الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صدقية «هيومن رايتس» في الميزان

25 أكتوبر 2014 01:13
لم نكن نود أن تتسم تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش، بالنظرة الضيقة للأمور، وبالاجتزاء وسحب الحالات الفردية على السياق العام، كما فعلت في بيانها الحديث عن أوضاع العمالة المنزلية الأجنبية بالإمارات، فقد اعتمدت المنظمة على عينة صغيرة، وجعلتها دليلاً على نسق عام في دولة مثل الإمارات تضم على أرضها 200 جنسية مختلفة.. وهذا الاجتزاء والنظرة الضيقة للأمور، يمكن أن يؤديا إلى فقدان منظمة عالمية تُعنى بحقوق الإنسان صدقيتها لدى المهتمين بتقاريرها. ولا ينبغي لمنظمة بهذا الحجم أن تعتمد في تقاريرها وبياناتها على عينات صغيرة، وأقوال مرسلة لأفراد، للحكم على الأنساق والنظم العامة المعمول بها في دولة ما.. والإمارات ليست في حاجة إلى إثبات نهجها الراقي وقوانينها الصارمة التي تعطي حقوقاً للعمالة الأجنبية لا مثيل لها في دول العالم كافة.. والإمارات في تعاملها مع العمالة الأجنبية في كل مجال، لا تنطلق من رغبتها في الحصول على شهادات دولية إيجابية، وإنما تنطلق من قيم الإسلام السمحة، ومن تقاليد عربية إسلامية راسخة في حسن معاملة الضيوف والزائرين والعاملين.. ومن الطبيعي جداً أن تكون هناك حالات فردية تسير عكس تيار النظام العام والقانون.. وكل قانون في دولة، لا بد أن يكون هناك مخالفون له.. وكل قاعدة لا بد أن يكون هناك من يكسرها.. لكن المخالفات وكسر القواعد لا تمر مرور الكرام ولا يتم التغاضي عنها.. وهناك عقوبات صارمة في قوانين الإمارات ضد كل من يتعسف في استخدام سلطته إزاء العمالة، سواء كانت أجنبية أو مواطنة.. وهناك شهادات ووثائق دولية معتبرة، ومنها شهادات لمنظمة هيومن رايتس ذاتها، بأن الكل في الإمارات سواء أمام القانون.. وأن من يثبت تورطه في انتهاك أي حق من حقوق الإنسان، لا يفلت من العقاب.. ونحن لا ننكر على «هيومن رايتس» أو غيرها، رصد ومتابعة أوضاع العمالة الأجنبية وحقوق الإنسان.. بل نرحب بذلك، فليس لدينا ما نخفيه أو نخجل منه.. لكننا فقط ننشد الدقة والصدقية والبعد عن الاجتزاء والنظرة الضيقة، حتى تحافظ هذه المنظمات على سجلها وسمعتها وحتى لا تفقد صدقيتها الدولية، وتضطر في كل مرة إلى الاعتذار، لأنها اعتمدت على أقوال مرسلة لأفراد أو على أحداث فردية لا تقوم دليلاً على النظم العامة المعمول بها في كل البلاد. الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©