الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جواد وادي: فانتازيا العلاقة بين الفرح والقلق

جواد وادي: فانتازيا العلاقة بين الفرح والقلق
8 يناير 2009 00:13
يستشهد الشاعر والمترجم العراقي جواد وادي بمقولة رولان بارت: النص الثابت، النص المستحيل، يبدأ مع الكاتب الذي هو قارئه الأول، ولذة النص تتحقق أولا لذات المبدع ثم تنسحب إلى القارئ الفطن الذي يتفاعل مع النص وهو على قدر من المواصفات: مثقفا ومتحفزا ومتلق ذا حس متميز أو ناقدا ذا سلطة موضوعية ولكن بقسوة حميمية تؤرق مبدع النص وتجعله يحتاط كثيرا لهكذا قارئ· ويقول: يمر الإبداع النصي بمراحل قد تطول وقد تقصر انطلاقا مما هو ذاتي داخل المبدع وقدرته على ولوج النص وأحيانا يقع التجاذب بينه وبين نصه وتبدأ مرحلة الصراع ولا بد من امتلاك المبدع لأدواته الفنية وتفكيك النص بعد أن يمر بطبيعة الحال بحالات من التأمل والتوحد مع الذات المبدعة تلك هي اللحظات الفائقة من الفيوضات النصية حتى وإن كان النص على قدر كبير من المشاكسة· إن الإغواء هو الإبداع الحقيقي ليسمو من خلاله الكاتب إلى فضاء النشوة ويتحول إلى مخلوق هلامي ليصل مع نصّه إلى مرحلة الإنجاز الاسمى، وبهذه العلاقة الصوفية الرائقة يستجمع الشاعر ذاته ليتخلص من هوس اللحظة وشرودها ليعيد تشكيل ذاته ليصل لمرحلة الانعتاق والعودة الى البدء· ويضيف: إنها فانتازيا من العلاقة يلتقي فيها الفرح والألم واللذة والقلق، خليط من الأحاسيس يتمنى الشاعر أن يتخلص من هذه العذابات الموجعة لولا أن الكتابة عنده باتت أمرا كيانيا ولا محيد عنها لأنها الهواء الذي يتنسم والدم الذي يجدد علاقته بالخلق وإعادة تحريره من سطوة الأسى الذي يشكل للشاعر شيئا مخيفا لا سبيل من الانفلات من ربقته القاتلة إلا باللجوء إلى الكتابة، عالمه الأسمى وملاذه الفاتن· ويتساءل وادي: كيف ينقح الشاعر نصا ينبغي أن يكون في حلته الأخيرة من حيث قدسيته وعدم المساس به أبدا؟· كثير من الشعراء، ما أن ينتهوا من كتابة النص الشعري، يلجأون لتنقيحه وهذا الأمر بالنسبة لي تجاوز غير مرغوب فيه، لأنني أكتب نصا نهائيا لا ينبغي لي التلاعب بصياغته وإلا أفسدت لحظة كتابته غير العادية وشوهت لحظة ولادته التي لا يجوز المساس بها، وهكذا نجد الكثير من الشعراء يقحمون تعديلات في نصوصهم وهذا لعمري مفسدة للنص لأن النص الحقيقي هو الذي يبقى دون تشويه وإلا كيف يتسنى لنا أن نصف لحظات إنجاز النص الشعري بالرحلة الاسرائية· ويختم: إن لحظة التماهي الحقيقي تأتي دون استئذان وعلى الشاعر أن يكون دائم التحفز للإمساك بها وإلا فإنها تهرب في الحال· ولي من الأصدقاء الشعراء من لا يأخذ الأمر على محمل الجد وحين يلتقط هاجس النص يرتبك وتضيع عليه هذه اللحظات النادرة· إن كثيرا من الشعراء الشباب يستسهلون الكتابة الشعرية ويحسبونها أمرا جاهزا ما يقرروه يشرعوا في كتابته لذا نجد جل نصوصهم مرتجلة ومفككة، فقط يوظفون كلمات متنافرة وجمل شعرية لا رابط بينها وبالتالي ينجزون فذلكة كلام ليس إلا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©