الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيدز بارك» وجهة مثالية للأطفال للتعرف إلى عالم الحيوان

«كيدز بارك» وجهة مثالية للأطفال للتعرف إلى عالم الحيوان
13 أكتوبر 2011 17:52
ما أن تعتدل الحرارة ويسود الطقس اللطيف، حتى تبدأ الأسر تفكر في الذهاب إلى أماكن ترفيهية مفتوحة على الهواء الطلق حيث يلهو الأطفال بعيدا عن الأجواء الروتينية. ومن المواقع المناسبة لأفراد العائلة في مثل هذا الوقت من السنة زيارة «كيدز بارك» في منطقة الباهية، وهي أول حديقة حيوانات في مدينة أبوظبي. وهي من الوجهات السياحية المتخصصة التي تضاف إلى الإمارة وتقدم لزوارها تجربة جديدة للتثقف في عالم الأصناف الأليفة. (أبوظبي) - الأطفال هم أكثر المعنيين بالتوجه إلى «كيدز بارك» لمراقبة الحيوانات عن قرب والتعرف إلى أسرارها وطرق التعامل معها. ومع أن حدائق الحيوانات تندرج بالعموم في خانة الترفيه لصغار السن، غير أن مرافقة الأهالي لأبنائهم إلى هذه الحديقة بالذات تشكل متعة حقيقية. فالجميع هنا يجدون ما يشغلون به وقتهم بالمرح والإفادة حيث يجدون جوابا على كل سؤال. ويهدف «البارك» إلى توفير الانسجام والمودة بين الطفل والحيوان عبر العروض المفتوحة للحيوانات الأليفة التي تشتهر بها البيئة المحلية من جمال وطيور ومواش وغزلان وسلاحف ودواب. مع الحرص على جانب السلامة الذي يؤمنه فريق من الخبراء والأطباء والمرشدين. أجواء البهجة على بعد 35 كيلومترا من أبوظبي باتجاه الطريق الأساسية المؤدية الى دبي، تتربع «كيدز بارك» على ناحية اليسار من الطريق بالقرب من «حديقة الباهية» التي تبعد عنها نحو كيلومتر. والحديقة التي تضم عشرات الأصناف من الحيوانات الصديقة لبيئة الامارات، تستقبل الضيوف في مختلف الأوقات. وهي توفر للوفود السياحية والطلابية أدلاء متخصصين بتقديم الشرح الكافي عن الكائنات التي تعيش على أرضها وتسبح في بركها وتطير في أقفاصها. وبالرغم من أن اسمها يدل على أنها بيئة ملائمة للأطفال، إلا أن المراهقين والناضجين يقضون فيها وقتا ممتعا متنقلين بين أرجائها وفي استراحتها التي تضم جلسات عربية مجهزة بكافة وسائل الراحة. طريق الوصول إلى «كيدز بارك» سهلة ولا تستغرق أكثر من 20 دقيقة. وبمجرد الوصول الى المفرق المؤدي الى منطقة الباهية، لا بد من اتباع إشارة المواقع السياحية التي تدل على اتجاه «البارك». وهناك تتوافر مواقف السيارات بشكل يسير حيث البوابة الرئيسية توحي بأجواء من البهجة التي تدخل إلى القلوب الصغيرة المتلهفة لمشاهدة ما ينتظرها في الداخل. أنواع كثيرة من الطيور تزين المكان بأشكالها وألوانها وهي تخطف النظر برشاقتها وعذب ألحانها. وعلى بعد خطوات تظهر نماذج رشيقة من الأسماك التي تتمايل بخفة داخل أحواض عملاقة. وما أن تقترب منها محاولا نقر الزجاج العازل حتى تهرب مسرعة وكأنها تبحث عن عمق أقل إزعاجا. وكلما توغل الزائر أكثر فأكثر يصادف مزيدا من الكائنات المثيرة مثل الأرانب المنهمكة دوما بتناول طعامها والجمل الأبيض والأسود، والدجاج العادي والدجاج الغيني، وكذلك النعام الكبيرة والصغيرة وهكذا. أنواع وأصناف بالتنقل بين أرجاء «البارك»، فإن أجمل ما في الجولة أنها تمتد بانتظام من خلال ممرات مجهزة. وعند كل حظيرة يتوقف الزائر متأملا ما بداخلها حينا ومستغلا الفرصة لالتقاط الصور التذكارية حينا آخر. فالحديقة تشمل أكثر من 50 نوعا من الحيوانات الأليفة التي يتجاوز عددها الـ 200 صنف. ومنها: جمل أبيض، جمل أسود، بط، إوز، دجاج، دجاج غيني، قردة، بقرة، نعام كبيرة، نعام صغيرة، اللاما، ابمو، حصان، حمار، ماعز، خروف، تيس، مها، غزلان، راكو، سلاحف برية، طاووس، كنغر، ديك رومي وسواها. عند البحيرة التي تتوسط الموقع، حيث تتناغم حركة البط والإوز، التقينا بعدد من الزوار للتوقف عند انطباعاتهم عن «البارك». تذكر لمى الطويل التي كانت برفقة أبنائها الثلاثة تتأمل أحد الغزلان، أنها المرة الثانية التي تزور فيها هذا المكان. وهي تستمتع بالشرح لصغارها عن الاختلاف بين طبيعة الحيوانات وتفاصيل عيشها. تقول: «يعجبني التنظيم المتبع في هذا «البارك»، بحيث يمكن اجتياز معظم المداخل من دون عناء. كما يلفتني مراعاة شروط الأمن والسلامة وتحديدا للأطفال الذين يتنقلون في الموقع بمفردهم ويلهون من دون خوف». وتؤكد على أهمية المجيء إلى مثل هذه الأماكن التي تحفز روح الفضول لدى الأطفال وتقربهم من الحيوانات التي تعيش فقط في مخيلتهم. الرأي نفسه بالنسبة لنوال العابد التي تبدي إعجابها بقرب الحظائر والأقفاص من بعضها بما يسهل الاطلاع على النسبة الأكبر من أقسام الحديقة. وهي تشير إلى أنها تقطن في منطقة الشهامة، وتجد أن «الكيدز بارك» هو الموقع الترفيهي الأنسب لتصطحب ابنتها إليه. «مع تقديري للمجهود المبذول في تشييد هذا «البارك» المفيد والممتع، إلا أننا نحتاج إلى المزيد من المواقع المشابهة التي تجمع بين المرح والتثقيف بالنسبة لصغار السن». وتوضح أن من أكثر المشاهد التي تجسد متعة حقيقية لابنتها، هي السلحفاة العملاقة التي لا تشبع من أكل الخس. مفردات الطبيعة من جهته يورد سلطان الحارثي الذي التقيناه برفقة زوجته وولديه، أنه من المفيد نشر ثقافة الخروج إلى المواقع المماثلة التي تحمل رسائل للأسرة. «فالسياحة والترفيه يجب ألا يقتصران على أماكن الاستجمام وحسب وإنما كذلك بالتعرف إلى كيفية الحفاظ على التراث التي تشكل الحيوانات الصحراوية جزءا منه». ويشير إلى أن الجيل الجديد يجب أن يتثقف بالتقرب من مفردات الطبيعة على غرار ما يقدمه «الكيدز البارك»، لأن الألعاب الالكترونية دمرت الكثير من القيم والعادات القديمة والبسيطة. «وهذه العادات لابد منها حتى مع التقدم والتطور التقني. فليس من المطلوب أن ننشئ جيلا متعلما وأن نهمل الناحية الثقافية لديه والتي تتشكل بواسطة تراكمات التجارب الحياتية». ويذكر أنه كلما سنحت له الفرصة يصطحب أسرته إلى البر ليعيد صورا من الماضي كبر عليها ويرغب أن يربي أبناءه عليها. «وأجد أن حديقة الحيوانات هذه من بين المشاريع القيمة لكامل أفراد الأسرة. وأنصح جميع العائلات المواطنة والمقيمة في البلاد للقيام بزيارتها مرارا». ويقول حسين البدوي إن أكثر ما يلفت انتباه أبنائه في «البارك» مسألة التعرف إلى نمط عيش الحيوانات. «فهم يطرحون الكثير من الأسئلة، مبدين رغبتهم في الاطلاع على كل تفصيل يتعلق في مواقيت نوم الحيوانات وطعامها وحمايتها من الحر والمطر». والإجابة المرضية أن هنالك حظائر خلف الموقع مخصصة لفترات المطر والحر الشديد بحيث تنقل اليها الحيوانات حرصا على سلامتها، كما تخلد فيها الحيوانات الى النوم من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا. وهذه الحظائر مكيفة للاستفادة منها خلال فصل الصيف. تنمية مستدامة الملفت في الحديقة التي تعزز جهود التنمية المستدامة، أنها توفر للجمهور ولاسيما الصغار منهم متعة التماس المباشر مع الحيوانات مما يعزز ثقتهم بأنفسهم. فبعكس ما هو متعارف عليه في مثل هذا النوع من الحدائق، بأن توجد مسافة فاصلة بين المتفرج والحيوان، تم تشييد «البارك» وفق احدث طراز عالمي يوفر المتعة والراحة لأفراد الأسرة بالتواصل عن قرب مع هذه المخلوقات الأليفة. مرشدون يرافق المتجولين في أرجاء الحديقة، مرشدون سياحيون يعمدون الى الاجابة عن أسئلة الأطفال في اطار ترسيخ المفهوم الثقافي لديهم. وكمفهوم جديد لانطلاقة الصغار نحو فضاءات جريئة من الاختلاط بمختلف أنواع الحيوانات، يوفر «البارك» فرصة اقامة الحفلات الخاصة ومناسبات أعياد الميلاد حيث الجميع مدعوون الى أجواء مثيرة وغير اعتيادية. وعلى جانب من الحديقة، يوجد قسم مخصص للألعاب ليشعر الزائر الصغير أنه محاط بالترفيه من كل جانب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©