، وقد انطوى الدعم المقدم من قبل بنك الاستثمار الأوروبي على أهمية فائقة أيضا لتطوير المشروع. ويقدر الاستثمار الإجمالي في المحطات الثلاثة بنحو 5,13 مليار درهم “ 1,4 مليار دولار”. ويشمل برنامج المنتدى أيضا معرض “التقنيات النظيفة” الذي يتيح للشركات التي لديها أفكار وتقنيات مبتكرة فرصة تسليط الضوء على أحدث أفكارها وخدماتها وستعرض الشركات منتجاتها وخدماتها المبتكرة أمام المشترين المهتمين على مدى اليومين المقبلين. وبالإضافة إلى تحديد التقنيات القادرة على إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة المتجددة والطرق العملية لتطبيقها، سيسلط المنتدى الضوء على القلق الدولي المتزايد بشأن تغير المناخ ما يعكس أهمية توفير مصادر جديدة للطاقة مع تعزيز كفاءة الموارد الحالية وإدارتها. يذكر أن “مصدر” ستواصل الحوار والنقاش الذي يشهده المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل حين تستضيف الدورة السنوية الخامسة من “القمة العالمية لطاقة المستقبل” في الفترة 16 إلى 19 يناير 2012 في أبوظبي. وتم إطلاق “المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل” من قبل “مصدر” مبادرة أبوظبي متعددة الاوجه لتطوير وتطبيق وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والمملوكة بالكامل لشركة “مبادلة للتنمية” بهدف توفير منصة عالمية للتعاون والحوار. ويحظى المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل برعاية هيئة التجارة والاستثمار البريطانية الذراع العالمية التابعة للحكومة البريطانية لترويج التجارة. وتم تصميم المنتدى، بحيث يوفر منصة تجمع قادة قطاعي الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©