الناخبون الروس ينتخبون ظل بوتين الأحد المقبل

يتوجه الناخبون الروس إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل لانتخاب خليفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اختاره بنفسه ديمتري ميدفيديف، ولكن رغم أن نتيجة الانتخابات تبدو محسومة سلفا، فإن المراقبين يقفون في حيرة إزاء إجراءات الاقتراع وهيكل السلطة المحتمل أن تسفر عنه الانتخابات· ومما زاد من تعقيد الأمور إعلان بوتين الذي يمنعه الدستور من الترشح لفترة ولاية ثالثة، أنه سيتولى منصب رئيس الوزراء· وأثارت هذه الخطوة غير المسبوقة تساؤلات عديدة حول كيفية اقتسام السلطة مستقبلاً بين بوتين وميدفيديف· وكان بوتين قد أوضح أن أحد الاهداف الرئيسية لرئاسته هو إعادة تأكيد قوة روسيا على المسرح السياسي العالمي ومن شأن إعلانه الأخير أنه سيتولى رئاسة الوزراء أن يترك الدبلوماسيين الغربيين في حيرة بشأن الشخص الذي سيتعاملون معه في الكرملين عقب الانتخابات الرئاسية· ولا يحظى ميدفيديف خريج كلية الحقوق في سان بطرسبرج بشهرة على صعيد السياسة الخارجية بقدر شهرته بأنه رئيس ما يسمى برنامج ''المشاريع الوطنية'' الذي أرساه بوتين لإعادة استثمار عائدات روسيا من النفط في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والزراعة· غير أن المحللين يتساءلون عما إذا كان ميدفيديف الذي يدين بالفضل في صعوده سياسيا إلى بوتين سيصبح رئيسا يتخذ قراراته بنفسه أم أنه سيتلقى تعليماته من بوتين· ويقول معارضون روس إن موارد الدولة مثل وسائل الاعلام الوطنية يتم استخدامها بصورة غير عادلة لصالح ميدفيديف، مما دفع ثلاثة من زعماء المعارضة إلى الانسحاب من السباق الرئاسي في ديسمبر الماضي، مشيرين إلى تعرضهم لضغوط إدارية وعقبات قانونية· وأعلنت منظمة الامن والتعاون في أوروبا أنها لن تتمكن من مراقبة الانتخابات في ظل القيود الروسية الحالية، مما أثار مخاوف منظمات حقوق الانسان من حدوث مخالفات وعمليات تزوير· في الوقت الذي أكدت موسكو أمس انها مازالت منفتحة للتعاون مع المنظمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة·