الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيدات يستسلمن لمرض "الإدمان على الشراء"

السيدات يستسلمن لمرض "الإدمان على الشراء"
12 أكتوبر 2011 10:26
لا تستطيع غالبية السيدات مقاومة شراء الملابس والعطور والمكياج، فالشراء هو داء المرأة الأكثر شيوعاً في مجتمعاتنا الحديثة.. فعندما تتجول في أحد المراكز التجارية "المول"، وسيجد المراقب بالعين المجردة، أن أغلب المشترين هم من السيدات، وأن أكثر المحال هي مخصصة للسيدات. هذا الوضع الذي يثير حنق الرجال وغضب الأزواج.. جعل البعض يعتبر أن "إدمان الشراء" مرض نسائي بامتياز. وتعليقاً على هذه الظاهرة، تشير كريمة عبد الفتاح، ربة منزل 36 عاماً، إلى أنها قد تكون ممن يطلق عليهم "مصابي حمى الشراء"، حيث تقر بأنها تقبل على شراء كميات كبيرة من الملابس والأطعمة ليست في حاجة إليها ويزداد ولعها بالشراء في أوقات "التخفيضات". وتقول كريمة، إنها حاولت مراراً أن تقاوم ولعها بالشراء مثل تخليها عن "كارت الفيزا" الخاص بها واكتفائها بوجود أموال قليلة معها، لكنها لم تقو على ذلك، وعادت من جديد لاستخدام كارت البنك الخاص بها. وتتفق معها أماني إبراهيم، 23 عاماً، في أن المرأة قد تكون أكثر إصابة بحمى الشراء من الرجل. وتقول إنها تهتم أكثر بشراء المكياج والعطور خاصة الماركات العالمية منها، وإن إقبالها على الشراء يخلق الكثير من المشكلات بينها وبين والدتها، خاصة، وأن راتبها بالكامل من عملها بإحدى شركات السياحة يذهب أحياناً في زيارة واحدة لإحدى محلات العطور والمكياج. وتقرر نرمين، 33 عاماً، بأنها مولعة بشراء ماركات الملابس، لكنها في الوقت ذاته قد لا تقدر على ارتدائها وتحتفظ بها خاصة إذا كانت أسعارها مبالغ فيها. وتشير إلى أن راتبها لا يكفي غالباً لشراء كل حاجتها لكنها لا تفعل ذلك بشكل مستمر. وتلجأ أغلب الوقت إلى زوجها لاستيفاء باقي حاجاتها. ويقول زوجها أحمد خالد إن السيدات بالطبع هم أكثر ولعاً بشراء كل شيء، لكن الظروف المادية قد تكون عائقاٌ أمام الكثيرات لهذا الغرض، وهذا هو أساس الكثير من المشاكل بين الأزواج والزوجات. وتشير إحدى الدراسات الصادرة عن جامعة "ملبورن" في استراليا إلى أن الأشخاص المهوسيين بالشراء مصابون بخلل نفسى يسمى "أونومينيا" وتعني الحالة المرضية التي تعتبر أحد أوجه الاكتئاب ورغبة ملحة في الشراء تطغي على أي نشاط آخر، وبخاصة النساء خلال سن الثلاثين. ويزداد هذا المرض بين من يدمنون الشراء بشكل دائم عن الذين يصابون بهوس الشراء في فترة الأعياد والمناسبات. الهام محمد، مهندسة في بداية الثلاثينيات، تؤكد أنها لا تقاوم موسم "الأوكازيون" وتندفع بشدة لشراء الكثير، لكنها تكتفي فقط بالشراء خلال "موسم التخفيضات" لأن الأسعار تكون أرخص، لكنها في النهاية تشتري بنفس حجم الأموال التي من الممكن أن تشتري بها خلال عام. وتشير إلى أن السيدات أكثر إقبالاً على الشراء من الرجال لكنها لا تعرف سبباً لذلك. وترى أن عمل ميزانية محددة قد يكون مناسباً لمن لا يقاومون الشراء. وتشير د. ابتسام علم الدين، أخصائية الطب النفسى، إلى أن هناك أشخاصاً مصابين بداء الشراء أو ما يطلق عليه اصطلاحاً "حمى الشراء" لأسباب عديدة بعضها قد يكون أحد أشكال نوبات الاكتئاب التي تدفع الشخص إلى الشراء بشره في كثير من الأحيان لا يستخدم ما لا يحتاجه بحثاُ عن بعض اللذة اللحظية، لكن في الوقت نفسه تنتاب الشخص ذاته شعور بالندم وتأنيب الضمير بعد شراءه أشياء كثيرة لا يحتاجها وإنفاقه مبالغ طائلة. وتؤكد د. ابتسام أن النساء أكثر حباً لشراء والتسوق، وأكثر ضعفاً أمام مجمعات التسوق أو المولات. وتشير د. ابتسام إلى أن الشخص المهووس بالشراء قد يوقع نفسه وأسرته في مشكلات كثيرة مثل المشكلات المادية، حيث إن كثيرين منهم يلجؤون إلى القروض البنكية، أو الاستدانة لمواجهة حاجاتهم من الشراء، بالإضافة إلى المشكلات المجتمعية بين الزوجات وأزواجهم نتيجة هذا الوضع. وتلفت د. ابتسام النظر إلى أن "حمى الشراء" ليس لها علاقة بالضرورة بمستوى المعيشة فقد يكون الشخص المصاب بهوس الشراء ذو دخل محدود للغاية لكنه لا يكف عن هذا الداء لأنه في هذه الحالة يكون مرضا ينبغي علاجه أولاً وليس رفاهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©