الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السلع الفاخرة بالعالم تواجه صعوبات في استعادة النمو

شركات السلع الفاخرة بالعالم تواجه صعوبات في استعادة النمو
24 أكتوبر 2014 21:20
ترجمة: حسونة الطيب يعاني قطاع السلع الفاخرة من بطء واضح في نموه، حيث تراجعت المبيعات مصحوبة بفتور في حماس المستهلك، وتقلبات في أسعار الصرف، وعدم الاستقرار الجيوسياسي في قارة آسيا، بعد سنوات من ارتفاع العائدات والأرباح في قطاع تميز في الماضي بقوة واستقرار نموه. وانعكست المظاهرات الطلابية الأخيرة في هونج كونج مثلاً، سلباً على بعض الشركات التي تعمل في بيع حقائب نسائية تصل قيمة الواحدة منها إلى نحو ألفي يورو وأحذية لا يقل سعرها عن ألف يورو، وتشكل المدينة وحدها، ما بين 10 و20% من إجمالي مبيعات السلع الفاخرة في العالم، التي تراجعت بفعل هذه المظاهرات وتداعياتها. ويعاني القطاع في الوقت الراهن بالفعل، جراء الحظر المفروض على الأثرياء الروس الذين يشكلون إحدى شرائح الاستهلاك القوية، بجانب تقلص حجم إنفاق الصينيين الذي تراجع بسبب الحملة التي استهدفت القضاء على الفساد مع انخفاض أسعار العقارات، ويرى المحللون أن مظاهرات الطلاب في هونج كونج، بمثابة نقطة التحول لسوق السلع الفاخرة التي بلغت قيمتها نحو 217 مليار يورو في 2013، وفقاً للبيانات الواردة من مؤسسة بين آند كومباني للإدارة والاستشارات. ويتخوف الكثيرون خارج آسيا، من أن تؤثر الاضطرابات الدائرة في كل من العراق وسوريا، على سوق الشرق الأوسط، التي تمثل قوة شرائية كبيرة. وتساهم مؤشرات تجدد الركود في أوروبا، في القضاء على عمليات التسوق القارية وزيادة الحذر بين كبار المنفقين في أميركا، أكبر سوق للسلع الفاخرة في العالم. كما نجم عن انتشار مرض الإيبولا، فرض قيود على بعض وجهات السفر، ما أدى لخسارة شركات الطيران وتفاقم تخوف السياح الذين يمثلون الشريحة الدنيا في الإنفاق على هذا النوع من السلع. وانخفضت أسهم الشركات العاملة في مجال السلع الفاخرة بنسبة كبيرة خلال العام الجاري، خاصة في عدد من شركات الأزياء الراقية التي استفادت من انتعاش الطلب الصيني خلال الثلاث سنوات الماضية. وفقدت الأسهم في شركات مثل، برادا ومونكلير وسيلفاتور فيراجامو وبرونيلو سوشينيلي، ما يقارب ثلث قيمتها منذ منتصف 2011 حتى الآن، وكان أفضل أداء لشركات رائدة مثل كيرنج، متساوياً مع مؤشر أم أس سي آي العالمي، في حين كان أداء الأسوأ منها الذي تضمن شركة كوش الأميركية للأكسسوارات، دون المؤشر بنحو 40%. ومن بين المحركات الرئيسية للنمو بالنسبة لشركات السلع الفاخرة الكبيرة حتى نهاية السنة الماضية، الإنفاق المدفوع بالعلامة التجارية على المنتجات التي تأثرت بشدة جراء الأموال التي تم إنفاقها على الحملات الإعلانية. وفي شركة برادا، حيث انخفضت الأرباح بنحو 20% خلال النصف الأول من العام الجاري، لا يبشر الوضع الحالي بتحسن، خصوصاً أن الظروف الاقتصادية القاسية تؤثر بقوة على توجه المستهلك. وفي الشهر الماضي أعلنت ريشمونت، الشركة السويسرية المالكة لعلامات مثل مونت بلان وكارتير، عن نمو قدره 4% خلال الخمسة أشهر المنتهية في 30 أغسطس، باستثناء التحولات التي طرأت على أسعار العملات. ورغم استمرار بعض الدول الناشئة في تحقيق نمو كبير، إلا أن زيادة الإنفاق من قبل الشرائح عالية الدخل في بعض الدول الواقعة جنوب شرق آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، لا ترقى للتعويض عن مستوى الإنفاق الصيني الضخم، الذي تراجع إلى 2% خلال العام الحالي، بالمقارنة مع 30% في 2011. ويتخوف المحللون، من مواجهة العلامات التجارية لمخاطر شديدة وطويلة الأجل في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، ذلك التحول في طبيعة الإنفاق على السلع الفاخرة والذي يعرض نماذج نشاط شركات السلع الفاخرة الكبيرة للضغوط. وتعتقد ميما فيجليزو، المديرة السابقة لقسم الاتصال في جوتشي جروب، أن تضافر بعض الأسباب مثل، التغيير الدائم لذوق المستهلك خاصة الشباب وارتفاع القوة الشرائية لأزياء الشارع، ساهما في تغيير القطاع. وأدى تحول المستهلك بعيداً عن العلامات التجارية الكبيرة، نحو أخرى ليست أصلية، إلى ارتفاع شعبية علامات تجارية جديدة متخصصة ومتميزة. وتشير دراسة جديدة أطلقتها يورومونيتور، إلى استمرار أميركا كأكبر سوق للسلع الفاخرة في العالم، بقوام يقدر بنحو 78 مليار دولار خلال العام الحالي، ما يفوق ضعف اليابان التي تحل في المركز الثاني. لكن وفقاً لمؤسسة بين، يعتبر المستهلك في أميركا الشمالية، أقل إنفاقاً عند 400 يورو للفرد في السنة، بالمقارنة مع 1400 للشرق الأوسط و1250 للمتسوق الصيني، في حين ينفق الأوروبي نحو 450 يورو سنوياً.نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©