حمد الكعبي:
وصلت إلى البلاد أمس الدفعة الرابعة من المرضى والجرحى العراقيين لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله - والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة·
ووصلت الطائرة الإماراتية التي تحمل ''''55 مريضا من الأطفال العراقيين الذين يعانون أمراضا مستعصية خلفتها الحرب المدمرة في العراق إلى المطار الأميري يرافقها الدكتور صالح موسى الطائي مدير إدارة الإغاثة وعبد الرحمن الطنيجي مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بهيئة الهلال الأحمر وعدد من المسؤولين·
وكان في استقبالهم بالمطار سعادة خليفة ناصر السويدي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر وسعادة صالح محمد الملا نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع وحسن الحمادي ممثل وزارة شؤون الرئاسة وسعادة فارس مشعل عجيل الياور سفير جمهورية العراق لدى الدولة وعدد من المسؤولين بهيئة الخدمات الصحية·
وأكد سعادة خليفة ناصر السويدي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر أنه بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر، تستقبل الإمارات مجموعة من أطفال العراق المرضى والجرحى والذي بلغ عددهم 110 من مرضى ومرافقيهم لتأمين العلاج الكامل لهم·
رسالة إنسانية
وأشار إلى أن هيئة الهلال الأحمر قامت تنفيذا للتوجيهات بالتنسيق مع كافة الجهات الرسمية من الهيئات الخيرية والمنظمات الإنسانية في العراق لتسهيل مهمة نقل المرضى من العراق إلى دولة الإمارات · وأوضح السويدي أن هذه المكرمة التي أمر بها صاحب السمو رئيس الدولة تعتبر رسالة إنسانية للأشقاء في العراق وهي: '' أننا نشعر بما يشعرون به ونتألم لآلامهم ''· وأفاد السويدي أن الهلال الأحمر كان ومازال يعمل لرفع المعاناة ومساعدة الأخوة في العراق والتخفيف من آلامهم، موضحا إلى أنه سيتم إدخال جميع الحالات التي وصلت إلى مستشفى المفرق لأجراء الفحوصات والكشف اللازم للمرضى حتى يتسنى للجهات المختصة تحديد نوع العلاج اللازم لهم·
وقال السويدي إن أمراض الأطفال مختلفة منها جرحى وإعاقات وسرطان وغيرها كما أكد استعدادية الهلال لاستقبال دفعات من المرضى في المستقبل مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي هو العلاج والعناية بالحياة·
ومن جانبه قال صالح الملا نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع بالهلال الأحمر إن الهيئة اتخذت كافة التدابير لاستقبال المرضى ونقلهم إلى المستشفيات، كما بحثت مع الأطباء علاج المرضى وتوفير كل ما يحتاجونه خلال فترة إقامتهم وأشار إلى إن معظم مرضى الدفعة الحالية هي من الإعاقات والتشوهات منوها إلى أن الهيئة تسعى لرفع المعاناة عن المرضى وأسرهم والشعب العراقي كاملا·
صاحب الأيادي البيضاء
من جهته تحدث سعادة فارس عجيل الياور سفير الجمهورية العراقية لدى الدولة أن ذلك ليس غريبا على دولة الإمارات كما انه ليس بالغريب على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- وهو صاحب الأيادي البيضاء الذي لم ينس الشعب العراقي فضله، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تتميز بالمواقف الايجابية في كافة الظروف، وقال : يجب ألا ننسى المكرمة السابقة وهو مستشفى الشيخ زايد في بغداد الذي يستقبل كميات هائلة من المرضى والجرحى يوميا لمعالجتهم وتضميد جروحهم وجبر كسور العراقيين·
كما أفاد أن هيئة الهلال الأحمر لعبت دورا أساسيا خلال الفترة الماضية في رفع المعاناة عن الشعب العراقي· وأكد سعادة السفير أن جميع العراقيين في الدفعات السابقة الذين قدموا للإمارات للعلاج رجعوا لوطنهم متشافين ومتعافين وأخرهم الطفلة العراقية التي كانت تعاني من حروق، منوها أن الإمارات لم تتأخر عن المساعدة والعلاج، حتى أنها قامت بنقل بعض الحالات العراقية المستعصية إلى الخارج على نفقتها لتلقي العلاج· وأشار سعادة فارس الياور أن الدفعة هذه هي بمبادرة من دولة الإمارات وقد توجه سعادته بالشكر باسم الشعب العراقي إلى صاحب السمو رئيس الدولة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي·
ومن جهته أكد حسن الحمادي ممثل وزارة شؤون الرئاسة أنه تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة باستقدام 55 طفلا عراقيا مريضا، قد أعدت الجهة المختصة بوزارة شؤون الرئاسة بالتنسيق الكامل مع كافة الجهات ذات العلاقة منها الهلال الأحمر والطيران الأميري وهيئة الخدمات الصحية حتى يتم التجهيز التام لاستقبال المرضى العراقيين وعلاجهم بمستشفيات الدولة، و أكد الحمادي أن جميع الأطراف تسعى لتوفير كافة سبل الراحة للمرضى وذويهم مع توفير سكن للمرافقين·
أكد الأطفال المرضى لـ ''الاتحاد'' أن مكرمة '' بابا خليفة'' قد أعادت لنا الأمل، فيقول محمد عبد الخالق 16 سنة ، الذي يعاني من تشوهات في الجلد وأمراض جلدية مختلفة، أن دولة الإمارات تقدم الكثير للشعب العراقي من خلال اهتمامها بهم وبحياتهم ويتوجه بالشكر لصاحب السمو رئيس الدولة على هذه المكرمة الغالية ويقول إن الإمكانيات في العراق ضعيفة مما يتسبب في مضاعفة الأمراض وتكاثرها بين الشعب العراقي· ومن ثم فإن هذه المكرمة من بابا خليفة تعيد لنا الأمل·
أسامة سرمد - 15 سنة- يعاني من ضعف شديد في البصر وانفصال للشبكية نتيجة سقوطه من سقف المنزل خلال الحرب والقصف المستمر عليهم ، وتسبب ذلك في حدوث ضعف شديد في البصر، يقول لاشك أن الإمارات كما عهدناها سباقة في الخيرات ومساندة أشقائها في كافة أرجاء العالم مضيفا أنه يحب دولة الإمارات وشعبها الذي لم ينس الأطفال العراقيين·
عبدالكريم زكي ناجي - 15 سنة -يعاني من ضعف في النظر وبسبب انفصال الشبكية، يقول مازالت الدنيا بخير، مشيرا إلى أن العلاج في العراق ضعيف بسبب الأوضاع والأحداث الجارية التي خلفتها الحرب· ويضيف أن أطفال العراق مرضى ويحتاجون إلى مساعدتكم مؤكدا أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- والد الجميع فهو يحنو عليهم كما لو كانوا أبناءه·
أشار فيصل غازي - المرافق لابنيه علي ومحمد اللذين يعانيان من مشاكل في السمع والنطق، وبمكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ستتجاوز أسرتهما محنتهما المرضية ووصف فيصل غازي الإمارات أنها ''بلد الخيرات'' مشيدا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة·
أما الطفلة عذراء نزيد -6 سنوات - والتي تعاني من أمراض في البصر، فقد وقفت مع والدتها على طرف القاعة خلال استقبال المرضى، وترفع أكف الدعاء بالخير لدولة الإمارات وقائدها وجميع الأطفال ، وتقول بصوت عال شكرا يا بابا خليفة· وتؤكد والدة أحمد عبدالكريم - 8 سنوات - الذي يعاني من انسداد في القولون ، إن الإمكانيات في المستشفيات العراقية ضعيفة وهي سبب لمضاعفة المرض وتزايده، مؤكدة أن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة ستكون هي الخير على جميع أطفال العراق·
عدد اليوم
