أفرزت مباريات بطولة كأس الخليج العربي الثامنة عشرة الجارية حاليا على ملاعب ابوظبي عاصمة الخير عاصمة الانسانية والرخاء الكثير من الأمور الفنية والادارية رغم بدايتها بالشكل الذي ولد الارتياح لدى كل المعنيين والمشرفين على منتخبات الاقطار الثمانية التي لها شرف المنافسة في هذا الملتقى الرياضي الكبير·
وكانت اولى السمات الجميلة الرائعة التي برزت في مباريات الدورة ذلك الحضور الجماهيري الكبير الذي فاق كل التوقعات سواء كان ذلك خلال حفل الافتتاح الجميل الرائع الذي استمتع به الجمهور الذي لم تستطع مدرجات ملعب مدينة الشيخ زايد الرياضية احتواءه أو في المباريات الأخرى حيث ليس من السهولة أو الأمر الاعتيادي ان يشهد حفل الافتتاح وكذلك مباراة البداية الناجحة التي تقابل فيها منتخبا الإمارات وعمان اكثر من ستين ألف متفرج حرصوا على المشاركة في انجاح الحفل الرائع والحفاظ على ديمومة المباريات عن طريق التشجيع الجيد والتفاعل بروحية عالية مع احداثها الساخنة·· وأكثر ما يفرح النفس ان الجمهور الإماراتي رغم الخسارة غير المتوقعة لمنتخبه امام منتخب عمان فقد حافظ على اعصابه واستمر في التشجيع الجميل لتحفيز لاعبيه لمضاعفة العطاء حيث كانت هتافاته واناشيده الرياضية بحق اللاعبين علامة مميزة لفتت انتباه كل الوفود المشاركة في هذه البطولة المهمة·
ولم يقتصر الحضور الجماهيري الكبير والتشجيع الملتزم المنشود على مباراة الافتتاح بين منتخبي الامارات وعمان وانما شمل ذلك مباراة الكويت واليمن·· وكذلك مباراة منتخبي السعودية والبحرين التي تفاعل مع احداثها ذلك الجمهور الرائع الوفي الذي حضر من الرياض والمنامة بهدف شد أزر اللاعبين وتشجيعهم وزيادة حماستهم داخل الملعب من اجل إظهار وإبراز أجمل اللمحات الكروية التي فيها التعبير الحقيقي والثبات على أن الكرة الخليجية سائرة في الاتجاه السليم وهي تتقدم بسرعة للوصول الى النجومية العالمية·
ولكن لابد من الاعتراف والتلميح بأن الجمهور العراقي الذي حضر مباراة منتخبه امام منتخب قطر بطل الدورة السابقة حامل وسام الذهب في الآسياد الاخير كان لافتا للنظر وبصورة مفاجئة لكل من حضر هذه المباراة بعد ان حضر بأعداد هائلة تقدر بالآلاف من جميع مدن الامارات وهو يبكر بالتشجيع ويجري عملية التسخين منذ المباراة الأولى التي جمعت منتخبي السعودية والبحرين·· فكان الجمهور العراقي بشهادة الجميع وحسب ما ذكرته اجهزة الإعلام المختلفة اللاعب رقم 12 مع فريقه والداعم الحقيقي والمساند القوي للاعبين لابراز قدراتهم الفنية الجيدة ومهاراتهم العالية لتؤكد جدارة الكرة العراقية وسطوعها الواضح في سماء اللعبة على مختلف الأصعدة وهذا ما أكده الفريق العراقي بعطائه المميز الذي اهله لانتزاع الفوز الثمين·· وخلاصة القول لابد من الاعتراف الضمني بأن الجمهور الخليجي بمختلف جنسياته يعد هو البطل·
صكبان الربيعي
عدد اليوم
