الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مودي» في وادي «السيليكون»!

2 أكتوبر 2015 22:19
في نهاية الأسبوع الماضي، بينما زار ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، وادي السيليكون، أعلنت «شيرل ساندبيرج»، كبيرة مسؤولي التشغيل في شركة فيسبوك، أنها قد قامت بتحديث صورتها الشخصية «دعماً لحملة نشر الإنترنت في الهند» - وهي الحملة التي أعلنها مودي للمساعدة في ربط مختلف شرائح سكان الهند بشبكة الإنترنت. وكتبت «ساندبيرج» بحماس على (فيسبوك): «كلما كان لدى الناس صوت أكبر، كلما كانت الأمور أفضل بالنسبة للجميع». وخلال الزيارة، رد «مودي» الجميل بالإشادة ببعض المنصات الرقمية التي استهوت الملايين من الهنود. كما أشاد بوسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها قاطرة ديمقراطية، وحث قادة العالم على الاقتداء به في استغلالها. وبالتأكيد، فإن الاستخدام البارع لـ «تويتر» قد لعب دوراً ما في الصعود بـ «مودي» إلى أعلى منصب سياسي في الهند. ويستخدم الزعيم الهندي هذه الخدمة للتحدث إلى 15 مليوناً من أتباعه، ويعبأهم من خلال تقارير عن لقاءاته مع كبار المسؤولين التنفيذيين وقادة العالم. وعلى الرغم من ذلك، فإن الصلة التي ترسمها «ساندبيرج» بين الرابطة السيبرانية، وتمكين الأفراد، والرفاهية العالمية، تبدو سطحية. فالتكنولوجيا الرقمية لم تكن إطلاقاً أداة محايدة، على الرغم من التوصيفات المبالغة لإمكاناتها الديمقراطية منذ اندلاع احتجاجات في إيران بمساعدة «تويتر» في عام 2009، بينما تضخمت تلك الدعاوى بعد المظاهرات التي حفزها «فيسبوك» في ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011. ويمكن استخدام الإنترنت أيضاً لحشد الأصوات وتعبئتها لتحقيق هدف سياسي. ففي تركيا مثلاً، يشكل مستخدمو الإنترنت جيشاً إلكترونياً حقيقياً يوظفه أردوغان. وفي الأسبوع نفسه الذي بدأ فيه «مودي» جولته في الولايات المتحدة، أغلقت حكومته الإنترنت لثلاثة أيام في ولاية جامو وكشمير، بينما قدم البيروقراطيون الهنود مشروع سياسة تقترح أن يحتفظ المواطنون بسجلات غير مشفرة لكل اتصال إلكتروني لمدة 90 يوماً وتقديمها إلى مسؤولي إنفاذ القانون عند الطلب. (وسرعان ما تم سحب هذا الاقتراح الذي لاقى سخرية كبيرة). وقبل بضعة أشهر، جادلت الحكومة بعناد -إنْ لم يكن بفشل- في المحكمة العليا بالهند للإبقاء على قانون صارم استخدمته الشرطة الهندية للقبض على بعض الأشخاص الذين ينشرون آراءهم على «فيسبوك» و«تويتر». وبصورة عامة، اختار مودي إطلاق حملة الهند الرقمية من خلال استضافة نحو مئة من أتباعه المتحمسين على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في مقر إقامته الرسمي. وكما ذكر تقرير في مجلة «كارافان»، فإن هذه الجماهير شملت «أشخاصاً أصبحوا مضرب المثل في العنف والكراهية وبغض النساء عبر الإنترنت»، على الرغم من أن «مودي» نصح الموالين له باستخدام لغة أكثر «إيجابية» في تعليقاتهم. وبلا شك، فإن جلب المزيد من المستخدمين للإنترنت سيكون ذا فائدة لشركات مثل «فيسبوك» و«جوجل»، وهو مفيد كذلك في مجال الترويج للبيانات الشخصية. ومن غير الواضح ما إذا كان بإمكان هذه الشركات الجمع بين رغبتها الطبيعية في التوسع والربح في الأسواق الكبيرة غير المستغلة، وعزمها المعلن على مكافحة الفقر والحرمان والمرض. ومن ناحية، لا شك أن الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا يمكن أن يفيد الهند في تحقيق مراحل معينة من التقدم الاقتصادي. ومن ناحية أخرى، فمن هم على دراية بحالة القرى الهندية قد يتساءلون، أيضاً، كيف يمكن لقدوم كابلات الألياف البصرية أن يتغلب على المشكلات الأساسية التي تتمثل في عدم كفاية الطرق، ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي. وسيتوقف النجاح هنا بدرجة كبيرة على الكيفية التي يختار بها المبدعون في وادي السيليكون شركاءهم بعناية وتحليل خطابهم، فضلاً عن مدى الصرامة التي يراقبون بها التهديدات لحرية الفرد وكرامته وخصوصيته. بانكاج ميشرا* *محرر ومعلق في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرة نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©