من خلال تشكيلة فاتنة تشي بمفردات الأناقة والترف، شكلت إطاراً للطراز الرومانسي الحالم، عبرت المصممة اللبنانية جمانة الحايك عن رؤيتها الجديدة لعروس ربيع وصيف 2014، مقدمة ضمنها نماذج بديعة من فساتين الزفاف الأنيقة، من تلك التي تعكس ملامح الفخامة والترف، وذلك تحت عنوان «الحلم الأبيض»، وقد جاءت المجموعة الجديدة للأفراح، لترسم خطوطاً عريضة لموضة الموسمين المقبلين، مؤطرة جملة من الأفكار الجانحة في فضاءات الخيال.
من خلال مجموعتها، سافرت المصممة جمانة الحايك بعيداً في رحلة من الخيال، متنقلة إلى فضاءات نائية تتخطى مفهوم الحلم ذاته، مسترجعة فيها رؤى بعيدة المنال، ومبتكرة في ذات الوقت أنماطاً كلاسيكية راقية، لتغلفها بنفحات من الرومانسية والأنوثة والجمال، وكأنها صور حية تجسّد عبرها أحلام الكثير من الفتيات، من اللواتي يحلمن بإطلالة تشبه بطلات الحكايات في القصص والأساطير.
نفحات الفخامة
ولعل اللافت في باقة «الحلم الأبيض»، ذلك الإطار الملكي الذي غلفتها، وتلك النفحة المتكلفة من الفخامة والثراء، وكأنها أثواب جاءت من وحي الخيال و طرزت بأحلام البنات، لتظهر تصاميم لفساتين ناصعة البياض غاية في الرقي والإبداع، ترمز لسمات الطهارة والبراءة والنقاء، وتلف حنايا القوام بغواية ناعمة، وسحر أثيري وضبابي يخاله المرء يكاد يختفي بين لحظة وأخرى، معتمدة في مظهرها العام على استشراقات مستلهمة من روح كلاسيكيات دار «سارا» الماضية ، ولكن بعناصر أكثر حداثة ومعاصـرة، ولكن دون أن تفقد شيئاً من رونقها الأصيل، أو نمطها الحالم الناعم، وكأنها قطـع فنية وفردية تذكرنا بلوحات من عالم فن الفنتازيا الخيالي، اعتمــدت في حيثياتها على فكرة ومفهــوم واحد عنوّن كل مفــردات الترف والدلال.
أطياف الكريستال
عكست عروس «سارا» للموسمين المقبلين إيقونات أثيرية وأنثوية بكل المقاييس، لتترجم حلم كل عروس ترنو لمظهر مختلف في ليلة العمر، حيث رسمت تلك التفاصيل الصغيرة مع ألق المطرزات اليدوية الدقيقة، والشك الناعم بأطياف الأحجار واللآلئ، أشكال فنية متعددة الأوجه والأفكار، لتستثمر الحايك من خلالها نقاط الجمال والبريق في كل قطعة وموديل.
وتوظف أدواتها بشكل حرفي متقن، معبرة عن معانٍ جميلة لعناصر الشفافية والأنوثة الطاغية، نفذتها بتشكيلة من الخامات والأقمشة التي تطاوع أفكارها، وتحقق له غرضها، من تلك النوعيات التي تتميز بالخفة والرقة المتناهية، حتى تكاد تكون منعدمة الوزن، وحيث تقولب تضاريس القوام، وتحتضن حناياه بكل نعومة ودلال، وكأنها قطرات من الندى تحط على زهور الربيع البيضاء، لتحوّل كل نموذج وتصميم منها، إلى قطعة فنية وإبداعية عالية القيمة والحرفية، جاء منها أقمشــة وخامات وثيرة، كمجموعة الأتوال الشفافة، التفتا الفرنسية، الدانتيلات الرقيقة، مع شيء من الأورجانزا الطبيعي، والجــبير المطرز، عاكسة في مجملها فساتين أســـطورية متنوعة الأفكار، عالية الجودة لناحية التنفيذ والقصّة، طـرزت بمهارة وتكلف، وطعـمت بأشكال وأحجام مختلفة من الكريسـتال سوارفسكي مع اللآلئ والأحجار.
كلاسيكية معاصرة
خطوط وقصّات دار «سارا» الجديدة، على الرغم من كلاسيكياتها الواضحة المعالم، فإنها اتسمت أيضاً بخطوط معاصرة وحديثة، للتأرجح ما بين فكرة المشدات الضيقة أو «الكورسيه» ذي القالب المشدود على منطقتي الصدر والخصّر، حيث تتمتع بقصة «الحورية» وتتماشي مع انحناءات القامة، حتى تصل لمستوى الركبة فتنطلق بعدها بكل حرية وفخامة وثراء، كما ظهرت بعض الفساتين، بنمط بطلات حكايات الأساطير وطراز «الأميرات»، ميزتها المصممة بجوبات واسعة وغنية، وزينتها بشك يدوي ناعم بعروق اللؤلؤ والستراس.
عدد اليوم
