الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رؤيتي نحو الجودة

22 يناير 2007 23:16
في ظل وجود تحديات داخلية عديدة تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة وهي قديمة متجددة مثل الخلل في التركيبة السكانية والعمالة الوافدة والتعليم والصحة وغيرها الكثير من شؤون وهموم تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات فكر المواطنين والقيادة الرشيدة، يجب ألا نغفل التحديات الإدارية التي أصبحت تشكل إحدى العوائق الكبرى التي تقف حائلاً بين التطوير والتجديد، علاوة على دورها المحوري في إجهاض روح الإبداع والابتكار لدى الموظفين، والى جانب الهدر المستمر في المدخلات للعملية الإدارية من استنزاف الطاقات البشرية والمادية والسياسية والاقتصادية والمعنوية لبعض المنظمات الإدارية في دولة الإمارات نتيجة تشبثها بأساليب إدارية تقليدية عقيمة في مخرجاتها الإدارية، حيث إنها لا تصل على أدنى الدرجات من الطموح· لذا يتوجب علينا البحث عن الحلول الجادة التي لا تعرف سوى طريق واحد لها ألا وهو تحقيق الكفاءة والجودة بأقل تكلفة وجهد وأقصر وقت ممكن، لذلك وفق رؤيتي الشخصية المتواضعة فإن السبيل الأمثل هو تطبيق الجودة الشاملة على نطاق واسع في القطاعات الحكومية في الدولة، ويجب أن يتربع هذا المطلب على هرم أولويات القيادة العليا في المنظمة أوالمؤسسة الإدارية، لأنه في وقتنا المعاصر المتصل بالعولمة والانفتاح الاقتصادي العالمي أصبح العميل أوالمستهلك لم يعد بذلك الساذج الذي يرضى بأي شيء يقدم له من سلع وخدمات، بل أخذ منحا آخر، وصار يبحث عن السلع والخدمات التي تتمتع بجودة عالية وبسرعة فائقة وبتكلفة منخفضة، ولهذا السبب غالباً ما نرى قسما كبيرا من المستهلكين والمتعاملين يتجهون نحو القطاع الخاص للحصول على الخدمات والسلع تلافياً لما يلاقونه من الإجراءات البيروقراطية المركزية الإدارية الراسخة في الكثير من المؤسسات والهيئات والدوائر الحكومية، بالإضافة إلى انعدام تام في تطبيق مفهوم الجودة في بعض مؤسسات القطاع الحكومي· صحيح أن الحديث في الصحف شيء والتطبيق شيء آخر، لكنني مقتنع تماماً بالمنطق خطوة نحو الاتجاه الصحيح لتعقبها خطوات متزنة وقويمة بعيداً عن روح التشاؤم، وفي المحصلة الأخيرة علينا ألا نبقى ساكنين في المياه الراكدة ونظل ندور في حلقة مفرغة مليئة بتأطير النظري المبهم في مضمونه وشكله وتسويق حجج قولية لا تحمل في طياتها سوى الضياع المستمر للموارد البشرية والمادية والمعنوية· فإذا تصور بعض القيادات الإدارية العليا أن مرحلة تطبيق إدارة الجودة الشاملة في القطاع العام تحتاج الى متطلبات كثيرة- ونحن غير قادرين على نيلها وأيضاً هي حسب منظور البعض أن التطبيق العملي لها يواجه كما هائلا من المعوقات التي تحول دون العمل بها في القطاع العام وفق تصوري- فإن هذه الحجج أتت في غير موضعها السليم، فمن منا لا يعلم شيئاً عن التجربة اليابانية الناجحة في تطبيق ما يسمى بـ''دوائر الجودة'' في مطلع الستينات التي لاقت نجاحاً كبيراً، فهي لم تأت من باب العبث أوالصدفة العابرة، بل جاءت وفق خطط واستراتيجيات بعيدة وقصيرة ومتوسطة المدى وحسابات واضحة وتنظيم متناسق الى حد كبير، فلهذا نرى اليابان اليوم من الدول الرائدة في جميع المجالات المختلفة· أما فيما يتعلق بحجة المعوقات فأنا أعتقد أن قيادتنا الرشيدة وفرت جميع عوامل وعناصر النجاح الإدارية، سواء أكانت على الصعيد السياسي في اتخاذ القرارات ''كونها خلقت مناخاً مشجعاً للقيادات الإدارية للتطوير والتجديد وعززت مفهوم الإبداع والابتكار''، أو كانت على الصعيد المادي فهي لم تقصر من جانبها بدعمها اللامحدود للموازنات المالية للقطاع الحكومي· أيها الإخوة القياديون استغلوا الفرصة السانحة أمامكم للرقي بوطننا نحو مستقبل أفضل كما تسعى دائماً له قيادتنا· سالم محمد سعيد المقبالي جامعة الإمارات- علوم السياسية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©