الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الليبيريون في أميركا.. معاناة «إيبولا»

25 أكتوبر 2014 01:00
يعتبر «روبين جوبا» نفسه ضحية لفيروس إيبولا - أو على الأقل للهستيريا التي أصابتنا بسبب المرض. فلم تطأ قدماه ليبيريا منذ أكثر من 15 عاما، لكن أي اتصال مع غرب أفريقيا يبدو سببا كافيا لابتعاد الناس عنه. يقول «جوبا»، وهو مواطن ليبيري جاء إلى الولايات المتحدة عام 1999 ويقيم في «بوينا بارك»: «يمكنك قراءة ما بين السطور. هناك قدر كبير من السلوك السلبي تجاهي لم أشعر به من قبل». وقد فقد «جوبا» زبائنه في مركزه للياقة البدنية. وأصبح أصدقاؤه الذين اعتاد التواصل معهم مشغولين للغاية عن زيارته. «إن هذا يزعجني حقا»، هكذا قال لي «جوبا». وكثير من الليبيريين الذين يقيمون في الولايات المتحدة لديهم نفس الشعور بعدم الارتياح، حيث يشعرون بأن الناس قد يتجنبونهم بسبب مخاوف غير منطقية حول هذا المرض القاتل. ويرى «صامويل هوف»، رئيس منظمة المجتمع الليبيري الأميركي بجنوب كاليفورنيا، أن «الغالبية العظمى من الناس الذين نقابلهم في غاية الرقة والحساسية، لكن هناك دائما القليلون الذين إذا رأوا ليبيريا يفرون هاربين». ويقول «هوف» إن نحو ألفي شخص من ليبيريا يقيمون في جنوب كاليفورنيا. والعديد منهم، ومن بينهم «جوبا» و«هوف» فروا من بلادهم بسبب الحرب الأهلية التي دامت لأكثر من عشر سنوات، أهلكت أثناءها الخدمات الأساسية، ودمرت اقتصاد ليبيريا وقتلت أكثر من 250 ألف شخص. وقد أمضى «هوف» ثلاث سنوات في مخيم للاجئين في سيراليون قبل أن يأتي إلى لوس أنجلوس عام1993 عندما كان مراهقا. يقول «هوف»: «هذا هو وطني. إنني أعتقد أن الشعب الأميركي رائع. عندما تكون هناك أزمة في الدول الأخرى، يجتمع الناس هنا ويساعدونها». وأضاف أن الهيستيريا التي تصاحب وباء إيبولا لم تتسبب فقط في وصم غرب أفريقيا، لكنها أيضا خنقت الدعم الشعبي للجهود المبذولة لجمع الأموال للمساعدة على محاربة المرض. وأشار «هوف» إلى أنه «يتم تصوير إيبولا كمشكلة حلتْ على هذه الأمة بسبب القادمين من أفريقيا. عندما نجد هذا النوع من الرسائل، فمن الصعب حشد الناس لتعزيز المساعدات». كنت أتحدث إلى «هوف» أثناء قيادته لشاحنة محملة بحاويات البضائع والإمدادات الطبية التي تبرع بها مركز «لونج بيتش ميموريال» الطبي، لتوصيلها إلى ليبيريا. وقد تم التنسيق لهذه التبرعات من قبل الجراح «جريس دينكينز»، وهو مواطن من ليبيريا، حيث قتل فيروس إيبولا أكثر من 2500 شخص، بينما لقي آلاف آخرون حتفهم في غينيا وسيراليون حيث يتفشى المرض. في هذه الدولة التي تضم 300 مليون نسمة، تم تشخيص ثلاث حالات أصابهم فيروس إيبولا. لكننا نشعر بالذعر الآن كلما عطس أو تقيأ شخص بجانبنا أو بدت عليه أعراض الحمى. ويقول ثلثا الشعب الأميركي، إنهم يخشون من إمكانية انتشار وباء الإيبولا هنا. لذلك فإنه من المخيب للآمال، لكنه ليس من المستغرب، أن المواطنين في غرب أميركا يتحملون وطأة المخاوف الكبرى. ويصف «جوبا» شعوره بالألم لابتعاد الناس عنه وكأنهم يفكرون بأنه غير نظيف ولا يتمتع بالصحة، لذا فلا يمكنهم التواصل معه. وقد انتهى الحال بـ «جوبا» في فيرجينيا بعد أن غادر مخيم لللاجئين في ساحل العاج. ثم استقر في كاليفورنيا حيث شق طريقه نحو النجاح. كان يمتلك مركزا للياقة البدنية ويعطي دروسا في الموسيقى ويروج للأحداث الاجتماعية التي تركز على «السلام والوحدة»، على حد قوله. وكان قد حجز غرفة في أحد المطاعم لإقامة حفلة هذا الشهر، لكن قبل بدء الحفلة بساعة، ألغى مالك المطعم الحفل، قائلا إنه لا يشعر بالارتياح. كذلك رحل أصدقاء «جوبا» عنه وكذلك تلاميذه الذين كان يعلمهم وزبائنه في مركز اللياقة البدنية، وعند هذا الحد، بدأ يصدق أن جنسيته قد تكون أكثر أهمية من سباقات الماراثون الأربعة التي خاضها ودروس اللياقة البدنية التي كان يطورها. واختتم قائلا «حتى وإن كنت غير مريض، فإنني أصبحت ضحية إيبولا، لأن هذا هو ما يراه الناس». محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©