الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احترام المعلم

22 يناير 2007 23:15
عمل المعلم من أنبل وأشرف الأعمال وأكثرها نفعاً لأفراد المجتمع ويفيد في مجالات الحياة العديدة وكل مظاهر الحياة من تقدم ورقي وازدهار في الصناعة والتجارة والاقتصاد والعمران والزراعة والطب والهندسة والصحافة والإذاعة والتلفزيون وفي المحكمة وفي المدرسة نفسها كل ذلك يتوقف في البداية على يد وعقل ومهارة المعلم· ذلك الإنسان الذي يفني حياته ويُهب عقله ويضحي بعمره من أجل أفراد مجتمعه فمنهم يكون الطبيب والمهندس والصحفي والمعلم والسفير والوزير·· و·· لقد صدق الشاعر العربي حين قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا نعم فهو الذي ينمي عقل الطالب ويزيده رغبة في الكشف والبحث عن الأمور الغامضة حتى يصل إلى حقائق الأمور ويدرب الطلاب على أساليب الكلام وآدابه وقواعده ويغرس في نفوسهم الثقة والجرأة والشجاعة ويؤهلهم لأن يعيشوا في الحياة بطريقة يستطيعون من خلالها البناء والعطاء والعيش الكريم والتحلي بالحياء والأدب والأخلاق والقيم والمبادئ وهو يزرع في قلوبهم محبة الله ورسوله وتنمية روح المحبة لآبائهم وإخوتهم وأقاربهم والناس والجيران ويبين لهم احترام الكبير والعطف على الصغير· والمعلم هو الوحيد تقريباً الذي يؤكد أهمية تنظيم الوقت والاستفادة منه وكيفية استثماره، فالمعلم هو ''المربي الكبير'' الذي يربي ويعلم الأجيال القادمة· وعلى الأبوين مسؤولية كبيرة في تربية أبنائهم منذ الصغر على احترام المعلم وتبجيله وتوقيره وتقديره ومتى حظي المعلم بالاحترام والتقدير فإنه يعطي عصارة فكره وجهده لأبنائه الطلاب· وقال ابن القيم رحمه الله تعالى عن مراتب المعلم والعلم أولها: حُسن السؤال والثانية: حُسن الاستماع والثالثة: حُسن الجواب عليه· وحتى الأمس القريب كان مجرد ظهور المعلم في الصف حدثاً عظيماً في نفوس الطلاب ومدعاة للرهبة والصمت والاحترام، لا يجرؤ أحد على إصدار صوت أو حركة· أما اليوم فقد تبدلت الصورة وأصبح المعلم لا يحظى بالاحترام والتقدير كثيراً لا من جانب الطلبة ولا من جانب أولياء الأمور بل إن فئة من أولياء الأمور تعتدي عليه والأبناء يلقون الصواريخ الورقية عليه والسخرية منه والاستهتار به ورميه بالطباشير والمساحات عندما يدير وجهه للسبورة ــ كما يحدث تماماً في بعض المشاهد الهزلية في الأفلام العربية التي تزخر بها قنواتنا الفضائية والتي أصبحت محل تقليد ومحاكاة صغارنا وكبارنا في واقعهم المدرسي· فلا يكاد يمر يوم إلا نجد المعلمين يشتكون من سوء وتدني أخلاقيات وسلوكيات الطلبة، وإزاء هذا السلوك الخاطئ والتصرف السيئ ماذا يفعل المعلم؟، ولمن يلجأ؟ وكيف يتصرف؟ وما دور المناطق التعليمية؟ صحيح الظاهرة قليلة ولكنها إذا لم تحل من الآن فسوف تكبر وتكبر، وربما تنتقل العدوى إلى طلبة آخرين ومدارس أخرى· وقد يؤدي ذلك إلى إحداث اختلال في العملية التربوية والتعليمية وفتح الطريق للمزيد من الاختلافات والاختراقات في كل شيء فيما بعد ''أي بعد التخرج من المدرسة'' وبالتالي يصعب السيطرة عليها وسلوك الطالب في المجتمع المدرسي من أهم القضايا التي يجب أن تشغل بال أولياء الأمور أولاً والقائمين على أمر التربية والتعليم ثانياً، والبيئة التي يعيش فيها الطالب ثالثاً فالجميع يتحملون مسؤولية تربية الأبناء (التربية/ الأسرة/ المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدينية) والهدف تهذيب الضمير ورفع مستوى الطالب أخلاقياً وفكرياً حتى يكون في سلوكه قدوة لغيره، وأن ما يتم غرسه من قيم ومبادئ وأخلاق في نفس الطالب منذ البداية يصعب تغييره في المراحل الدراسية التالية لذا يجب إعطاء الطالب في المرحلة الأولى (الابتدائية) اهتماماً كبيراً في التوجيه والإرشاد والتعود على الأخلاق الفاضلة والسلوكيات الحميدة وأن تكون سياسة التربية واحدة في المدرسة والبيت حتى لا يكون هناك اختلاف في الأسلوب لأن ذلك يضر بالطالب قبل المعلم وأفضل طريقة للتعديل وتغيير سلوك الأبناء القدوة الحسنة· العقيد/ محمد صالح بداه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©