السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع.. "بطولة كرة" أم بطولة إعلام

21 يناير 2007 23:33
أضطر اليوم لقطع سلسلة الذكريات الخليجية لأقف أمام ظاهرة خطيرة من شأنها أن تقود هذه الدورة إلى الهلاك· إنها ظاهرة الطرح الإعلامي المتشدد والمتوتر الذي يكاد يحول الدورة من منافسات رياضية شريفة إلى منازعات إعلامية ساذجة تؤدي إلى مسارات معاكسة لتلك التي أقيمت هذه الدورة من أجلها· الغريب أن أي أحد لم يستفد من الدروس الماضية التي تعرضت لها هذه الدورة في عدد كبير من نسخها السابقة على الرغم من أن تلك الدروس كانت قاسية لدرجة انها كادت أن تنهي مسيرة الدورة· اليوم يتكرر المشهد بشكل خطير في ظل اتساع رقعة وسائل الاتصال في تزايد عدد الصحف اليومية وملاحقها وتعدد القنوات الفضائية الرياضية بجانب الشبكات العنكبوتية المنتشرة في كل مكان· كل هذه الوسائل تلعب دورا بارزا في ترويج الأخبار الحقيقية منها والمفبركة لتأتي ردود الفعل أكثر تشنجا فيتحول الحدث الرياضي عن مساره التنافسي الشريف ويأخذ منحى آخر يستهدف تأجج الرأي العام· ''خليجي ''18 التي نعيش أحداثها والتي جندت لها الإمارات- مشكورة- الكثير من الطاقات المادية والبشرية في سبيل نجاحها تأكيدا لأهمية استمراريتها نجدها تتعرض للانجراف في هذا المستنقع بسبب التصريحات المستجلة والمتوترة من جهة والطرح الإعلامي الانتهازي من جهة أخرى· من هنا يستوجب على المسؤولين الإداريين والفنيين أن يكونوا على قدر من المسؤولية التي انيطت بهم، وأن لا يتحولوا في تصريحاتهم الى مستوى الجماهير العادية عندما تتعرض فرقهم الى الخسارة فيصبوا جام غضبهم على الحكام مثلا فتستغل وسائل الإعلام هذه التصريحات أيما استغلال وتحولها الى قضايا معقدة، كما حدث مع رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال، وقبل ذلك مع مدير المنتخب البحريني عبدالعزيز الأشراف، وبعد ذلك يأتي هؤلاء المسؤولون ليعربوا عن أسفهم واعتذارهم، مبررين تصريحاتهم تلك بأنها ردود فعل غاضبة· المسؤولية الوطنية تتطلب أن يكون المسؤول قدوة في كل تصرفاته خصوصا في ظل وجود إعلام متربص لكل صغيرة وكبيرة ووجود إعلاميين يترجمون مثل هذه الزلات إلى أنها خبطات اعلامية لا يمكن تفويتها· لقد أسفت حقا على التصريح التلفزيوني الذي ادلى به الاشراف لقناة الكأس والدوري القطرية وأساء فيه للحكم السويسري ''بوساكا'' وللرياضة البحرينية في ذات الوقت· كما أسفت للتعبيرات التي صرح بها السركال لإحدى الصحف المحلية بحق الحكم السعودي خليل جلال وتحولت الى قضية نقاش طويلة في مجلس قناة الكأس والدوري القطرية اثارت حفيظة الإخوة السعوديين، الى ان اتصل السركال بنفسه ليؤكد ما ذكره من بيان القصد والاعتذار· هكذا تصريحات وهكذا اطروحات اعلامية من شأنها ان تهدد مستقبل هذه الدورة التي سعدنا جميعا في هذا الخليج العربي بما حققته لرياضتنا عامة ولكرتنا الخليجية خاصة·· فهل من متعظ؟· محمد لوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©