الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«Truly, Madly, Deeply».. حكاية شغف عمرها 20 عاماً

«Truly, Madly, Deeply».. حكاية شغف عمرها 20 عاماً
7 يناير 2016 20:16
لكبيرة التونسي (أبوظبي) حكايته مع الغوص ورثها عن والده وأجداده، وتشرب هذه الهواية، لكنه كان يراها بعين مختلفة، فقد استخدمها لاستكشاف عالم البحار، وغاص في أكثر المناطق خطورة في جميع القارات. وبعد 20 سنة من التجربة أراد الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي علي بن ثالث أن ينقل للعالم حكاياته اللامحدودة مع التصوير الفوتوغرافي في أعماق البحار والمحيطات عبر كتاب يدمج روعة الصورة بأجمل مشاعر المصور، فجاء كتابه حكاية أخرى تروي أسرار عالم البحار ودهشته وروحانيته. تجربة غنية جمع بن ثالث، الذي ولد ونشأ في دبي في أوائل السبعينيات، عندما كانت لا تزال مجموعة قرى لصيد الأسماك. وتعلم الغوص والتصوير باستخدام أول كاميرا له وهي كاميرا «نيكون FM 2»، ما أثار شغفه ليبدأ في الثامنة عشر من عمره رحلته نحو تصوير الكائنات البحرية. كما تدرب على تصوير الأفلام الوثائقية باحتراف قبل أن يصبح الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي وهو المنصب الذي يشغله حاليًا. وأراد مشاركة الجمهور جانباً من تجربته الغنية مع التصوير تحت الماء، وقرر إطلاقها عبر كتابه الأول «Truly, Madly, Deeply»، الذي يحتوي على 100 صورة ملونة عن الحياة البحرية في أكثر المواقع البحرية روعة في العالم، وتعرض الصور الكائنات البحرية التي تستوطن الأعماق ولا تمنح فرص سهلة لتصويرها إلا للمحترفين العارفين بأسرار هذا العالم المحاط بالمغامرات والخطر. أيقونة متفردة يعد كتاب بن ثالث حصيلة 20 سنة قضاها في تصوير جماليات البيئة البحرية، فخرج أيقونة متفردة تجمع بين ثراء المعلومة وجمالية الصورة، وتحشد نتيجة غطس في أكثر 40 دولة، و80 منطقة حول العالم. ويشتمل الكتاب بين دفتيه على أكثر من 100 صفحة تنقل كل منها قصة هذا العالم الغامض إلى الناس، حيث قرر بن ثالث مشاركة هذه التجربة مع الناس الذين طالما حدثهم عن هذا الجمال وهذا السحر شفوياً أو عبر الصورة، ليجمع هذه المرة بينهما في حكاية واحدة عبارة عن كتاب لا يحتوي على الجانب الفني للصورة، بل أيضاً يعد رسالة بيئية للحفاظ على هذا العالم. ويحاول بن ثالث من خلال كاتبه أن يشارك أحاسيسه مع الناس، يقول: «التقطت صوراً في أكثر المناطق خطورة في مجال الغطس، والتي كنت أتعرف إليها من خلال الدورات التي أحضرها مع مصورين من مختلف أنحاء العالم، بحيث اعتدنا تبادل خبراتنا وتجاربنا وقصصنا وشغفنا أيضا، وكانوا يرشدونني للمناطق النائية والخطيرة، لكوني أعشق التحدي»، مشيراً إلى أنه لم يتردد لحظة واحدة في شد رحاله وخوض التجربة، بعد أن يرشح له أحدهم مكاناً ما. روحانية الصورة يلخص كتاب بن ثالث تجربة 20 عاماً قضاها في التصوير تحت الماء في أكثر بحار ومحيطات العالم غموضاً وخطورة بدءاً من جزر المالديف مروراً بماليزيا وإندونيسيا والفلبين وجزر الباهاما وغيرها، ويتناول الكتاب بين فصوله السبعة المميزة جوانب الحياة البحرية. حيث يتناول فصل «إله الكائنات الصغيرة» أنواع وفصائل الكائنات البحرية الدقيقة مثل بعض أنواع الروبيان والحبار القزم، في حين يتتبع الفصل المثير «السباحة مع العمالقة» المسارات تحت الماء للفيلة وكذلك الغزلان العربية عند سباحتها بصورة مدهشة إلى شواطئ أبوظبي، كما يعكس أحاسيسه التي كانت تنتابه أثناء التصوير، قائلاً إن «المصور العادي تهمه زاوية الصورة وجمالها بينما التصوير تحت الماء فيه روحانية أكبر بالإضافة جمال الصورة وقوتها». وقبل أن يقرر الغوص في منطقة ما ليلتقط أجمل الصور يبحث ويقرأ كثيراً عنها، لكن تبقى بعض المفاجآت التي تتخلل الموقف، ويقول: «عندما أفكر في الغوص في منطقة ما فإنني أرصد كل التوقعات وأدرس كل الاحتمالات لأوفر المناخ المناسب لالتقاط الصورة، لكن في بعض الأحيان نصادف بعض الأشياء التي لم نتصورها من قبل، فبينما كنت أغطس في أحد المرات خرج فجأة قرش بطول أربعة أمتار ولم أكن أحمل غير عدة التصوير ونجوت بأعجوبة». احترام البيئة عن سر غوصه مع الفيلة والغزلان والأسماك الكبيرة، يقول: إن الغوص لالتقاط الصور للكائنات في موطنها الطبيعي يحقق قيمة شخصية كبرى لأعماله، ما يدفعه إلى حد التقاط أفضل صورة ممكنة. ما يترتب عليه مواجهة مختلف أنواع المخاطر المرتبطة بالتصوير في أعماق البحار، وكذلك الخبرات الفنية المطلوبة لذلك حصول الممارسين لهذا النشاط على قدر هائل من الاحترام من جانب مجتمع التصوير الضوئي ككل. وأضاف «غطست مع الفيلة في الهند والغزلان في أبوظبي والتونة التي تزن أكثر من 400 كيلو جرام في مالطا، وعالمي لا يخلو من المفاجآت الممتعة على خطورتها، ولا أقتصر من خلال هذا الشغف نقل الصورة فقط، بل أحاول أن أثقف الناس عن أهمية وضرورة احترام البيئة، ورأيت أن أساعد في المحافظة على البيئة من خلال الصورة التي أخاطب بها عقل وقلب المتلقي، فقوة الكاميرا قادرة على تغيير العقليات ومن ثم العالم للأفضل». أصغر كائن سبر علي بن ثالث أغوار البحار والمحيطات الخطيرة مدفوعا بعشق الغطس وشغف التقاط الصورة، مما زاد إيمانه بعظمة الخالق، وحاول تجسيد ذلك في كتابه فجاء الكتاب محملا بالصور والمشاعر والأحاسيس، وتضمن أجمل المناظر. ويقول: «تعلمت من أسرار البحر وغموضه كيف أن الخالق يضمن للخلق رزقه، وقدرته التي وسعت كل شيء، وسعة هذا الكون الذي يتشاركه معنا مخلوقات أخرى، وبعد هذه التجارب أدركت أن الإنسان قد يكون هو أصغر كائن في الكون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©