السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لقب الثقة

2 يناير 2013 23:43
هل يدخل “الأبيض” الإماراتي “خليجي 21” في البحرين بثوب المنافس على اللقب؟، إن كان الأمر كذلك فما الذي يحفز الأبيض لأن يتقدم إلى كأس الخليج طالباً ود التاج الثاني بعد الأول الذي حصل عليه بصورة ملحمية قبل ست سنوات؟. وهل يكون درءاً لإسقاطات الترشيح، وتحللًا من الضغط النفسي الذي يحفر عميقاً في النفسيات ألا يصرح “الأبيض” الإماراتي علناً بنيته المنافسة على أغلى الألقاب؟. أرهفت السمع إلى ما قيل في منتديات حوارية، وأمعنت في قراءة ما كتبه زملاء إعلاميون، وخبراء فنيون، فوجدت أكثرهم يتغزل بمنتخب الإمارات، لما حدث بداخله من ثورة نمطية، وانقلابات نوعية منذ أن أخذ بناصيته الفنية الإطار مهدي علي، بل إن منهم من ذهب إلى حد القول بأن مهدي استطاع في ظرف زمني قياسي أن يؤسس الأبيض على قواعد صلبة، عندما أنجح الانصهار التاريخي بين الجيل المخضرم وجيل الشباب الذي عاش معه ملاحم مونديال الشباب وأولمبياد لندن، وطبعاً هناك من وجد أن فريق “الأحلام” يمكن أن يمثل صفة مطابقة للأبيض الإماراتي، ما يذكر بالجيل الذهبي الذي كان سفيراً للكرة الخليجية والعربية بمونديال 1990 بإيطاليا. والواقع ألا أحد يغالي، أو يبالغ فيما ذهب إليه، لأن الفترة الزمنية على قصرها والتي باشر خلالها المدرب مهدي علي النحت الفني والتكتيكي لإبراز الوجه الجديد للأبيض الإماراتي أبرزت عمق التحولات، فالفريق أصبح متماسكاً، متجانساً وقائماً على وحدة فنية، بدليل ما أبرزه من أوجه فنية باعثة على الاطمئنان والتفاؤل، وهو يعبر محطاته الودية بنجاح، إلا أنني موقن أن الاختبار الحقيقي لمنظومة العمل الجديدة، والملمح التكتيكي الذي صاغه مهدي علي للأبيض سيكون خلال خليجي البحرين، اعتباراً لقوة وجدية المحك. فقد يكون منتخب الإمارات قد أرسل ما لا نهاية له من الإشارات الدالة على أنه أنجح أخيراً الانعطافة التي انتظرها الكل، ليعبر عن ذاته وطموحاته، ويطابق إمكاناته ومرجعياته الفنية، وهو يقنع أداء وأسلوباً، من خلال كل مبارياته الودية، إلا أن الحكم على درجة النضج التي يمكن أن يكون الأبيض قد بلغها لن يكون إلا بما سنشاهده بالبحرين. والمؤكد أن المدرب مهدي علي، مهندس هذا التحول الكبير الذي يحدث داخل الأبيض سينتفع كثيراً من كأس الخليج لامتحان قدرات فريقه الفنية والتكتيكية والذهنية على ربح الرهان الخليجي ذي الخصوصيات الكثيرة، وهو يخطط في ذلك إلى التعاطي مع كل مباراة على حدة محترماً في ذلك هامش التطور والخط التصاعدي الذي يجب أن يسير فيه الأبيض. أكثر من لقب خليجي، هناك لقب أتمنى أن يناله “الأبيض” في البحرين، لقب الثقة الذي من دونه لا يصبح للحلم أي معنى. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©