الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كرة السلة ..«القفز إلى أسفل»

كرة السلة ..«القفز إلى أسفل»
25 أكتوبر 2014 03:49
علي معالي (دبي) أنقذوا لعبة كرة السلة قبل أن تنهار، فهي تقفز إلى أسفل، هذه حقيقة تؤكدها الأرقام والإحصائيات، والانهيار ليس فقط على مستوى النتائج، بل أيضاً في مواصفات اللاعب، حيث تكتظ قوائم الفرق بلاعبين قصار القامة في لعبة تحتاج إلى عمالقة وأطوال فارعة، وربما تكون النتائج الأخيرة التي سجلها منتخبنا الأول في خليجي 14 التي أقيمت بمدينة الدمام في السعودية، واحدة من المؤشرات التي تؤكد الفوارق التي أصبحت كبيرة بيننا وبين المنتخبات الأخرى في هذه البطولة والتي لم تكن قائمة في سنوات ماضية، لكن الآن الأزمة أصبحت كبيرة. ومنذ فترة استضافت الإمارات نهائيات كأس العالم للناشئين في دبي، وفيها أيضاً انكشفت اللعبة كثيراً، واتضحت هذه الفوارق التي لابد من علاجها قبل أن تصبح اللعبة في «خبر كان»، وبين هاتين البطولتين (خليجي 14 بالدمام.. ومونديال الناشئين بدبي)، كانت المشاركة في بطولة الخليج للأشبال في البحرين، والتي جاء منتخبنا فيها في ذيل الترتيب لتتأكد بذلك الفجوة الكبيرة بيننا وبين بقية المنتخبات الخليجية. والوضع المنهار للسلة لا يقتصر فقط على المنتخبات، بل الأندية أيضاً التي أصبحت تصب كل عملها واهتمامها في المسابقات المحلية والتي أصبح يسيطر ويهيمن عليها النادي الأهلي منذ سنوات، حيث أصبحت القلعة الحمراء لا تجد من ينافسها في حصد الألقاب المحلية، وربما يكون ذلك واحداً من الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع المخيف في اللعبة. والأمر لا يقتصر في أزمته على المنتخب الأول، بل تنتقل العدوى إلى بقية المنتخبات، وما يحدث كذلك في المراحل السنية لابد له من وقفة حيث تقلصت المواهب بشكل كبير، وهو ما يعاني منه المدربون أنفسهم، والواقع يشير إلى أن أبطال المراحل السنية يختلفون في أنديتنا تماما عن الفرق الأولى، حيث يسيطر الأهلي على منافسات الرجال، وفي المقابل تلتهب منافسات المراحل السنية بين الشعب والشارقة، وهي معادلة غريبة للغاية، تؤكد التعامل الغريب مع اللعبة، وتؤكد في نفس الوقت أن الأهلي يصب كل الاهتمام على الفريق الأول من خلال البحث عن العناصر المتميزة في الأندية الأخرى والتعاقد معها. من جانبه، ينظر عبيد مفتاح، لاعب الوحدة والمنتخب السابق للوضع الحالي للعبة بحسرة وحزن، وقال: «عندما عدت للعبة إدارياً تحدثت بشفافية كبيرة، في الجمعية العمومية العادية للاتحاد منذ فترة قريبة، عن المأساة التي تعيشها اللعبة كان هذا الكلام نابعا من كوني واحدا ممن تربوا بين جدران اللعبة وعشت أفراحها وأحزانها السابقة، حيث قمنا بتكوين فريق بالوحدة، وخلال 5 أشهر نجحنا في التفوق على فريق تم تكوينه منذ 5 سنوات، وهذا يوضح أنه لا توجد إدارات تستطيع أن تحاسب، لم أعد أشعر بالفرحة للانتصارات». وأضاف: «لم نكن ننظر إلى النتائج، حيث طلبت من الجميع أن يكون التكوين على أساس سليم في البداية حتى لا ننهار سريعاً، وأن نبحث عن الاستقرار الكامل لكافة عناصر اللعبة، وأن يكون التفكير في كافة مراحل اللعبة وليس الفريق الأول فقط، حيث أرى أن الكثير من أنديتنا تولي الاهتمام الأول والأخير بالفريق الأول، مهملة كافة المراحل، ونرى مثلا أن الأهلي بطل اللعبة منذ سنوات وهو يعتمد في ذلك على إنتاج الأندية الأخرى حيث يتعاقد مع عدد كبير من لاعبي الأندية الأخرى. وتابع: «من المفترض أن يكون المشرفون على اللعبة من أبناء اللعبة نفسها، حتى يستطيع المشرف أن يعايش كل ظروف السلة، وأن يبحث عن كيفية تطويرها، وألا يكون المنصب مجرد ديكور فقط». وأوضح «اللاعب الأجنبي يحصل على مبالغ طائلة من أنديتنا، وهذه نقطة لابد من التوقف عندها كثيراً إذا كنا نريد تطويرا حقيقيا للعبة، ولا بد من إحداث توازن بين ما يأخذه الأجنبي والمواطن». وقال: «كانت أطوال اللاعبين في جيلنا فوق 190 سم، ولكن الآن تغير الحال، حيث التركيز كان منصباً على المدارس، وكان دوري المدارس أقوى من الدوري العام، ومجال الاختيار أمام المدربين كان واسعا للغاية، وجميع عناصر اللعبة القوية خرجت في السابق من المدارس، وهذا لم يكن فقط في لعبة السلة، بل في اليد والطائرة وكرة القدم». وتابع: «العمل في الفترات الأخيرة أصبح عشوائيا، فنجد الأندية انصب كل تركيزها على كرة القدم مع الإهمال الكبير لبقية الألعاب، وتقلصت الثقافة الرياضية بشكل كبير وهو ما يشكل ضرراً كبيراً على المجتمع، وما نجده في المدارس حالياً من تركيز على لعبة أو اثنتين فقط». من جهته، أوضح لاعب الشباب ومنتخبنا الوطني علي عباس أن الأساس الحالي للعبة ليس على ما يرام، وقال: إذا لم تكن لدينا إدارة قوية تستطيع تسخير كافة الإمكانيات للعبة ووجود المسؤولين الرياضيين القادرين على اتخاذ القرارات الجريئة فلن نتطور مطلقاً، وأرى أن السلطة الرياضية غائبة بسبب المجاملات الموجودة، والضريبة تكون على رياضة الإمارات بشكل عام. وأضاف: لا ألوم المدربين الحاليين، لأنهم سيقومون بعملهم سواء مع لاعب واحد أو 12 لاعباً، وهم يقدمون كل الإمكانيات، ولكن الإشكالية حاليا، هل يوجد عنصر اللعبة المهم وهو اللاعب، وإذا وجد ما هي نوعيته، وهل يتم تفريغ اللاعب وتهيئة الأجواء المناسبة له لكي يقدم كل ما لديه؟، أعتقد أن ذلك غير متوافر». وقال السوري نضال بكري مدرب الوصل والمنتخب السابق ومشرف المراحل السنية حاليا بنادي الوصل: لا يمكن أن نُحمل مسؤولية الإخفاق الحالي لجهة بعينها، بل هناك الكثير من الخيوط المتداخلة مع بعضها البعض، ومن المفروض أن هناك 4 حلقات في هذا الإخفاق الحالي تتمثل في الاتحاد كونه على رأس المنظومة، وثانيها الأندية وثالثها المدارس ورابعها الأسرة. وأضاف: على الاتحاد أن يغير نظرته لنوعية وتطوير المسابقات، خاصة في المراحل السنية لاسيما أن الإخفاقات التي حدثت مؤخراً لابد من وقفة معها وربطها بالحلقات الأربع، فالأندية بها شقان الأول في النادي، والثاني من المدربين، وهذه الأمور لابد من إعادة تقييم لها لكي ننطلق بمنظومة جديدة لإعادة البناء، خاصة أن الإمارات في فترة من الفترات كانت متفوقة في كثير من المراحل. الحمادي: الحل في التجنيس (دبي - الاتحاد) يرى محمد الحمادي رئيس لجنة الألعاب الجماعية بالنادي الأهلي أن سبب ما نعانيه حالياً في لعبة السلة يعود إلى العناصر المتاحة أمام المدربين، وقال: ««الخامات المتاحة أمام مدربي المنتخبات محدودة وهذه نقطة يجب الاعتراف بها، أضف إلى ذلك أنه لابد أن يتم تجنيس لاعب للمنتخب، وذلك بحسب اللوائح الدولية والتي يجيزها الاتحاد الدولي نفسه». وأضاف: «الاتحاد لا يقصر مطلقاً بل يحاول تقديم الكثير وبذل الجهد للتطوير، خاصة في الصرف على المنتخبات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©