الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لم يتعلموا القراءة!

25 أكتوبر 2014 00:55
عندما يبدأ أطفالنا بقراءة القصص أو نقرأها لهم، هل نقوم بتوضيحها لهم؟ هل ينبغي أن نفسر لهم ما هو مغزاها وأهدافها أو نعطيهم نبذة عن التفاصيل التي تحتوي عليها؟ إلى وقت قريب كنت أتصور أن أطفالنا يستمتعون بمشاركتنا لهم في عملية القراءة. وأنهم يحتاجون إلى مساعدتنا لهم بالشرح، وتوضيح الرسائل، وما سيحصلون عليه من الفائدة تماما كما نتعامل مع المناهج المدرسية، إلا أنني اكتشفت عندما كبر أطفالي وتخرجوا من المدرسة الثانوية أنهم لم يتعلموا القراءة!. تطرح بعض الدراسات الصادرة مؤخرا آراء مختلفة حول تعليم الطفل القراءة، ويرى بعض المهتمين أن الحرص الشديد على تعليم الطفل القراءة من خلال التدخل الزائد عن الحد، ربما أضر بحبه لها ووعيه لأهميتها. ولو تصورنا أن عملية القراءة في حد ذاتها تشبه السلم، فإن على الطفل أن يرتقي هذا السلم بالاعتماد على نفسه وعلى نحو تدريجي، في حين أن شعوره بالمتعة سيصبح مضاعفاً كلما أكمل الصعود. وفي الوقت ذاته سينحصر واجبنا نحن الكبار فقط في مساعدته في الحصول على الكتاب، الذي سيشعره بالمتعة لدى قراءته. ويرى الباحثون أن أحد أهم العوامل المساعدة على شعور الآباء بأن أطفالهم قادرون على القراءة، هو ما يلمسونه لديهم من استمتاع بالقراءة دون الاعتماد عليهم. والواقع أن اعتماد أطفالنا على أنفسهم في القراءة يمكنهم على التقمص العاطفي والتخيل، بأن يرسم الطفل في مخيلته صورة للعالم الذي تدور فيه الأحداث ويتم التعبير عنه بالكلمات، بأماكنه وشخوصه وكل ما يشعره بالعلاقة بينه وبين هذا العالم، كل ما يجعله مشابهاً له أو مختلفاً عنه، لكي يعود إلى عالمه بعد القراءة وهو يشعر بأن شيئاً من التغيير قد طرأ عليه. المشكلة أننا نريد أن نوضح لأطفالنا كل شيء، والسؤال هو: لو وضحنا لهم كل شيء فماذا سيبقى لهم ليتعلموه؟ وحسب ما يقول أستاذ علم نفس الطفل النمساوي «برونو بتليم» فإن تفسيرنا الأسباب التي تجعل القصة ممتعة بالنسبة للطفل سينتهي بنا إلى تدمير قدرة القصة على تشويقه. وهي قدرة تعتمد على عدم الكشف عما يجعل القصة جذابة بالنسبة للطفل. وحتى لو قرأنا له هذه القصة فإن كل ما ينبغي لنا فعله هو القراءة فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©