الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين.. كيف تكسب الأفارقة؟

2 أكتوبر 2015 22:20
في حين هربت الشركات الغربية من غرب أفريقيا خلال فترة انتشار وباء إيبولا، واصلت «مؤسسة المياه والكهرباء الصينية الدولية» هي شركة صينية حكومية عملها في المنطقة. فقد استكملت أعمال البناء في سد «كاليتا» في شهر يوليو الماضي، بالميزانية المحددة، وقبل الموعد المقرر لانتهاء العمل بعام، وهو ما أدى لإنهاء مشكلة نقص التيار الكهربائي المزمنة في كوناكري، عاصمة جمهورية غينيا. وقد استمر البناء في السد، على رغم أن شركات غربية كثيرة قد أوقفت مشروعاتها بمجرد تفشي الوباء وغادرت المنطقة، دون استكمال أعمالها. ويقول «لازانا فونتانا»، 63 عاماً، وهو يقف فوق السد الهيدروكهربائي الذي مولته الصين والذي يعمل مشرفاً عليه «لقد أنقذنا الصينيون». وبالنسبة ل«فونتانا» فإن هذا السد الكبير يعد صرحاً، يجسد الدور الإيجابي الذي يمكن للصين أن تلعبه في القارة الأفريقية. ومع ذلك، وفي أجزاء أخرى من القارة السمراء، اتُهمت الشركات الصينية بأنها تسيء معاملة العمال الأفارقة، وأنها تنشئ مشروعات بنية تحتية دون المستوى، وتدمر البيئة المحلية. وتجربة الصين في دول أفريقية أخرى، منها زامبيا التي انفجر فيها السخط تجاه أرباب العمل الصينيين وتحول إلى احتجاجات دموية، ســببت قلقـاً لدى الحكومة في بكين التي تقوم في الوقت الراهن بجهد منسق للتـواصل مع المجتمعات المحلية في أفريقيــا لتلافي تكرار ما حدث. ومع ذلك فإن المشروعات الناجحة التي تنفذها الصين تساعد زعماء القارة، وتقوي مراكزهم وتؤدي لزيادة شعبيتهم. فاستكمال بناء سيد «كاليتا» أدى إلى زيادة الكمية التي يتم توليدها من الكهرباء في جمهورية غينيا بمقدار ثلاثة أضعاف، وهو ما وفر لسكان العاصمة كوناكري إمداداً مستمراً ومستقراً بالتيار الكهربائي، لأول مرة في حياتهم، وصب في مصلحة الرئيس «ألفا كوندي» الذي يواجه استحقاقاً انتخابياً في الشهر المقبل. و«كوندي» فخور للغاية بالسد إلى درجة أنه قد بنى سكناً خاصاً له بالقرب منه، ورقى المشرف السابق على المشروع الذي حل محله «فوفانا» إلى منصب وزير الكهرباء. يشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الصيني «وانج يي» إلى أفريقيا الشهر الماضي، شملت ثلاثاً من دول القارة الأكثر تأثراً من غيرها بوباء إيبولا وهي غينيا، وسيراليون، وليبيريا، وقد فقدت هذه الدول 11310 مواطنين جراء الوباء. وفي غينيا زار الوزير «فندق كالوم» المكون من 18 طابقاً المطل على المنطقة التجارية في كوناكري التي تحمل نفس الاسم، وهو يعتبر أعلى مبنى في شبه الجزيرة المحاطة بأشجار القرم. وأشار نائب مدير الإنشاء في المشروع «اليان لونج» إلى مبانٍ غيره أنشأها الصينيون وهي تشمخ فوق المباني الأخرى المتداعية المنخفضة: «في السابق لم نكن مفهومين جيداً». و«لونج»، وهو واحد من عدد متزايد من الصينيين الذين يتحدثون الفرنسية وهي اللغة الرسمية في غينيا ومعظم دول منطقة غرب زفريقيا، وهو يوضح ما يقصده: «لقد أصبح التواصل الآن أفضل بكثير من ذي قبل... ففي الوقت الراهن نجد أن أعدادًا متزايدة من الأفارقة قد باتوا يقدروننا بعد أن رأوا أن عملنا يساعدهم». وفي شمال غينيا، أنشأ الصينيون رصيف ميناء للشحن لم يستغرق بناؤه سوى ثمانية أشهر وسمح لمشروع «شاينا هونجكياو جروب ليمتد» بالبدء في شحن البضائع منه. وتحت سقف المأوى المؤقت الذي أقيم في مدخل الموقع، تجمع عشرات من المواطنين الغينيين الذين يبحثون عن وظائف، وهم ينظرون بحسد إلى العمال الصينيين وهو يقودون الشاحنات، ويعملون في رصف الطريق. وأحد هؤلاء ويدعى سليمان كاندا، 24 عاماً، يقول: «إنه لأمر مخجل بعض الشيء... فنحن من هنا ولكننا لا نجد عملاً في حين يعمل الأجانب، يجب على الحكومة أن تتحكم في هذا الأمر». وفي موقع سد «كاليتا» يوجه «جياهوا ليو»، كبير المديرين الصينيين في الموقع نصيحة لزملائه: «ابنوا علاقة جيدة مع المجتمع المحلي في بداية أي مشروع». ويقول: «لقد طبقنا هذه النصيحة على مشروع السد حيث شرعنا أولاً في بناء مسجد، وملعب لكرة القدم قبل بناء المشروع، ونحن نرى أن جهودنا تلاقي تقديراً هنا». ويقول «ليو» إنه عندما تفشى وباء إيبولا استمر هو ورجاله في العمل وساعدوا في توصيل الإمدادات الطبية والأرز للسكان المحليين. ويواصل: «كنا خائفين ولكننا بقينا مع ذلك»! وينهي حديثه بضحكة عصبية «كان يتعين علينا أن نؤدي وظائفنا في جميع الأحوال». فرانز وايلد وكونجا كامارا* *محررا الشؤون الخارجية بوكالة «بلومبيرج نيوز» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©