الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الساحل الإماراتي.. عنوان الحضارة وتاريخ ينهض من جديد

الساحل الإماراتي.. عنوان الحضارة وتاريخ ينهض من جديد
25 أكتوبر 2014 17:31
تقع المدن الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحل وبالقرب من الخيران وأشهرها خور دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة تلك الخيران هي بمثابة الأنهار التي تشطر كل مدينة إلى نصفين وبعض المدن ولدت من رحم الجزر مثل مدينة أبو ظبي. وجود الساحل والممرات المائية الحية والجزر سهل الاتصال بالعالم الآخر كما ساهمت في انتقال مؤثرات كثيرة من حضارة وتراث الشعوب الأخرى عبر تلك المجاري المائية. وحسب الدراسات والبحوث ظهرت أول مستوطنات بشرية في دولة الإمارات أواخر العصر الحجري أي قبل نحو ستة آلاف عام ووجدت آثار هذه المستوطنات في الجزر القريبة والبعيدة مثل دلما ومروح وعلى طول الساحل وبدأ ارتباط إنسان هذه الأرض بالبحر والتجارة البحرية منذ حوالي 4 آلاف عام قبل الميلاد أي قبل ستة آلاف سنة في عهد حضارة "العبيد" بوادي الرافدين. وخلال العصر البرونزي "3200-1300 ق.م" لعبت الإمارات دورا مهما في التجارة الإقليمية بتصدير النحاس واللؤلؤ إلى إمبراطورية وادي الرافدين واستيراد العاج والأواني الفخارية والبضائع الأخرى من أفغانستان وإيران ووادي اندس. ولعب ساحل البحر دورا رئيسيا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأظهرت حفريات الدور بأم القيوين ان للإمارات روابط مع الإمبراطورية الرومانية خلال العهد المسيحي في الوقت الذي كان لميناء دبا على الساحل الشرقي روابط تجارية مع الصين. وبحلول القرن السابع الميلادي اعتنق بعض الناس الديانة المسيحية كما تظهر بقايا دير عثر عليها في جزيرة صير بني ياس لكن سرعان ما انتشر الإسلام ودخل الناس في الدين الجديد ومن ثم لعبوا دورا رئيسيا في نشر العقيدة الإسلامية في المناطق المجاورة ومناطق الشرق الأخرى انطلاقا من ميناء جلفار في رأس الخيمة. ثم خضع الساحل الإماراتي مثله مثل باقي المنطقة إلى سيطرة البرتغاليين في القرن السادس عشر إلا ان الجبال ومناطق الداخل نجحت في الحفاظ على سيادتها وحريتها حيث يمكن إرجاع فترة قيام الدولة إلى هذه الفترة وبحلول نهاية القرن السادس عشر بسط تحالف قبائل بني ياس بقيادة أسرة آل نهيان التي يتحدر منها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" مؤسس وباني دولة الإمارات سيطرته على الجزء الغربي من البلاد حيث قامت إمارة ابوظبي ثم انتقلت عاصمتهم إلى جزيرة أبو ظبي على الساحل. وركز أسلاف القواسم وهي الأسرة التي ينحدر منها حكاما الشارقة ورأس الخيمة أنفسهم بعد فترة قصيرة على الساحل الشمالي من البلاد وتحدت القوة البحرية للقواسم بحلول أوائل القرن التاسع عشر سطوة شركة الهند الشرقية البريطانية مما أدى وبعد نزاع متقطع لأكثر من عقد إلى الوجود البريطاني في المنطقة. واستعاد حكام الإمارات سيادتهم على الشؤون الداخلية بموجب اتفاقيات وقعت مع البريطانيين في العام 1820 واستفادوا من الحماية البحرية البريطانية التي أدت إلى ازدهار مهنة استخراج اللؤلؤ على طول الساحل وظلت حرفة الغوص بحثا عن اللؤلؤ عنصرا رئيسا في الاقتصاد المحلي حتى الثلاثينات من القرن العشرين عندما تلقت ضربة مزدوجة جراء الركود الاقتصادي العالمي وظهور اللؤلؤ الاصطناعي وتلاشت بعد الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة حيث ظهر النفط الذي اكتشف بكميات تجارية عام 1958 وبدأ تصديره بعد ذلك بأربع سنوات حيث وضع أساس نمو اقتصادي غير وجه الحياة في الإمارات منذ ذلك الوقت وبدأ حكام الإمارات بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" مشاوراتهم التي أدت إلى إنشاء الدولة الاتحادية مباشرة عقب إعلان بريطانيا عزمها الانسحاب من المنطقة في عام 1968 ..ومن ثم ظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوجود وأصبحت كاملة العضوية في المجتمع الدولي في الثاني من ديسمبر عام 1971. ومن منطلق المقدمة السابقة اجمع الباحثون والمستشرقون من علماء تاريخ وآثار ورجال دين وسياسة على أن تاريخ دولة الإمارات ارتبط ارتباطا وثيقا بساحل الخليج فتاريخيا لو تتبعنا أهمية تاريخ الساحل لوجدناه يشكل جل تاريخ الإمارات قديما وحديثا بل وتعدى ذلك ليترك ساحل الإمارات بصمة قوية في تاريخ المنطقة القديم والحديث لأنه كان وما زال يمثل عامل جذب واستقرار فقامت بجواره حضارات عريقة وأصبح محطة للسفن التجارية التي تصل ما بين رأس الخليج وبقية الأجزاء الجنوبية في طريقها إلى عمان والهند وشرقي أفريقيا. ويؤكد الخبراء والمؤرخون على ان ساحل الإمارات شهد استيطان أقوام عديدة عاشت عليه وعاصرت الحضارات القديمة مثل حضارتي وادي الرافدين ومصر القديمة ويرجع الفضل في التعرف إلى تاريخ الإمارات القديم إلى المنقبين الذين توغلوا في الماضي العريق وتمكنوا من كشف ما هو أبعد من الوجه الحديث للدولة التي تأسست في النصف الثاني من القرن الماضي. ووجد المنقبون أكثر المستوطنات الحضارية بجوار الساحل الإماراتي وداخل الجزر فدير الرهبان يقع في غرب جزيرة صير بني ياس الذي يعود تاريخه إلى ما قبل العصر الإسلامي ومدينة الدور على ساحل ام القيوين كانت مدينة تجارية كبيرة ترجع إلى ألفي عام وتل الابرق يقع على الساحل بين الشارقة وأم القيوين وهي مستوطنة حصينة استمرت لأكثر من ألفي عام من حوالي "2500 ق . م" إلى بداية العصر المسيحي ومنطقة شمل في رأس الخيمة تضم مدافن من القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد ومستوطنة كوش برأس الخيمة تعود إلى عهد ما قبل وبداية الإسلام وكذلك مدينة جلفار القديمة الواقعة شمال رأس الخيمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©