الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بريجل.. أول ضحايا "خليجي 18"

بريجل.. أول ضحايا "خليجي 18"
21 يناير 2007 00:38
بات مدرب منتخب البحرين لكرة القدم الألماني بيتر هانز بريجل أول ضحايا دورة كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم، وكانت البحرين خسرت أمام السعودية 1-2 ضمن منافسات المجموعة الثانية، في مباراة طرد فيها البحرينيان محمد سيد عدنان ومحمد حسين· وأسند الاتحاد البحريني المهمة إلى مساعد المدرب، المحلي مرجان عيد· وكان الاتحاد البحريني تعاقد مع بريجل (51 عاماً) في مايو الماضي لمدة سنتين مقابل 400 ألف دولار سنوياً· رغم أن عبدالعزيز الاشراف مدير المنتخب البحريني بدا متحفظا للغاية في المؤتمر الصحفي ولم يكشف أي تفاصيل عن القرار، إلا أن ماحدث أنه تم عقد اجتماع حضره بريجل وجهازه الفني والإداري، وكل من الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة، والشيخ سليمان ابراهيم رئيس اتحاد الكرة، وثلاثة من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة متواجدون حاليا مع بعثة المنتخب، إضافة الى بعض اللاعبين الكبار في الفريق وبعد مناقشات طويلة تم انهاء العلاقة وديا بين الطرفين بعد اجتماع استمر حتى الثانية والنصف صباحا مع تكليف مساعد بريجل مرجان عيد بقيادة الفريق· وكان بريجل لاعباً دولياً ضمن تشكيلة منتخب ألمانيا الغربية في منتصف الثمانينات وشارك في كأس العالم 1986 في المكسيك حين خسرت المباراة النهائية أمام الأرجنتين بقيادة دييجو مارادونا، ولعب لأندية ألمانية عدة من الدرجة الأولى، وخاض 72 مباراة دولية سجل خلالها 4 أهداف· في الوقت الذي شكلت فيه إقالة بريجل من تدريب المنتخب البحريني مفاجأة لأوساط الكرة البحرينية والخليجية خاصة لجهة توقيت القرار الذي جاء قبل المواجهة المصيرية لـ ''الأحمر'' أمام المنتخب العراقي فإن القرار ربما كان متوقعاً بالنسبة إلى العارفين ببواطن الأمور في الكرة البحرينية الذين تنبأ كثيرون منهم بأن المدرب الألماني لن يكمل المشوار الخليجي وهو على رأس منصبه· وإذا ما استعرضنا مسيرة المدرب الألماني مع المنتخب البحريني التي استمرت نحو ستة أشهر فإننا سنجد أنها ملأى بالتناقضات والأمور المثيرة للجدل، بدأت منذ الإعلان عن قرار الاتحاد البحريني لكرة القدم بالتعاقد مع المدافع الدولي الألماني السابق، وهو التعاقد الذي كان مفاجئاً لأوساط الكرة البحرينية التي لم تجد في بريجل مقومات المدرب الكبير القادر على انتشال المنتخب البحريني من مستنقع النتائج السلبية التي طاردت ''الأحمر'' على مدى عامين متتالين، ورأى خبراء الكرة البحرينية آنذاك أن بريجل وإن كان لاعباً لامعاً في صفوف ''المانشافت'' إلا أن تاريخه في التدريب لا يشفع له بقيادة منتخب وصل إلى مستوى جعله من بين فرق ''الصفوة'' في الخليج·· وباتت في مرتبة أصحاب الحظوظ العالية في المنافسة على الألقاب إقليمياً وقارياً والمنافسة الجدية على التأهل إلى نهائيات كأس العالم الذي كان أقرب إلى ''الأحمر'' في المونديال الألماني· والواقع أن تاريخ بريجل التدريبي يقتصر على تدريب المنتخب الألباني ''الضعيف'' وإن كان قد نجح في تحسين المستوى الفني للألبان فإنه لم يترك تلك البصمة المؤثرة التي تمنحه جواز المرور لتدريب المنتخب البحريني وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات في الشارع الكروي البحريني حول الدوافع الكامنة وراء التعاقد مع بريجل خاصة أن ملفه لم يكن بين الملفات التي درستها اللجنة المكلفة باختيار مدرب منتخب البحرين في ذلك الوقت، حتى أن أعضاء اللجنة أنفسهم فوجئوا بقرار التعاقد مع بريجل وتحدث كثيرون وقتها عن أن التعاقد مع مع بريجل وقف وراءه الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة رئيس لجنة المنتخبات، وعيسى الكواري مدير المنتخب في ذلك الوقت· وإذا كان الشارع الرياضي البحريني تجاوز مسألة البحث في أهلية بريجل لقيادة ''الأحمر'' وتعامل مع المسألة كأمر واقع فإن الفترة التالية كشفت عن العديد من السلبيات في المدرب الألماني الذي أثار الجدل كثيراً بسفره المتكرر إلى بلاده بمناسبة ومن دون مناسبة·· ما فتح عليه باب الانتقادات في الصحافة المحلية التي طالبت اتحاد الكرة بوضع حد لسفره المتكرر الذي كان له دور سلبي في تفاعل المدرب الألماني مع المشهد الكروي المحلي بحسب رأي كثير من المراقبين، حيث إن غياب بريجل عن الساحة المحلية حجب عنه متابعة أحوال الكرة البحرينية ومتابعة مباريات الدوري المحلي وحتى متابعة اللاعبين المحترفين في الخارج، مما كان له دور سلبي في اختيارات بريجل للاعبين وهو ما تجلى واضحاً في مسألة اللاعب محمود منصور، الذي استبعده بريجل عن المنتخب بعد أن استمع إلى رأي مدير المنتخب عيسى الكواري في قرار غريب تساءل على إثره المراقبون عن آلية انتقاء اللاعبين بالنسبة للمدرب· ومع قرار اتحاد الكرة البحريني بإبعاد عيسى الكواري من منصبه مديراً للمنتخب وابتعاد الشيخ راشد بن عبد الرحمن عن رئاسة لجنة المنتخبات فقد بريجل أكبر المساندين له في الساحة المحلية ودخل منذ ذلك الحين في العديد من المشكلات مع أركان الكرة المحلية بدأت في قراره عدم إشراك المنتخب الأول في مباراة البحرين وأستراليا في التصفيات الآسيوية وإشراك المنتخب الأولمبي بدلاً منه، من دون أن يكلف خاطره حتى في متابعة المنتخب الأولمبي من أجل الوقوف على مستوى لاعبيه، تمهيداً لاختيار الأفضل منهم لتشكيلة المنتخب الأول· قرار بريجل بعدم مواجهة أستراليا وصفه كثيرون بأنه محاولة من المدرب الألماني للابتعاد عن المواجهة وعدم تحمل تبعات خسارة متوقعة أمام الكنجر الأسترالي، وبالرغم من أن بريجل استطاع أن يقود منتخب البحرين للتأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا على حساب الكويت، فإن العرض الباهت للمنتخب في تلك المباراة لم يرق إلى طموحات البحرينيين الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم خشية عدم الظهور اللائق في المونديال الخليجي إذا ما استمرت طريقة أداء المنتخب بالصورة التي ظهر بها في مواجهة الكويت· بريجل أثار علامات استفهام عديدة حول تعامله ''الجاف'' مع أركان الكرة البحرينية وتحسسه الكثير من آراء أعضاء الاتحاد وانتقادات الصحافة المحلية، وقد هدد مراراً بالاستقالة من منصبه إذا ما استمرت الانتقادات الصحفية مثلما هدد بترك منصبه إذا ما تدخل احد في شؤون المنتخب من قريب او بعيد· الانتقادات الى بريجل اخذت منحنى جديدا بعد ان كشفت مجلة كيكر الالمانية الشهيرة ان مساعد بريجل في منتخب البحرين ماير الذي اختاره بريجل لا يملك اي تاريخ يذكر في عالم الكرة وكشفت انه علاقته بالكرة لا تعدو عن كونه صحفيا رياضيا حضر العديد من البطولات الكبرى التي كانت آخرها بطولة امم اوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا واكدت المجلة الالمانيةـ ذائعة الصيت ـ أن العلاقة الوطيدة بين بريجل وماير كانت السبب الرئيس في اختيار الاخير للعمل ضمن الجهاز الفني للمنتخب البحريني ·· وهو ما ترك العديد من علامات الاستفهام والتعجب في الساحة الكروية المحلية وسط صمت مطبق من قبل اتحاد الكرة وقبيل انطلاقة كأس الخليج اتخذ بريجل قرارا غريبا ياستبعاد احسن ظهير ايمن في البحرين وهو محمد حبيل وذهب منتخب البحرين مع بريجل الى كأس الخليج بقائمة ناقصة قوامها 23 لاعبا وهو المنتخب الوحيد الذي لم يكمل قائمة الـ ''26 لاعبا'' في دورة كأس الخليج من بين المنتخبات المشاركة· وبالرغم من ان المنتخب البحريني عانى من ظروف صعبة امام المنتخب السعودي في خليجي 18 تمثلت في طرد اثنين من اعمدة خط دفاعه الا ان طريقة اداء المنتخب البحريني قبل حالتي الطرد كانت عقيمة ودفاعية بحتة حيث لم يشكل ''الاحمر'' اي خطورة على مرمى الاخضر باستثناء ركلة الجزاء التي سجلها بنجاح قائد المنتخب طلال يوسف· بكل الاحوال فانه لا يمكن ان تكون قرار اقالة بريجل تعودة الى مسائل فنية كونه قاد المنتخب البحريني في مباراتين رسميتين فقط امام الكويت في تصفيات آسيا وامام السعودية في خليجي 18 ، حيث انه نجح في الاولى وفشل في الثانية بسبب ظروف غير طبيعية ·· الامر الذي يؤشر الى اسباب الاقالة مربتطة بالدرجة الاولى بطريقة تعامل بريجل مع اركان الكرة البحرينية وتلويحه المستمر بالاستقالة في مراحل كثيرة ومن دون اسباب مقتعة ·· فالاتحاد البحريني معروف عنه انه يؤمن تماما باهمية الاستقرار التدريبي وقد صرح رئيس الاتحاد الشيخ سلمان بن ابراهيم بأن بريجل سيبقى مع المتتخب حتى في حالة فشل المنتخب في خليجي 18 ·· لكن ربما تكون الدوافع الموجودة لدى اتحاد الكرة البحريني اقوى بكثير من المسائل الفنية ·· وبانتظار الايام القليلة المقبلة التي ستبوح بالاسرار الحقيقية لاقالة المدرب الالماني ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©