السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي: «أيام الشارقة الثقافية» تعزز التواصل بين الشعوب

سلطان القاسمي: «أيام الشارقة الثقافية» تعزز التواصل بين الشعوب
6 أكتوبر 2013 14:24
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الشارقة وانطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية التواصل الثقافي وبناء الجسور المعرفية والفكرية بين الشعوب، دأبت منذ عقود عدة، على دفع التواصل الثقافي بين مجتمعات العالم المختلفة، للارتقاء بتفهم وتقبل الفروق بين جميع الثقافات، وتأكيد وحدة الإنسانية مهما اختلفت الأجناس والعرقيات، مشيراً سموه إلى أن الحضارة الإنسانية نسيج واسع، متعدد الأطياف تتفاعل فيما بينها بأنماط ونتائج تتباين مع اختلاف الزمان والمكان. جاء ذلك، في كلمة لسموه خلال حفل افتتاح فعاليات أيام الشارقة الثقافية في لشبونة الذي أقيم مساء الخميس الماضي في مبنى مؤسسة كالوشت غولبنكيان بالعاصمة البرتغالية لشبونة، بحضور معالي رووي ماشيت وزير الخارجية البرتغالي، والسفيرة لويزا باستوش دا ألميدا مستشارة رئيس جمهورية البرتغال للشؤون السياسية، ومعالي جورج بابريتو شفيير وزير الدولة المكلف بالثقافة. واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بقوله “يسرنا أن نعبر عن بالغ سعادتنا بالتواجد بينكم اليوم، وعن تقديرنا للحفاوة الشديدة التي نقابل بها منذ وصولنا إلى عاصمتكم الجميلة لشبون “. وأضاف سموه “نستحضر في أذهاننا ونحن معكم صوراً ومشاهد كثيرة تنبع من معرفتنا لتاريخ العلاقات العربية البرتغالية على مر العصور، صور ومشاهد تؤكد أن الحضارة الإنسانية نسيج واسع متعدد الأطياف تتفاعل فيما بينها بأنماط ونتائج تتباين مع اختلاف الزمان والمكان، فالحضارتان العربية واللاتينية سارتا على دربين متوازيين وتقاطعتا في كثير من الأحيان، وقدمتا القيم الراقية والرؤى الحديثة للعلوم والمعرفة خاصة خلال فترة وامضة في تاريخ البشرية، حيث كانت الأندلس واحة لتعايش الأديان والحضارات وانتشار المعرفة بين الشعوب وازدهار الآداب والفنون التي نرى تأثيرها حولنا حتى يومنا هذا”. الإنجازات الثقافية وقال “حين نتذكر تلك الفترة والقرون التي تلتها، نرى الإنجازات الثقافية والحضارية البرتغالية خاصة في علوم البحار وارتياد الآفاق إلى أفريقيا وآسيا والعالم الجديد نذكر منها خاصة التفاعل بيننا على مدى 150 عاماً تقريبا أثناء تواجدكم في العديد من المدن الساحلية في منطقتنا”. وأردف سموه قائلاً “وانطلاقا من إيماننا الراسخ بأهمية التواصل الثقافي وبناء الجسور المعرفية والفكرية بين الشعوب دأبنا منذ عدة عقود وحتى الآن على دفع التواصل الثقافي بين مجتمعات العالم المختلفة للارتقاء بتفهم وتقبل الفروق بين جميع الثقافات والتأكيد على وحدة الإنسانية مهما اختلفت الأجناس والعرقيات، نقيم كل عام المهرجانات والمعارض في العديد من المدن في الدول المختلفة تعرف بـ (أيام الشارقة الثقافية)”. وأضاف سموه: “يسعدنا أن نفتتحها اليوم في لشبونة، وهي تشمل هذه المرة معرض الخليج في الخرائط التاريخية، ومعرض فن الخط العربي والزخرفة، ومعرض تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعرض الفن التشكيلي ذي الأبعاد المتعددة، والعروض الخاصة بالفنون الشعبية بالإضافة إلى السياق العام للقاءات وتبادل الخبرات”. وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى أن كل هذه المعارض تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والقيم المتجددة، تعزز من الهدف الأساسي من أقامتها نسعد بتكرار تنفيذها يقينا منا بأن الحوار الثقافي بين الشعوب أجدى من أي خيار آخر. وقدم سموه، في ختام كلمته جزيل الشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاز هذه التظاهرة الثقافية متمنيا لهم جميعا التوفيق والنجاح. مبادرة قيمة من جهته، أعرب الدكتور ايميليو روي فيلار رئيس مؤسسة كالوشت غولبانكيان في كلمة له بهذه المناسبة عن عميق امتنانه وبالغ سعادته باختيار مدينة لشبونة لإقامة مثل هذه التظاهرة أيام الشارقة الثقافية التي تعد مبادرة قيمة في سبيل دعم العلاقات بين البلدين الصديقين وتحقيق التقارب بين الشعوب ومد جسور الصداقة والتعاون والمحبة فيما بينها. بعدها قام صاحب السمو حاكم الشارقة والوفد المرافق له والضيوف بجولة في المعارض الفنية والتراثية والتاريخية المصاحبة لأيام الشارقة الثقافية في لشبونة التي تعكس واقع المشهد الثقافي لدولة الإمارات بشكل عام ولإمارة الشارقة عاصمة العرب الثقافية لعام 1998 وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 على وجه الخصوص حيث استهل سموه الجولة بتفقد معرض مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة من الخرائط التاريخية النادرة التي توثق لمنطقة الخليج العربي في أزمنة متقدمة وبهذا يكون معرض مقتنيات سموه هو الأول من نوعه يستضاف في مؤسسة كالوشت غولبانكيان. وتجول سموه متفقداً معرض الفنون الذي اشتمل على عدد من اللوحات الحروفية والزخرفية أبدعها خطاطون إماراتيون وعرب مستخدمين فيها قواعد الخطوط العربية الأصيلة، ومنفذة بأساليب فنية عصرية إلى جانب تقديم عرض حي لفن الخط العربي من قبل الفنان الإماراتي خالد الجلاف. وتضمنت الأيام معرضا تراثياً عرضت من خلاله أنماطا متعددة من التراث الإماراتي الأصيل، والتي تعكس وجهاً مشرفاً لدولة الإمارات ولإمارة الشارقة بإرثها الحضاري المتميز كالأزياء والحلي والمصوغات الذهبية وأدوات الزينة والأواني والحياة الاجتماعية إلى جانب عروض موسيقية ولوحات الفنون الشعبية والأهازيج التقليدية قدمتها فرقة الشارقة للتراث الفني التابعة لدائرة الثقافة والإعلام. وضمت الأيام معرضاً خاصاً بمؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التاريخية والأدبية والتي ترجمت إلى العديد من اللغات. وبهذه المناسبة، تفضل حاكم الشارقة، بتقديم نسخ من أحدث مؤلفاته المترجمة إلى معالي رووي ماشيت وزير الخارجية البرتغالي، كما تفضل بتقديم مجسم سفينة الشارقة للدكتور ايميليو روي فيلار رئيس مؤسسة كالوشت غولبانكيان، بدوره أهدى الأخير كتاب “التراث البرتغالي حول العالم” إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، عرفاناً بجهود سموه في خلق الترابط وتحقيق التلاقي بين مختلف الثقافات. من جانبها، نقلت السفيرة لويزا باستوش دا ألميدا مستشارة رئيس جمهورية البرتغال للشؤون السياسية لصاحب السمو حاكم الشارقة بالغ شكر وثناء وتحيات رئيس جمهورية البرتغال لسموه على ما تفضل به من توجيه بإقامة أيام الشارقة الثقافية في البرتغال وبالتحديد في لشبونة هذه التظاهرة التي ستساهم وبشكل كبير على تعريف أفراد المجتمع البرتغالي بمجتمع وثقافة دولة الإمارات عن قرب. شهد حفل افتتاح أيام الشارقة الثقافية في لشبونة كل من صقر ناصر الريسي سفير الدولة لدى جمهورية البرتغال وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، ومحمد عبيد الزعابي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة، وعلي إبراهيم المري مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، وصالح الذيب الحميري قنصل عام دولة الإمارات في لشبونة، وعبدالعزيز المسلم مدير إدارة الشؤون الثقافية والتراث بدائرة الثقافة والإعلام، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، وعدد من السفراء العرب والأجانب ممثلي دولهم لدى جمهورية البرتغال وجمع غفير من المهتمين والأدباء والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام.
المصدر: لشبونة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©