الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

دروس من الهجرة النبوية الشريفة

24 أكتوبر 2014 01:55
الدكتور يوسف جمعة سلامة كانت الهجرة النبوية الحدث الأهم في التاريخ الإسلامي، نظراً لأهدافها السامية وأبعادها الرشيدة ونتائجها المشرقة التي يستحضرها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مع مرور هذه الذكرى المجيدة في كل عام، لذلك أَرَّخُوا بها في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، ونحن نعيش في هذه الأيام مع عام جديد من أعوام الهجرة التي ارتضيناها تاريخاً لمسيرتنا، وقيداً نُقَيِّدُ به أعمالنا. ويجيء هلال المحرم من كل عام، ومع شعاعه الفضي يتذكر المسلمون ساعة الشدة والعسر، ساعة النضال والنصر، والإفلات من الأسر، تلك الساعة التي بلغ فيها الشرك غايته في تعذيب المسلمين وإيذائهم لصدهم عن دينهم، وإيذاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشتى الطرق والأساليب، حيث خرج - عليه الصلاة والسلام - بأمر ربه سبحانه وتعالى فراراً إلى الله بدينه، ولحاقاً بالمهاجرين من أصحابه الذين سبقوه إلى المدينة المنورة. حافز للمحافظة على المقدسات فالهجرة النبوية لم تكن هجراً للأوطان، وإنما كانت تمهيداً لاستعادة الأوطان، ولم تكن تخلياً عن المقدسات، وإنما كانت حافزاً للمحافظة على المقدسات. إن ساعات الشدة هي محك الرجال، ولقد كانت الهجرة شدة ظهرت فيها شجاعة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، فما ضعف وما لان، بل مضى ينفذ أوامر ربه سبحانه وتعالى، لذلك يجب علينا نحن المسلمين أن نتأسى بمواقفه - صلى الله عليه وسلم-، وقوته في الحق وثباته على الإيمان. وفي مستهل كل عام هجري تطالعنا ذكرى هجرة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم-، فتشرق في نفوس الملايين المسلمة شمس الإيمان من جديد، وتتراءى لهم صور الكفاح الأغرّ في سبيل الحق والعقيدة، فكل خير أصابه المسلمون، وكل رشاد ظفرت به البشرية منذ هاجرت رسالة التوحيد إلى يثرب، إنما كانت ثمرة طيبة من ثمار هذه الهجرة المباركة، فبعد أن كان المسلمون يعيشون في المجتمع المكي تحت صورٍ شتى من الإرهاب والتعذيب، صار لهم وطن ودولة وكيان، ومن المناسب في هذه الأيام المباركة أن نقف عند بعض العبر والعظات التي نستلهمها من هذه الذكرى الإيمانية العطرة، ومنها: درس التفاؤل والأمللقد حرَّم الإسلام اليأس وأوجد الأمل، وحرَّم التشاؤم وأوجد التفاؤل، وهذا درس الأمل والتفاؤل نتعلمه من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة. فهذا سراقة بن مالك يلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليظفر بجائزة قريش مائة من الإبل، لمن يأتي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياً أو ميتاً، وعندما لحق سراقة بالنبي - عليه الصلاة والسلام، دعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فساخت أقدام فرسه في رمال الصحراء، ثم قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «كيف بك يا سراقة إذا لبست سوارى كسرى؟!»، (أسد الغابة في معرفة الصحابة 2/385)، وفعلاً عاد سراقة، ما الذي دفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا القول؟! وفارس والروم كانتا أعظم قوتين في الأرض، مثل: أميركا، وروسيا اليوم، الذي دفعه إلى ذلك هو إيمانه بربه، وثقته بنصره، وأمله في نصر الله للمؤمنين، وفعلاً تحقق ذلك، ونفذ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم، وأعطى سراقة سواري كسرى عندما فتح المسلمون بلاد فارس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©