الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناشئة والتراث

3 أكتوبر 2015 22:12
التراث كلمة جامعة تحمل في مضمونها ودلالاتها تراث الأمم ومنجزاتها الحضارية السابقة. ولكل أمة تراثها الذي تملكه وتنتمي إليه، وتفخر به عبر حقب الزمان، فالتراث يمثـل كل ما له قِيمَة بَاقِيَة مِنْ عَادَاتٍ وَآدَابٍ وَعُلُومٍ وَفُنُونٍ حيث يَنْتَقِلُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. والتُّرَاثُ الإنْسَانِيُّ بمفهومه الشامل هو كل ما خلفه لنا السَّلف من آثار علمية وفنية وأدبية وثقافية، سواء كان مادِّيَّة كالكتب والآثار وغيرها، أو معنوياً كالآراء والأنماط والعادات الحضارية المتوارثة جيلاً بعد جيل، مما يعتبر غالياً لا يُقدر بثمن بالنسبة لتقاليد العصر الحاضر وروحه. ونحن كأمة ذات بعد تراثي وحضاري وتاريخي، ضارب في القدم، نفخر بهذا الإرث العظيم الذي سطره الآباء والأجداد عبر حقب الزمن بتأثيراتها المختلفة، والتي شكلت هذا التاريخ الإنساني الحافل بالعطاء الذي خدم البشرية. وأبهى صور هذا التاريخ، هو تاريخنا العربي الإسلامي الذي عَمَّ فضله وخيره الإنسانية جمعاء. غير أن هذا التاريخ يتعرض للأسف للدمار والتشويه.ونتيجة هذا الضلال، نرى تلك الجرائم التي اقترفت في حق تراثنا وتاريخنا، من خلال اتباع أساليب التدمير والهدم لكثير من مواقع التراث المعماري في بلادنا العربية والإسلامية، ويُشكل هذا العبث الإجرامي خطراً كبيراً على رموز تراثنا الثقافي المادي والمعنوي، ناهيك عن اقتراف جرائم القتل والتكفير التي تحرمها الشرائع السماوية. وفي ظل هذا العبث الإجرامي بمقدراتنا التراثية، يتوجب علينا اتخاذ السبل القانونية كافة، من أجل حماية هذا التراث والمحافظة عليه. كما يجب التأكيد بأن للأسرة والبيت الدور الأساسي في ترسيخ القيم والمفاهيم الأصيلة في أفئدة ناشئتنا منذ الصغر، ومن هذه القيم التي يجب علينا ترسيخها بشكل صحيح لدى الناشئة، قيم تراثنا والذي نعتبره تاريخنا النابض، فالتاريخ هو امتداد للماضي والحاضر والمستقبل، ثم يأتي بعد ذلك دور المؤسسات الأخرى كالمؤسسات التعليمية المختلفة، ووسائل الإعلام والتي لها دور كبير ومؤثر في ترسيخ تلك القيم. ولعل من الضروري طرح فكرة جعل (مادة التراث) مادة أساسية في مناهجنا التعليمية، وليست مجرد معلومات متناثرة بين مختلف المواد الدراسية. همسة قصيرة: قيم تراثنا ستبقى.. مهما كانت المتغيرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©