الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التمويل والنصوص والتخصصات نواقص تبقي الأبواب مقفلة

التمويل والنصوص والتخصصات نواقص تبقي الأبواب مقفلة
25 أكتوبر 2014 00:55
رضاب نهار (أبوظبي) تنفرد السينما الإماراتية، ومعها الخليجية، بمسابقة خاصة في مهرجان أبوظبي السينمائي، هي مسابقة أفلام الإمارات، التي تسجل هذا العام حضوراً لافتاً من حيث الكم والنوع. ويجذب الانتباه في الحديث عن السينما الإماراتية، أن معظم صنّاعها هم من الشباب الذين اختاروا دراستها أكاديمياً للوصول بها إلى مستويات ونتائج متقدمة تعتمد على الخبرة والثقافة، إلى جانب كونها هواية تجسّد إبداعاتهم. إلا أنهم يواجهون مشكلاتٍ عديدة تقف عائقاً في سبيل تحقيق وترجمة أحلامهم إلى أفلام على أرض الواقع ليشاهدها الجمهور داخل الإمارات وخارجها. وتراها تتلخص في مجموعة من النقاط، أهمها: التمويل والدعم المادي، أزمة النص والسيناريو، عدم الخروج من قوقعة المهرجانات، وندرة التخصصات. في هذا الاستطلاع يتحدث سينمائيون إماراتيون، عما يواجهونه من مصاعب وعن الأحلام والطموحات: مرحلة ولادة يشير الممثل والمخرج السينمائي عبدالله الحميري، إلى أن السينما الإماراتية في مرحلة ولادة حالياً، فهي حديثة النشأة وقد تشبعت بأفلام المهرجانات. ما يعني أنها بحاجة ضرورية إلى التخصص والدراسة الأكاديمية بالإضافة إلى ضرورة الممارسة والاطلاع. ويقول: «المتخصصون السينمائيون هنا نادرو الوجود». وبالمقابل إن أي فيلم يحتاج إلى درجة عالية من الفكر والمنهجية التي تقضي بوجود متخصصين في الإضاءة، في الديكور، في الصوت في المكياج وطبعاً في التمثيل. أما نحن فأدواتنا بسيطة نوعاً ما، حيث إن معظم السينمائيين يمارسون السينما كهواية ولا يقتربون منها باعتبارها دراسة شائكة ولها قواعدها الأساسية، بالإضافة إلى الإبداع والفن فيها. كذلك يجب تغيير الفكر السينمائي السائد في السينما الإماراتية. مثل اعتماد تصورات وحبكات وسيناريوهات من واقع المجتمع لنصنع أفلاماً للجمهور تختلف عن تلك المخصصة لتكون أفلام مهرجانات ليس إلا. وهنا نجد أنفسنا مضطرين للبحث والاستطلاع وتكوين رؤية فنية تمزج بين الإبداع والمعالجة الدرامية وبين معطيات البيئة التي نعيشها اليوم». ويؤكد أن الإمارات ستصنع سينما عظيمة مستقبلاً، بناءً على جهود أبنائها من الأكاديميين والمبدعين والمطلعين. فسابقاً كان الإنجاز الكبير يتجسد في نزول فيلم إماراتي واحد كل 5 أو 6 سنوات، أما الآن ففي العام الواحد يصدر أكثر من فيلم. أين هم؟ ويسرد الكاتب والسيناريست محمد حسن أحمد، كيف بدأت السينما الإماراتية في السنوات الماضية، كسينما مستقلة مزدهرة حققت نجاحات كثيرة. فقد بدأوها الشباب ولا زالوا مستمرين حتى اللحظة. مبيناً أن ازدهار الفيلم القصير في دولة الإمارات، ساعد على وجود عناصر سينمائية تكمل المشهد عموماً، من كتاب ومخرجين وغيرهم. إلا أن القيمة الفنية وتحديداً للفيلم القصير، كانت في الماضي أكبر وقد نتجت عن عمق في التجربة وتعب على الموضوع والتقنية باحتراف. أما اليوم فالأمر اختلف، مع زيادة هائلة في عدد الإنتاجات. بينما يعيش الفيلم الروائي الطويل، مرحلة تطور حقيقية لا يستهان بها، خاصةً هذه السنة 2014، الشيء الذي يؤكد الدخول في مرحلة جيدة وقوية. لكنه يتوقف قائلاً: «أود الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية، فكثير من السينمائيين الشباب في الساحة الفنية الإماراتية، هم ممن درسوا في كلية التقنيات. إلا أنه وللأسف حوالي 98 % من الطلبة يختفون بعد الدراسة، ويبقى منهم مستمر في صناعة السينما فقط 2 %. وهؤلاء من شكلوا مسيرة الفيلم الروائي الطويل خلال 14 عاماً. إشكاليات التمويل أما الإعلامي والسينمائي رافد الحارثي، مخرج فيلم «إطعام خمسمائة» الذي شارك في الدورة الماضية 2013 من مهرجان أبوظبي السينمائي، فيجد أن المشكلة في السينما الإماراتية هو النص الذي لم يرتقِ إلى السينما العالمية حتى الآن. قائلاً: «نحن متأخرون سينمائياً حوالي 10 إلى 15 عاماً. وإذا أردنا أن نكون أكثر تفصيلاً أقول إن الإشكاليات تتجسد في التمويل، وعدم وجود كتاب سيناريو محترفين إلا قلة قليلة منهم، يبنون قصصهم بالاعتماد على دراسة دقيقة وتحليلية للظروف الراهنة بعلاقتها مع المعطيات الأخرى في الماضي والحاضر والمستقبل. وأيضاً لا توجد ثقة بالشباب الإماراتي لنفتح أمامه المجال للتجريب والابتكار». ويرى أن الحلول تأتي عن طريق إيجاد أكاديميات متخصصة تدرّس إعداد وكتابة النص لمن يملكون الموهبة وعندهم قدرات أولية في هذا الشأن. ولو أن المنتجين يمنحون الشباب الإماراتي الثقة قليلاً، فإن النتائج ستكون حتماً مبهرة. خطوات جريئة ويعلّق المخرج ناصر التميمي، المشارك بفيلمه «صرخة أنثى» في الدورة الحالية من مهرجان أبوظبي السينمائي، على إشكاليات السينما الإماراتية، موضحاً أن دولة الإمارات تخطو خطوات ممتازة وجريئة نحو صناعة السينما، والتي لم تكن فعالة بصورة واضحة فيما مضى، لكنها اليوم تركت بصمتها المتميزة من خلال المهرجانات. وحسب التميمي فإنه لا يمكن نكران وجود بعض المعوقات التي تؤخر تطور الحركة السينمائية في الإمارات، وأهمها أزمة النص حتى على صعيد العمل التلفزيوني. ويشرح: «نحن هنا لا نشكك بوجود الموهوبين من كتاب السيناريو، بل نقول إنهم لا يأخذون فرصتهم وربما نحن لا نعرفهم أصلاً. فالمشكلة تكمن في عدم الثقة، وقليلون جداً هم الذين يثقون بقدرة الشباب على العمل والإبداع. وهنا ندخل في مشكلة التمويل، حيث إن الجهات الداعمة وبغض النظر عن طبيعتها، يهمها المردود المادي بعد عرض الفيلم، كما أن بعض الجهات الداعمة الأخرى شروطها صعبة للغاية بالنسبة لشباب يرغب بتقديم تجاربه الأولى، حتى وإن كانت هذه التجارب ذات احترافية كبيرة. وربما يكمن الحل في صناعة سينما تجارية مبدئياً تنشط الحركة بشكل عام، لتستطيع تحصيل الدعم اللازم كون عائداتها بعد العرض مضمونة، ومنها ننتقل إلى سينما أكثر عمقاً ونخبويةً». تجربة خاصة مخرجة الأفلام الوثائقية عائشة عبدالله المشاركة بفيلمها «الجانب الأعمى» في أبوظبي السينمائي 2014، تنطلق في تقييمها للوضع السينمائي الإماراتي العام بدءاً من تجربتها الخاصة، إذ تقول: «تواجدت كمخرجة سينمائية إماراتية في 4 مهرجانات تقريباً حتى اليوم، وهو عمر فني قصير نسبياً استطعت من خلاله أن أتعرف على وضع ومصير السينما في الإمارات، عن قرب. وقد وجدته وعلى الرغم من أنه يعاني بعض العوائق والمشكلات التي تقف في طريقه، إلا أنه جيد نوعاً ما، يمشي نحو الأمام لمزيد من التواجد والتطور والشمولية أيضاً. ويتصدر الدعم المادي قائمة مشكلاتنا كسينمائيين شباب. أيضاً تقول: «كذلك نضيء على الضعف في كتابة السيناريوهات. وبين قوسين أشير إلى أن الأفلام الوثائقية التي أقوم بها لا تعتمد على ما يسمى بالسيناريو إنما كل اعتمادها على معالجة النص كعملية تأتي بعد التصوير، مستفيدةً من خبرات الكثيرين. أما سيناريوهات الأفلام الروائية فثمة إشكالية موجودة، غير أنها تفسر بطريقة غير منصفة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©