الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء دوليون: الصناديق السيادية الخليجية تعيد التوازن للاقتصاد العالمي

خبراء دوليون: الصناديق السيادية الخليجية تعيد التوازن للاقتصاد العالمي
12 أكتوبر 2011 01:00
(أبوظبي) - دعت شخصيات اقتصادية بارزة مشاركة في قمة مجالس الأجندة العالمية، صناديق الثروات السيادية الخليجية إلى لعب دور بارز لإعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي، وانتشال الاقتصاديات الأوروبية والأميركية من أزماتها المالية. وأكدوا أن الإمارات بما لديها من اقتصاد قوي وسمعة طيبة على المستوى الدولي يمكن أن يكون لها صوت مسموع ومؤثر في مجموعة العشرين، خلال اجتماعها في كان بفرنسا الشهر المقبل. وقال هؤلاء في لقاءات مع “الاتحاد”، على هامش مشاركتهم في أعمال الأجندة العالمية، التي اختتمت أعمالها في أبوظبي أمس، إن الاقتصاديات الخليجية لم تـتأثر كثيراً بتداعيات الأزمة المالية، كما حدث للاقتصاديات كافة في العالم، بسبب امتلاكها فوائض مالية من استمرار ارتفاع أسعار النفط، علاوة على إدخالها إصلاحات اقتصادية ومالية. وقالت ناير وودز، عميد كلية بلافنتينك للإدارة الحكومية في جامعة اكسفورد البريطانية، ومقررة مجلس الأجندة العالمية لنظم الحوكمة المؤسسية، إنه يمكن لدول الخليج أن تساهم بجهد مؤثر في إعادة التعافي للاقتصاد العالمي من خلال صناديقها السيادية التي لا تزال برغم ما تعرضت له من خسائر باهظة منذ اندلاع الأزمة المالية تمتلك السيولة الكافية التي لا تتوافر لدى الكثير من الاقتصاديات التي تتعرض لمشاكل حادة، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة. وأوضحت أن الاقتصـاديـات الخليجية لم تعان كما تعانـي الاقتصاديـات المتقدمة المثقلة بالـديـون، والتـي أفلسـت العديد مـن بنـوكها، ومـن هـذا المنطلـق يتعـيـن على الحكومات الخليجيـة السـعى بقـوة ليكـون لها دور في إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي. وأكدت أن مشاركة دولة الإمارات في اجتماع مجموعة العشرين في مدينة كان بفرنسا الشهر المقبل، دليل على أن المجتمع الدولي بدأ يدرك ثقل وأهمية دول الخليج واقتصادياتها. وأضافت “الإمارات لديها تجرية اقتصادية ناجحة، ولديها الفوائض المالية، ولهذا يمكن أن تلعب دورا مؤثرا في اجتماع مجموعة العشرين”. وقالت إن مجموعة العشرين مطالبة بأن تتخذ حزمة من الإصلاحات لمعالجة الأزمات المالية، وما لم تكن هناك إصلاحات أوروبية وأميركية حقيقية وذات صدقية، سيظل الاقتصاد العالمي يعاني سنوات طويلة. وأوضحت أن الأزمات المالية أصبحت بالفعل أزمة عالمية وليست أوروبية أو أميركية فقط، حيث تأثرت الاقتصاديات في العالم كافة، وكل الدول مطالبة بأن يكون لها دور في إيجاد الحلول، ومن بينها بالطبع الاقتصاديات الغنية كدول الخليج. وأكدت أن الأموال الضخمة التي ضخت في الاقتصاد الأميركي والاقتصاديات الأوروبية خلال الفترة الماضية، عبر ما سمي بجولات التيسير الكمي لم تؤت ثمارها، بسبب ارتفاع المخاطر وفقدان الصدقية في المبادرات التي جرى اتخاذها. وأضافت “أوروبا مطالبة بأن تتحرك سريعاً وبشكل جماعي، وأن يكون لها صوت واحد، إذا أرادت أن تخرج من أزمتها المالية”. ومن جهته، قال فيليب روزماري، عميد الإدارة الاقتصادية في جامعة اوكسفورد، والمشارك في مجلس الأجندة العالمية للأزمات المالية، إن فرصاً استثمارية هائلة توجد في الوقت الحاضر في الأسواق الأوروبية والأميركية، بسبب نقص السيولة لدى المستثمرين، وهو ما يجعل الفرص مواتية لصناديق الثروات السيادية الخليجية للدخول عبر عمليات استحواذ مجدية. وأوضح أن العامين الأخيرين شهدا عمليات شراء موسعة من قبل صندوق الثروة السيادي في قطر، خصوصا في فرنسا وبريطانيا، مضيفا أنه على المدى الطويل ستكسب صناديق الثروات السيادية مكاسب هائلة من استثماراتها في أوروبا وأميركا. وأكد روزماري أن دولة الإمارات يمكن أن يكون لها دور مؤثر في القرارات التي يتوقع أن تخرج بها مجموعة العشرين الشهر المقبل في فرنسا، موضحاً أن الاقتصاد الإماراتي من الاقتصاديات القليلة التي تحقق نمواً، في حين دخلت الاقتصاديات المتقدمة في مرحلة كساد. وهو ما شددت عليه، ماري لي الأكاديمية بجامعة بكين، مؤكدة ضرورة إحداث تغير جذري في شكل الاقتصاد العالمي، بحيث يكون للاقتصاديات الناشئة، خصوصا في آسيا دور مهم في رسم خريطة الاقتصاد العالمي الجديد. وقالت إن بلادها، ومعها بقية مجموعة “بريك” التي تضم كل من البرازيل وروسيا والهند، لها الحق في أن تشارك في أي حلول يتم وضعها للاقتصاد الجديد، وللخروج من الأزمة المالية الحالية، وذلك بعد أن تمكنت الدول الأربع من تحقيق معدلات نمو قياسية خلال السنوات الخمس الماضية بالتحديد، ولا تزال اقتصادياتها على الرغم من الأزمة العالمية تسجل نمواً جيداً. وأوضحت “لم يعد الاقتصاد الأميركي والأوروبي يحرك الاقتصاد العالمي كما كان في السابق، ويتعين على أوروبا وأميركا أن تضع الاقتصاديات الناشئة في الاعتبار عند دراسة حلول الخروج من الأزمة”. وأكدت أن دول الخليـج مؤهلـة هـي الأخـرى لأن يكـون لها دور ومشـاركـة فعـالـة في رسم خريطة الاقتصـاد الجديد، خصوصاً وأن اقتصادياتها لم تـتأثر كثيـرا من تـداعـيات الأزمة المالية، كما تمتلك العديد من الصناديـق السيـاديـة التي ظهرت بقـوة قبل الأزمـة، بقيامها بعمليات استحـواذ ضخمة في العديد من الأسواق الأوروبية والآسيوية. وقالت إن دولة الإمارات أصبحت تمتلك اقتصاداً ذا وزن وثقل كبيرين، ويمكنها من خلال انضمامها إلى مجموعة العشرين أن تعرض رؤيتها لحل الأزمة المالية، مضيفة “الإمارات في اجتماع مجموعـة العشرين بفرنسا قد تكون ممثلة للاقتصاديات الناشئة ورؤيتها لحل الأزمات المالية لن تختلف عن رؤية العديد من الدول غير الأوروبية والأميركية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©